الدكتور الطراونة طمأن عبير الزبن حول إسرائيل وكاد يحلف أمام المشاهدين بـ " الطلاق " !

المدينة نيوز ـ خاص – كتب محرر الشؤون السياسية - : لم يكن الدكتور فايز الطراونة محظوظا وهو يطل عبر شاشة التلفزيون الاردني مساء الجمعة في برنامج "ستون دقيقة " بسبب انشغال معظم العائلات الاردنية بمتابعة فعاليات برنامج "ستار اكاديمي " ونتائجه التي ستحدد مسار الاغنية العربية.
لا نقول ان الدكتور الطراونة كان يتحدث في واد غير ذي زرع ، لكن ما اراد قوله ربما لم يصل الى من كان يرغب بايصاله لهم، ما جعل من اطروحاته السياسية ومن حواره مع الزميلة عبير الزبن، كمن يتحاور مع نفسه او يتحدث الى عدد متواضع من الحضور، مع يقيننا بان دولة الرئيس يملك من المعلومات ما يجعله قادرا على الحديث في اكثر من اتجاه.
القدس، حديث الشارع العربي كله، وحديث النخب السياسية والعامة على حد سواء، بعد ان تأكد للقاصي والداني ان التهديد الصهيوني للمسجد الاقصى المبارك خرج من اطار الكلام الى اطار الفعل ، وخرج من داخل الغرف والمكاتب الى ارض الواقع، وهذا ما يجب على قادة الراي في الامة ان ينتبهوا له.
الدكتور الطراونة اشار الى ان معركة مخيم جنين قد اسقطت نظرية الترانسفير الصهيوني التي كثيرا ما هدد بتنفيذها قادة الكيان الغاصب، وان الذين تشبثوا بارضهم في مواجهة الجرائم التي ارتكبها الارهابي شارون اكدوا لقادة اسرائيل بان ما حدث في تلك البقعة الصغيرة من الارض قد نسف كل تمنيات الاعداء في تفريغ الارض من اصحابها الاصليين.
نتفق مع الدكتور الطراونة فيما ذهب اليه في واحد من جوانب الصورة، وهو الجانب المتعلق برؤية الاشقاء الفلسطينيين وتشبثهم بارضهم، لكن الصورة لها جانب اخر، وهو المتعلق بالرؤية والقرار والممارسة الصهيونية على الارض، خاصة في ظل وجود ارهابي متطرف على راس الحكومة الصهيونية مثل بنيامين نتنياهو، ووجود متطرف احمق على راس الخارجية الصهيونية مثل افيغدور ليبرمان، مع عدم التغاضي عن السجل الاجرامي الاسود لوزير الدفاع ايهود باراك، فمن يستطيع الاطمئنان الى ان العقلية الصهيونية المجرمة لن تعيد ارتكاب جرائم بشعة بحق الاهل في فلسطين، أو ان تقوم بالقوة بتنفيذ سياسة الترانسفير، سواء بحق الفلسطينيين داخل ما يسمى بالخط الاخضر او الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية، تنفيذا لرؤيتهم التوراتية الداعية لدولة يهودية نظيفة.
اننا نعتقد ان الاطمئنان الذي يبدو عليه الدكتور الطراونة، وهو الخبير بالعقلية الصهيونية من خلال دوره السياسي او مشاركته في فريق المفاوضات، هو اطمئنان مبالغ فيه، او انه يستند الى ما يمكن وصفه بالنوايا الحسنة، ومثل هذه النوايا غير متوفرة في القاموس السياسي الصهيوني، وهو قاموس غارق بمفردات الارهاب والجريمة.
ولأننا لا نريد ان نصطدم بالحائط، فعلينا ان نكون منتبهين لكل الاحتمالات، وفي مقدمتها احتمال الترانسفير، بان نعمل على توفير كل اسباب الدعم لاهلنا في الوطن المحتل لمزيد من التشبث بارضهم التي هي في المحصلة افشال لكل مخططات الاعداء الرامية الى تنفيذ وعد توراتي وهمي بدولة يهودية نظيفة، على حساب حقوق شعبنا الفلسطيني في ارضه وارض اجداده، لا أن يستضيف تلفزيوننا الرسمي رؤساء حكومات سابقين يجزمون ويكادون يحلفون بـ " الطلاق " أن إسرائيل لن تقوم بأي ترانسفير .