الروابدة .. انتهى دوره ؟

المدينة نيوز ـ خاص – محرر الشؤون المحلية - يرى مراقبون سياسيون ان استبدال الرئيس عبد الرؤوف الروابدة لمقعده من مجلس النواب الى مجلس الاعيان، هو بداية النهاية لدور شخصية سياسية متحركة في الحياة السياسية الاردنية في ربع القرن الماضي، فالروابدة الذي كان وحده في مجلس النواب لأكثر من دوره يحمل لقب "دولة " مستندا في ذلك الى قاعدة شعبية واسعة، اصبح اليوم في مجلس الاعيان بدون امتيازات في اللقب بسبب وجوده بين عدد من زملائه اعضاء نادي رئاسة الوزراء.
خصومه يقولون : إن "البلدوزر " لم يعد قادرا على أداء مهمته في المستقبل، ويتوقع قارئوا المرحلة السياسية المقبلة من هؤلاء ان يتحول اللقب الى جزء من الارشيف في الحياة السياسية للرئيس الروابدة الذي لم تعد "عضلاته " قادرة على مواصلة جولات " المرحلة " ، بينما يرى مريدوه ومحبوه غير ذلك تماما .
لكن الذين سيكتبون شيئا من التاريخ السياسي المعاصر للأردن سيتوقفون امام دور الروابدة، هذا الاربداوي الذي قاد امانة عمان الكبرى، واصبح واحدا من ابرز صانعي السياسة في عمان، ومن صالونه تتردد النكات السياسية الموجعة لتحط في الجهات الاربع، في وقت صار فيه الاردنيون يعرفون ان أبا عصام لا يقدم نكاته الساخرة من اجل الضحك فقط، فوراء الاكمة ما وراءها، كما قالت العرب قديما.
الرئيس الذي قدم نفسه في السنوات الماضية سياسيا محترفا، اعلن عن نفسه قبل فترة وجيزة باعتباره باحثا في شؤون العشائر الاردنية، حين اشهر كتابه الذي يتحدث عن اصول هذه العشائر ودورها السياسي والاجتماعي، ويرى بعض من قرأ الكتاب ان أبا عصام الذي امتلك خصومات كثيرة في الشارع السياسي عبر مسيرته الطويلة، سيضاف اليها اليوم خصومات اخرى بين مضارب العشائر التي قد ترى ان الكتاب لم ينصفها، خاصة ان البحث في دور العشائر واصولها في الأردن كمن يلعب في النار.
يقول منتقدوه : إن أكبر منعطف في تاريخ الروابدة الشخصي والشعبي طرده خالد مشعل وأعضاء مكتب حماس ، وفيما بعد ، إصراره على أن خطوته تلك كانت بدوافع وطنية مع أن مشعل اردني ويحمل رقما وطنيا .
عرف عنه انتماؤه وولاؤه ، وعرف عنه بعد نظره خاصة في القضايا التشريعية التي يتقن قراءتها كأفضل من يطالع نصا .
الصيدلاني الذي اصبح اول رئيس للوزراء في عهد الملك عبد الله الثاني، بدأ نجمه السياسي بالأفول ، بعد ان تصدر المشهد سياسيون شباب، وصار عليه ان يكتفي بدور الذاكرة، او بوظيفة المرجعية، وهو يدرك اكثر من غيره ان المريدين الذين التفوا حوله في سنوات سابقة، تراجعوا كثيرا وهم يبحثون اليوم عن "شيخ " جديد تكون يده "طائلة " في الحياة السياسية وهم يرون ان الروابدة قد يتحول مع الايام المقبلة الى اسم في الذاكرة الوطنية ، لا يضر ولا ينفع مع أن هذا العلم الأردني الأصيل ما زال قادرا على العطاء ، ولكن : أي عطاء ! ؟ .