النفط الكردي وراء تبادل افتتاح السفارتين في طهران ولندن

المدينة نيوز :- ذكر ملف ديفكه الثلاثاء : أنه يتوجب على الإنسان أن يكون ساذجا كي يصدق أن النبأ الذي نشرته صحيفة فايننشال تايمز اللندنية أمس الأول والذي كشف سرا معروفا وسبق للموقع أن نشره منذ عام 2014 بشأن النفط الكردي الذي يباع إلى إسرائيل، جاء بالصدفة في نفس اليوم الذي قامت فيه بريطانيا بفتح سفارتها في طهران من جديد، وفتح إيران سفارتها في بريطانيا. والحقيقة هي أن هناك ثلاثة أسباب لفتح السفارتين:
1- للندن مصلحة في الصناعات النفطية الإيرانية والعراقية، ولهذا السبب سارعت بريطانيا لفتح سفارتها في طهران، فهي لا ترغب في التخلي عن نصيبها في المائة وخمسين مليار دولار من عقود النفط والغاز التي يقترحها الإيرانيون.
2- ما نشرته فايننشل تايمز يعتبر بمثابة إلماحة لطهران بأن بريطانيا تضع تحت تصرفها وسائل الضغط الاستخبارية كي تعمل على المساس بمكانة إسرائيل في أسواق النفط والغاز العالمية.
3- تحاول الإدارة الأميركية أن تخلق انطباعا بأنها تدعم الأكراد،أو بصورة أدق تدعم مسعود برزاني رئيس الحكم الذاتي الكردي، بسبب الحرب الضارية التي يخوضها جنود البشمركه ضد تنظيم الدولة ، هذا في حين أن أوباما يتخذ على الصعيد العملي سياسة عكسية، فهو يحظر تزويد الأكراد بأسلحة ثقيلة لمحاربة التنظيم، وهو ينسق هذه السياسة مع طهران وبغداد. وبناء على ذلك فإن وجهة النظر البريطانية تفيد أن كل من يهاجم إسرائيل جراء علاقتها النفطية مع الأكراد يقابل بالترحاب في طهران وبغداد وواشنطن.
لقد حاول الأميركيون قبل سنة تقريبا منع ناقلة النفط يونيتد كاليفرتا – التي كانت تحمل مليون برميل نفط كردي- من إفراغ حمولتها في إسرائيل. فالأميركيون كانوا يعتقدون أن هذا النفط هو ملك لبغداد وليس للأكراد، وإذا تم إفراغ هذه الناقلة، فلن يحول شيء بعد ذلك من تواصل بيع الأكراد لنفط العراق.
لقد كانت هذه الخطوة الأميركية جزءا من المفاوضات النووية مع إيران، فقد أرادت إدارة أوباما أن تلمح لإيران أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي، فسوف تتعاون الولايات المتحدة مع إيران في كل ما يتعلق بالعراق، والنفط العراقي. بيد أن ناقلة النفط التي كانت تبحر أمام سواحل سيناء، اختفت من فوق شاشات رادار الأقمار الأميركية التي تتابعها وحينما تم التقاطها فيما بعد كانت بالقرب من إسرائيل بعد أن تم إفراغ محتواها من النفط. ويبدو أن هذه اللحظة كانت اللحظة التي عرف فيها العالم بأسره إلى أين تذهب ناقلات النفط العملاقة التي تحمل النفط العراقي الكردي، وقد اتضح أن هذه الناقلات تنطلق من ميناء تشيان التركي، حيث يصل النفط عبر أنبوب من المنطقة الواقعة تحت سيطرة الأكراد في كركوك.
ونظرا لأن قرارات استيراد النفط والغاز تتخذ في مكتب رئيس الحكومة، فإن من المنطقي القول: أنه على اطلاع على مصادر ذلك النفط. ونعتقد أن هناك سببين للمواجهة التي تقوم بها إسرائيل مع واشنطن بشأن النفط الكردي:
1- الثمن الرخيص للنفط الكردي. ورغم أن الأكراد ينفون أن يكونوا قد باعوا لإسرائيل نفطا أرخص من السوق العالمي، إلا أن مصادر الموقع تؤكد عكس ذلك.
2- المواجهة بين نتنياهو والرئيس أوباما لا تقتصر فقط على النووي الإيراني، بل أيضا على سياسة أوباما في الشرق الأوسط، بما فيها الحكم الذاتي الكردي. فعندما رأى نتنياهو أن إدارة أوباما ليست على استعداد لمساعدة الأكراد، وليس على استعداد لتزويدهم بالأسلحة الثقيلة، اقترح على الأكراد أن يلتف على الأميركيين، وأن تأخذ إسرائيل على عاتقها تصدير النفط الكردي، على أن يحصل الأكراد على المبالغ المالية لشراء الأسلحة اللازمة لهم لمحاربة تنظيم الدولة .
( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .