أصبح للذكاء دواء

المدينة نيوز - سبق لإدارة الغذاء والدواء الأميركية أن وافقت في العام 1998 على "مودافينيل" “Modafinil” كدواء لعلاج اضطراب النوم القهري، الذي يصيب الدماغ فيجعله عاجزًا عن ضبط مراحل النوم والاستيقاظ. وهكذا، يتعرض من يعانيه لنوبات من النوم المفاجئ في أوقات غير مرغوب فيها أو غير مناسبة.
لكن على مر السنوات، شاع استخدام الـ"مودافينيل" لغاية أخرى "غير مقصودة"، إنها تعزيز القدرات الإدراكية، وهذا أثر لم يدرسه العلماء بدقة.
وبحسب دراسة نشرت في مجلة "علم الأدوية النفسية والعصبية" الأوروبية، راجع الباحثون 24 دراسة، أجريت بين العامين 1990 و2004، حول أثر الـ"مودافينيل" على الإدراك، وتمكنوا من معرفة أنه يزيد في الواقع عدد بعض النشاطات المهمة في الدماغ.
لكن لا يزال الأطباء غير واثقين تمامًا من طريقة عمل الـ"مودافينيل"، بالرغم من أن دراسات سابقة قد كشفت أنه يرفع مستويات الناقلين العصبيين، الهيستامين والأوركسين، المسؤولين عن ضبط مراحل النوم والاستيقاظ من جهة، ويرفع مستوى السيروتونين الذي يؤثر في المزاج، والغلوتامات الذي يساعد على تحفيز خلايا الدماغ من جهة ثانية.
وتجعل هذه التغيرات الكيميائية الـ"مودافينيل" فعالاً لعلاج اضطراب النوم القهري، إلا أن له بعض الآثار غير المقصودة على وظائف الدماغ الأخرى؛ إذ أنه يزيد من انتباه المريض، ومن قدرة استيعابه، ومن مهارته على مستوى إنجاز مهمات أصعب تتطلّب التنفذي العملي وتدخلاً من وظائف دماغ أبسط، وفقًا لما جاء في البيان صحافي.
وبالرغم من ذلك، أشار الباحثون فورًا أن هذه النتائج لا تعني أنه تمت الموافقة على الـ"مودافينيل" كمحسن إدراكي، إذ أن هذا القرار يعود إلى هيئات حكومية تنظيمية، كإدراة الغذاء والدواء.
يشار إلى أن النتائج التي توصلوا إليها قد تشجع الشركة التي تزود هذا الدواء أن تتقدم بطلب لصناعة آخر يمكن وصفه لهذه الغاية.