أخطر مرحلة يمر بها الأردن الآن .. واسألوا عبد السلام المجالي عن " ترانسفير الحروب "

المدينة نيوز – خاص – كتب المحرر السياسي - : كان الجميع مشتركين في نشوى إعادة كرة الإنتخابات الرئاسية النيابية ، والغريب أن كل الذي دار كان يتمحور حول اسمين لا ثالث لهما : عبد الهادي المجالي ، وعبد الكريم الدغمي ، في سيناريو كاد أن يعيد نفسه في انتخابات أو منافسات سابقة بين الرجلين تمت في وقت سابق من مجلس سابق ، إلا أن المفاجأة التي تيقنها الاردنيون أن رجالات الدولة الذين كنا نعتقد أنهم لا يتحركون إلا بإشارات أو بمعلومات تبين أنهم مثل غايبن طوشة ، فالتحضيرات لانتخابات رئاسة المجلس كانت تتم على قدم وساق ، ليتبين في النهاية أن صاحب القرار في الدولة وهو جلالة الملك أمر أن تؤجل الدورة العادية نفسها إلى الأول من كانون الاول الماضي ، وبعدها حل المجلس / مما فاجأ الجميع الذين كانوا يوحون لأتباعهم وأنصارهم أنهم يعلمون ما لا يعلمه الأردنيون ، ويطلون على القرار الرسمي من شرفات لا يصلها المواطن العادي ، مع أن هذا كله تهويل وتفاخر لا أساس له من مصداقية البتة .
يقول عارفون : إن قرار التأجيل صدم الكثيرين ، ، فما بالك وهؤلاء العديدون هم أنفسهم من كانوا يدأبون على التحضير لانتخابات رئاسة المجلس ، وبالفعل أعلن المجالي ترشحه وأعلن الدغمي أنه يوافق على المنافسة بعد أن تتبين له مواقف التيارات مما يطلق عليه البعض ( التغيير ) وهكذا كان ، فقد دعيت مختلف الكتل إلى وليمة ثقيلة في منزل النائب عاطف الطراونة تخللها العديد من المعارضات ضد المجالي وكتلته ، وكان أبرز المتحدثين ضد كتلة التيار الوطني رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة الذي يعتقد أنه المساهم الأكبر في تحشيد النواب ضد المجالي وكتلته ، وفي المقابل عقدت كتلة التيار اجتماعا مقابلا في نفس اليوم وجددت ثقتها بالمجالي رئيسا لمجلس النواب ، في خطوات تنافسية لم يسبق لها مثيل ، أوعلى الأًصح لم تشهدها الساحة النيابية منذ سنوات ، إلا ان المفاجأة هي ما ذكرناه أعلاه ، وهي التي أوضحت فعلا أن المواطن العادي مغتر بهؤلاء الذي جربهم في مواقع القرار والمسؤولية ولم يجلبوا إليه – نقصد بعضهم - سوى التعاسة والفقر ، وقد أثنى المواطنون على خطوة سيد البلاد في تأجيل الدورة العادية ، ومن بعد ذلك حل المجلس ليس للسبب المذكور فقط ، ولكن لاسباب أكبر تتعلق بملف الشرق الأوسط ومصالح الاردن التي يراها جلالته من زوايا لايراها فيها زعماء أو رؤساء سابقون يقال إن الزمن أكل عليهم وشرب .
أما الآن ، فأين هم رجالات الدولة من الفتن التي كادت تعصف باستقرار البلد لولا أن الله حمى البلد ، لماذا لا نراهم ، أين يختبئون ، وهل دور بعضهم منحصر في المحاضرات والمهاترات وإطلاق النكات ، وعلى اي أساس أصلا أصبحوا في التصنيف الوطني الأردني رجالات بلد ، أليس بسبب انغماسهم في الشأن العام ؟ .
كل شخص ممن يطلق عليه رجل دولة محترم في شعبه بمقدار ما قدم لهذا الشعب ، ولقد قدم الذين استعرضنا أسماءهم آنفا للبلد كثيرا وهذا من باب رد الجميل ليس لهم ولكن للأردن ، فالأردن هو هي الذي صنعهم ، وهو الذي أفرزهم قيادات مكتبية وميدانية لا يشق لها غبار ، وإذا أردنا استعراض الإنجازات التي تقدم بها البعض للأردن ممن يطلقون على أنفسهم رجالات البلد لوجدنا أن بعضهم قدم الكثير فعلا ، وأخذ حقه وزيادة ، وبعضهم لم يقدم شيئا وأخذ حق غيره ، وسيد البلاد يؤكد بكل مناسبة بأن الأجر من جنس العمل ، قالها في اجتماعات مغلقة ، وقالها ضمنا على الملأ .
نريد من الرجال الذين نحترمهم ونقدرهم أن يكونوا عند الشدائد موجودين وحاضرين ومسلحين بالعزم ذاته الذي يتسلحون به لدى تقدمهم للإنتخابات التي ستأتي قريبا ، فهذا البلد الذي تكال له الإتهامات وتنسج ضده المؤامرات يستصرخ الحجر والشجر بأن يكون معه الآن وليس غدا ، يجب أن يلتف الجميع في وحدة نسيج وطني صارم ضد الترانسفير الصهيوني والتوطين السياسي وضد كل المؤامرات التي من شان تنفيذها أن تدمرنا وتخرب بيوتنا واحدا واحدا إلى آخر الملايين الستة .
إسألوا عبد السلام المجالي ما الذي علمه بخصوص مخطط صهيوني كان يحاك ضدنا بداية احتلال العراق ، وما هو السيناريو الذي كان سينفذ ، لقد كان الإسرائيليون يريدون طرد الفلسطينيين إلى الأردن مستغلين انشغال العالم بالإحتلال ، وأكدت معلومات الرجل بعد ذلك تقارير استخبارية غربية تم تسريب بعضها حسب البعض وفي غمرة هذا الإنشغال يتم التفريغ والطرد وتهويد القدس والأقصى والقيامة ، وليقطب بعدها العرب جروحهم بأيديهم ، فما الذي يمنع الآن إسرائيل من لخبطة كل الأوراق ومهاجمة إيران بعد ما كشفه الرئيس الروسي عن مخطط إسرائيلي أمريكي لضربها ، وأثناء اللخبطة والخربطة وتداخل القضايا يتم تنفيذ مخطط إسرائيل القديم الجديد .
قرار المحكمة الإسرائيلية بطرد آلاف الفلسطينيين لا يتوقف عند هذا الحد ، هو قرار خطير جدا ، ويجب علينا جميعا ، رجالات بلد وبائعي ترمس أن نقف ضده وقفة رجل واحد لنحمي الأردن ، والقضية الفلسطينية ، والأقصى ، وبغير اللحمة الوطنية الجامعة سنكون جميعنا مثل " مصيفة الغور "
هذا إن بقي لنا " غور " نصيف فيه .