وفد نيابي يشارك في مؤتمر الجمعية التابعة لمجلس اوروبا

تم نشره الأربعاء 23rd كانون الأوّل / ديسمبر 2015 02:58 مساءً
وفد نيابي يشارك في مؤتمر الجمعية التابعة لمجلس اوروبا

المدينة نيوز :- شارك وفد من مجلس النواب الأردني في مؤتمر حول الرد الانساني والسياسي الشامل لازمة الهجرة واللاجئين في سوريا الذي عقد في باريس بتاريخ 16/12/2015 في مبنى الجمعية الوطنية الفرنسية نظمته لجنة الهجرة واللاجئين والنازحين بالجمعية التابعة لمجلس اوروبا بالتعاون مع دائرة دعم المشاريع البرلمانية في تلك الجمعية لبحث التحديات التي تواجهها اقطار اللجوء الأولى واقطار العبور واقطار الوجهة.

وتكون الوفد من النائبين امجد المجالي رئيساً وجمال قموه عضواً وقد القى النائب امجد المجالي كلمة في هذا المؤتمر قال فيها:-

يعيش العالم العربي في جو من الفوضى العارمة، فالوضع شديد التعقيد. ويمكن القول باختصار شديد ان غياب النظام العربي الرسمي قد أوصلنا الى حالة من عدم الاستقرار كما خلق فراغاً سياسياً وأمنياً لا بد من ملئه. أن هذا الوضع قد شجع القوى الإقليمية والدولية على ملء هذا الفراغ. ويمكن القول كذلك أنه قد احيى احلامها الامبريالية، بل شجعها على تبني مبادرات ومشاريع اهمها الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة التي نادت بها وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة جوندوليزا رايس.

وقد رافق هذه الفوضى الخلاقة ما يدعى (الربيع العربي) الذي اوصل المنطقة بدوره الى المزيد من عدم الاستقرار والفوضى. وهنا لا بد من التساؤل حول ما اذا حدث هــذا بالصدفــــــــــة أو جـــــــــاء مــــــــــن فــــــــــراغ؟ وهل ما اذا كان هذا سيؤدي الى اتفاقية (سايكس - بيكو) جديدة؟

وعلى كل حال فان الاحلام الاقليمية والطمع والمبادرات ذات الخلفية التاريخية، والظلم الواقع على شعوب المنطقة على مدى قرون من الحكم الاستعماري وغياب الديمقراطية ومستوى المعيشة المتدني والبطالة والفقر والعجز في الموازنات والمديونية والفساد والظلم الواقع على الفلسطينيين من جانب اسرائيل واعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس واحتلال العراق والحملات الاعلامية الغربية ضد الاسلام قد ادت جميعها الى انفجار شعوب المنطقة وتدخل تلك القوى الكبرى في الشؤون الداخلية العربية وتنامي العنف والتطرف على شاكلة داعش وتنظيم الدولة الاسلامية.

أن نشوء أزمة اللاجئين وتحركاتهم في كافة جهات المعمورة بحراً وبراً ما هي الا نتاج هذه الاحداث المأسوية، ومهدت لهم الطريق للتحرك نحو الاقطار المجاورة.

وبالنسبة للأردن، فنحن دولة دأبت على استقبال اللاجئين بدءاً من اللاجئين الفلسطينيين في 1948 و 1967 واللبنانيين في منتصف سبعينيات القرن الماضي، تم حوالي مليون عراقي تلاهم (650.000) سوري في العام 2003 بالإضافة الى (650.000 ) سوري كانوا يقيمون في المملكة قبل حدوث الازمة.

ان هذه الازمة في سوريا وايواء اللاجئين لها اثر سلبي للغاية على الاقتصاد الاردني يفوق امكانياتنا. فقد شكل ذلك عبئاً ثقيلاً على مواردنا الطبيعية التي هي شحيحه وعلى البنية التحتية من تعليم وصحة ومياه وبيئة واتصالات وخدمات. كما أنها اثرت سلبياً على الطرق والممرات التجارية الاردنية وافقدت الاردن مراكز واسواق تجارية وشركاء تجاريين. ولسوء الحظ فقد حدث هذا كله بينما كان الأردن يغرق في بحر من المديونية وعجز الموازنة وارتفاع نسب البطالة.

وبكل صراحة، لقد وصلنا في الاردن الآن الى مرحله لا يمكن لنا ولا للدول المستضيفة الاخرى ايواء المزيد من اللاجئين مما يتجاوز طاقتنا. كما اننا غير راضين على السياسية ذات المعايير المزدوجة التي تبناها الاتحاد الاوروبي مؤخراً والمتمثلة في منح تركيا ثلاثة بلايين دولار مع اهمال الدول المستضيفة الاخرى. ولا يعني هذا مطلقاً بأننا لا نؤيد تقديم المزيد من الدعم والمساعدات، بل على العكس نحن نؤيده غير اننا نرى بان الاردن ولبنان يستحقان وجديران بنفس المعاملة.

كما اننا نرى بان على أوروبا خاصة والمجتمع الدولي عامة المشاركة في تحمل المسؤولية مع الدول المستضيفة وألا يقتصر دورها على السعي نحو تسوية الأزمة، بل ان تفتح حدودها امام اللاجئين وان تفتح مسار بعض الدول الاوروبية التي تحاول ان تتعامل مع اللاجئين من منطلق عنصري وديني، بل نقول لهذه الدول اننا نعتبر داعش وتنظيم الدولة الاسلامية مجموعات ارهابية هدفها تشويه صورة الاسلام النبيلة الذي هو دين محبة وسلام وتسامح.

وختاماً اسمحوا لي ان اصارحكم القول بأنه لم تقم الاسرة الدولية بتحمل المسؤولية مع الدول المستضيفة وايجاد حلول عادلة بالنسبة لسوريا والعراق وفلسطين وتبني مبادرات اجتماعية واقتصادية للتخفيف من الماسي في المنطقة، فان موجات اللاجئين السوريين ستتواصل في منطقتنا بل انها ستصل وتمتد الى كافة ارجاء العالم مع ما تحمله من بذور عدم الاستقرار وتهديد الأمن التي تشكل تهديداً للنظام العالمي بكامله إن لم يوضع حد لهذه المأساة .

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات