خطر يهدّد صحة الأطفال

المدينة نيوز - أنيميا البحر المتوسط أحد أمراض الدم الوراثية المزمنة عند الأطفال، الذي ينتج عنه تكوين مادة الهيموجلوبين غير قادرة على القيام بمهمتها في نقل الأكسجين للجسم، بالإضافة إلى رفع مستوى الحديد في الدم، ويرجع تسمية هذا المرض بأنيميا البحر المتوسط لأن منشأ المرض كان في حوض البحر الأبيض ثم توسع انتشاره فيما بعد، ويقدر عدد المصابين به على مستوى العالم بـ15 مليون مريض.

وفي هذا الإطار يقول "الدكتور يحيى محمد- استشاري طب الأطفال": مرض أنيميا البحر المتوسط هو في الغالب مرض وراثي، ينتقل للطفل عن طرق الوالدين من خلال أحد الجينات المسؤولة عن تكوين الدم، التي بدورها تؤدي إلى نقص حاد في إنتاج بروتينات خاصة في تكوين الهيموجلوبين، وهو المكون الرئيسيّ الموجود في خلايا الدم الحمراء، والمسؤول عن حمل الأكسجين من الرئتين وإلى مختلف أجزاء الجسم ما يؤدي إلى الإصابة بالأنيميا.

لافتاً: إلى أنّ أعراض مرض أنيميا البحر المتوسط أو "الثلاسيميا" تظهر مع نهاية العام الأول من عمر الطفل وتتمثّل هذه الأعراض في:

- تأخر في النمو

- شحوب ملحوظ في البشرة

- الشعور بالتعب في حال بذل أيّ مجهود أو نشاط حتى ولو كان بسيطاً، يصاحبه سرعة في ضربات القلب.

- تغيّر في لون البول، فيميل إلى الاحمرار، خاصة في حالات الإصابة الحادة، لنزول الهيموجلوبين بكثرة.

- ضعف المناعة، فيكون الطفل أكثر عرضة للعدوى المختلفة بشكل مستمر.

موكداً: بجانب هذه الأعراض يتعرّض الطفل لمضاعفات خطيرة في حال هبوط الهيموجلوبين إلى نسب متدنية تتمثّل في:

تضخم النخاع العظميّ، فيعد هو المسؤول الرئيسيّ عن تكوين كريات الدم الحمراء، لكن في حال الأنيميا المستمرة لا يستطيع النخاع العظميّ وحده تلبية حاجة الجسم من الكريات الحمراء ما يؤدي إلى تضخمه.

أما عن علاج مرضى أنيميا البحر المتوسط أوضح "محمد" أنه ينقسم إلى نوعين:

1- العلاج الدوائيّ:

وأهم العلاجات المقدّمة لمرضى أنيميا البحر المتوسط يتمثّل في النقل المستمر للدم، مع الحرص على عدم إعطاء الطفل مركبات الحديد لعلاج الأنيميا، لأن ذلك يزيد حالته سوءاً.

موضحاً أنّ هناك مضاعفات تنجم عن نقل الدم باستمرار كان من أهمها:

تراكم الحديد، وهو ما يكون له أثر سلبيّ على العديد من الأعضاء الحيوية بالجسم، وقد يساهم في الإصابة بالعديد من الأمراض، منها: السكريّ وتضخم الطحال والكبد وهشاشة العظام وضعف الأسنان، موضحاً أنه لذلك يجب أنْ يصاحب عملية نقل الدم تناول أدوية مخصصة تساعد الجسم على التخلص من الحديد، حتى لا يتراكم في القلب والكبد والطحال.

2- العلاج الجراحيّ:

العلاج الجراحي لهذا المرض يتمثّل في استئصال الطحال في حال التضخم الشديد، حيث يصبح آكلاً لخلايا الدم ما يزيد من الخطورة على المصاب.

مشدداً على أنّ أهم سبل الوقاية من المرض تتمثّل في:

ضرورة إجراء الفحوص الطبية قبل الزواج لتجنّب إمكانية ولادة أطفال يعانون من مرض أنيميا البحر المتوسط.