هاجروا أيها العراقيون

تم نشره الجمعة 04 أيلول / سبتمبر 2015 04:27 مساءً
هاجروا أيها العراقيون
هادي جلو مرعي

تمنعني من الحياة ثم تقول لي، إبق هنا وأصنع الحياة، وكأنني طفل ساذج، أو راع غنم لايعرف سوى غنماته والأفق المجهول ويسرح فيهما معا ويتنفس منهما معا، ولايريد أن يغادر بعيدا لكنه يتخيل أنه يطير في أجواء بعيدة وتنفتح له السموات فيصل الى أقصى الأرض يسبح في الفضاء مع الغيمات، وينزل عند ضفاف البحار وعلى شواطئ الأنهار.

فوجئت بنفسي ولأول مرة وأنا أنصح بعض الشبان بالهجرة، فكرت في نفسي أولا، هاأنا لاأشعر بأمل ولاأجد لذة في عمل، ولاأبحث عن مستقبل، وهمي أن أواصل الحياة المملة وأعيشها كما هي فقد تقدم بي العمر، وصارت حياتي مسؤوليات متراكمة كريهة بشعة، فالسياسيون فاسدون، ولايملكون رؤية ولاقدرة ولافهم لطبيعة الأحداث، ولايريدون أن يتعاطوا مع هموم الناس ومطالبهم المشروعة، والغالب منهم يفكر في همومه الخاصة، ويسعى للحصول على المناصب والمكاسب، وتحقيق طموحات منفصلة عن طموحات الناس البسيطة والمتواضعة.

حتى الخدمات الطبيعية والعادية كالماء والكهرباء وهي مسؤولية الدولة والجهات التنفيذية فيها صارت من ضمن قائمة الأمنيات، وهنا يفكر الشاب العراقي بطريقة متأنية ويتساءل مع نفسه، إذا كنت لاأجد خدمات المياه والكهرباء، ولاأجد عملا يحفظ لي كرامتي، ولاأعرف سبيلا الى المستقبل، وأجد الطرق كلها وقد سدت في وجهي، ولارغبة لي بالزواج، فلمن أجي بأطفال جدد يضافون الى قائمة الناس الضايعين في وطن معذب لايمنح أبناءه إلا القهر والحزن والموت، ولماذا أعيش هنا حيث لاأجد عملا حقيقيا يجعلني أشعر بالأمل، وحتى لو وجدت العمل فقد يعترضني في الطريق إليه أشخاص ويسألوني عن ديني وطائفتي، وإذا تمكنت من الحياة وحققت بعض المكاسب وجمعت المال فقد يختطف أفراد عصابة إبنا لي، أو شقيقا، أو أن يختطفوني مقابل فدية كبيرة ليطلقوا سراحي، أو أن أضطر الى العمل ضمن مجموعة مسلحة فأهدد الناس وأتوعدهم وأرفض الآخر وأقصيه وأرفض شراكته معي؟

الحياة هي مجموعة متطلبات ونجاحات وبعض الفشل، وهي علاقات واضحة وصريحة وفرص تأتي وتروح، لكنها تتطلب الأمن والإستقرار في شؤون الإقتصاد والعمل، وإذا وجد الإنسان إنه غير قادر على المواصلة، وإنه لايستطيع تحقيق النجاح، ولايظفر بالإستقرار فحياته غير آمنة، ولاتستحق المجازفة، وعليه أن يبحث عن فرصة في مكان آخر.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات