مشاركون يحذرون من الدور السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي في نشر الكراهية
المدينة نيوز:- حذر المشاركون في فعاليات مؤتمر "خطاب الكراهية في الإعلام الرقمي والاجتماعي" والذي ينظمه معهد الإعلام الأردني، في يومه الثاني والاخير من الدور السلبيّ الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في إثارة مشاعر الكراهيّة داخل المجتمعات العربية.
وطالب المشاركون بسن تشريعات تكفل التصدي لهذه التجاوزات ونشر ثقافة إعلامية مضادة تسهم في تعزيز قيم التسامح والإنسانية ورفض التطرف والأفكار التي تدعو إلى الإقصاء ونبذ الآخر.
وركز الدكتور يوسف الشرمان من جامعة البلقاء التطبيقية على دور مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في نشر ملامح الكراهية في الدول العربية من خلال ما تنشره من نصوص ومقاطع فيديو تصل إلى مئات الآلاف من المتابعين والمغردين الذين يعيدون نشرها إلى الآخرين بسرعة ومن دون تكلفة ما يؤدي إلى صعوبة السيطرة عليها وضبط مضمونها.
وتابع بأن أهم مخاطر الإعلام الرقمي، نشر الفكر الإرهابي وثقافة العنف، داعيا الجهات الرسمية الى مواجهة خطاب الكراهية بأساليب علمية وتدريس مادة الثقافة الاعلامية في المدارس، وتوعية المواطنين للتيقظ والحذر منها، إضافة إلى مراقبة هذه المواقع وحجب المخالف منها.
وقالت الدكتورة مي أبوعصب من جامعة القدس من فلسطين في ورقة بعنوان "أخلاقيات الإعلام وثقافة القطيع"، إن ثقافة القطيع تعبير علمي متداول في القاموس الصحفي، يصف سلوك أشخاص ينتظرون من الآخرين التفكير بالنيابة عنهم، ولا علاقة له بالتطور العلمي والثقافي، مشيرة إلى أن من أبرز ما يؤثر في ثقافة القطيع، الموروث الثقافي، والنظام التعليمي المعتمد على التلقين.
وأشارت إلى أن ما يثير المغالطات في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة في فلسطين مصدر الخبر، والأخذ عن مصادر إخبارية إسرائيلية بشكل حرفي، وأحيانا نقل الأخبار الإسرائيلية وترجمتها بطريقة غير صحيحة للداخل الفلسطيني، لافتة إلى تحوّل الكثير من أدوات التواصل إلى أدوات للتحريض والبغض وتكميم الافواه.
واستعرض الدكتور ظاهر القرشي من جامعة عمان العربية دراسة ميدانية بعنوان "دور الإنترنت في صناعة الفكر المتطرف والإرهاب"، قائلا إن الدراسة خرجت بمجموعة من النتائج أهمها، أن قلة التكلفة جعلت الإنترنت الوسيلة الأولى في بث الإرهاب حيث انه الأسهل والأكثر أمانا لبث الفكر المتطرف وصنع الإرهاب والإرهابيين لما يمتاز به من سهولة الاستخدام والوصول إلى الفئة المستهدفة بكلف مادية وزمنية قليلة.
واستعرض الدكتور سعد أبوديه من الجامعة الأردنية في ورقة بعنوان "الردود الأردنية الرسمية على الخطابات الإعلامية للربيع العربي- الدور الرسمي في مواجهة أحداث الربيع"، من خلال توثيق فعاليات الردود الرسمية التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني في الداخل والخارج لمواجهة آثار الخطاب الإعلامي الجامح الذي اجتاح العالم العربي مطالبا بالتغيير، حيث ان هذا الخطاب اختلطت فيه النوايا الإصلاحية بالنوايا الأخرى المدمرة، قائلاً إن الأردن كان مميزاً في مواجهة هذا الاجتياح الإعلامي.
وأشار إلى ان تحليل مضمون البيانات أو الكلمات أو الخطب أو التصريحات كافة خلال الفترة التي تلت الربيع العربي من الرابع من نيسان 2011 وحتى 30 حزيران 2013 والتي قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني، تعكس وجهة النظر الاردنية، عبر تقسيم هذه الوثائق إلى مجموعات، كل مجموعة تغطي ثلاثة اشهر.
وأكد ان الخطاب الموجه إلى الدخل يختلف عن الخطاب الموجه إلى الخارج اذ أن أشكال التعبير السياسي التي تنسب إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، تنقسم إلى ثلاثة خطابات فرعية هي الخطاب الموجه إلى أوروبا وإلى الولايات المتحدة والى الداخل الأردني.
وقال الدكتور عصام الموسى من جامعة فيلادلفيا، في ورقة بعنوان "القيم التراثية العقلانية لمواجهة خطاب الكراهية في الإعلام الرقمي المعاصر" إن مواجهة خطاب الكراهية تتم على ثلاثة مسارات، الأول موجه إلى الجمهور، والثاني تعليمي موجه لطلبة الإعلام، والثالث ثقافي تراثي مرتبط بالأخلاقيات.
وفرق بين نوعين من الصحفيين، الاول الصحفي المواطن الذي يستخدم قنوات التواصل الاجتماعي لبث رسالته دون الخضوع للقواعد الصحفية، والنوع الثاني هو الصحفي المحترف المدرب والمؤهل القادر على إنتاج رسالة مؤثرة في الجمهور، قائلا ان القواعد الأخلاقية المنبثقة من التاريخ العربي تعمل إذا ما وُظّفت بشكل صحيح في رسالة الإعلام الرقمي على تعزيز اللحمة الوطنية، ونبذ الكراهية، وتعميق التعددية الفكرية.
وفي تأثير تحليل سوسيولوجي حول خطاب الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي على الأمن المجتمعي، قال الدكتور حلمي ساري المتخصص في علم الاجتماع، إن خطاب الكراهية في الفضاء السايبري مشكلة اجتماعية إعلامية معاصرة نجمت عن استخدام الأفراد والمؤسسات والجماعات والدول له بطريقة غدت تهدد الأمن المجتمعي وتزعزع السلم الأهلي في المجتمعات المعاصرة.
ورأى أن التصدي لهذه المشكلة يتم عبر أربعة أبعاد متداخلة، الأول بتوضيح الفروق بين هذا الخطاب بوصفه خطابا تحريضيا وتعبويا مفعما بالأيديولوجيا من جهة، والخطاب الإعلامي الذي يعبر عن حق الفرد في التعبير عن آرائه في وسائل الإعلام من جهة أخرى.
أما البعد الثاني فيعالج خطاب الكراهية بوصفه شكلا من أشكال التعصب والعنف والعنصرية الذي يمارسه "الأنا" السياسي أو الإثني أو المذهبي أو العرقي أو الطائفي أو الأيديولوجي ضد الآخر أو الآخرين، والبعد الثالث يتناول التأثيرات الاجتماعية والتداعيات السياسية التي يتركها خطاب الكراهية في وسائل الإعلام على السلم الاجتماعي والأمن المجتمعي، في حين يعالج البعد الرابع الموضوع من زاوية الحلول المناسبة للتعامل مع هذا الخطاب، في محاولة للحد من انتشاره والتقليل من تأثيراته والوعي بمخاطره.
وقالت دلال سلامة من مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) في ورقتها النقاشية "الانتهاكات المهنية تحولت إلى أدوات لإنتاج خطاب الكراهية : تغطية اللجوء السوري نموذجاً"، إن 89 بالمئة من المواد الإعلامية تعاملت مع اللاجئين السوريين ككتلة بشرية وليس بصفة انسانية تحترم معاناتهم كأفراد.
وقالت إن المواد الإعلامية انحدرت إلى خطاب الكراهية ولم تكن إنسانية في تعاملها وتغطيتها لمشكلة اللاجئين السوريين بوصفهم ككتلة جماعية، حيث لم تعرض قصصهم الشخصية وخلفياتهم السابقة عن اللجوء ومعاناتهم مع الحرب وآليات تكيفهم وعلاقاتهم الاجتماعية مع بعضهم ومع المجتمعات المستضيفة.
وأشارت إلى أن غياب التغطية الدقيقة، أدى إلى نشر معلومات غير مدعومة بالحقائق الصلبة، والأرقام القليلة التي تضمنتها تلك التغطيات، كانت إما مجهولة المصدر أو مسنودة إلى مصادر غير مختصة، وهو ما مثل إخلالاً بالمهنية.
(بترا)
