سباق الوقت الضائع في العبور باقتصاد الأردن إلى بر الأمان

تم نشره الأحد 19 حزيران / يونيو 2016 12:27 صباحاً
سباق الوقت الضائع في العبور باقتصاد الأردن إلى بر الأمان
د. فطين البداد ، وفي الصورة عملة أردنية وموظفون ومزارعون وأحد المواقع السياحية وسهم باتجاه الاعلى

إذا كنا متفقين أن الإقتصاد الأردني بأمس الحاجة لاستراتيجية إصلاحية بعيدة المدى وطويلة ولكن واثقة ، فإن أبرز ما يفاجئك هو إصرار الحكومات على انتهاج ذات السياسة وذات المبادئ بعيدا عن خلق المناخ المنتج لإحياء الإقتصاد الذي يعاني أوضاعا خطيرة !.

وإذا كان من يطلق عليهم " الحرس القديم " أبطأوا عبر تحكمهم بالقرار من خلال تسنمهم مراكزه المختلفة ، كل الدعوات التي أطلقت للعبور بالبلاد نحو اقتصاد " الإنتاج " بدل اقتصاد الجباية ، فإن هؤلاء - أنفسهم - من باتوا يتباكون الآن على أوضاع البلد ، ويسكبون دموع التماسيح على العاطلين عن العمل والفقراء وجيوب الفقر .

أحد المسؤولين السابقين ، وعندما تقرر إنشاء مدينة إعلامية في منطقة العقبة الإقتصادية قبل حوالي عشر سنوات وتشريع قانون يسمح للجميع بالتواجد والبث من الأردن وقف كالصخرة الكأداء أمام هذا المشروع ، وإذ بنا نرى المشروع ذاته ينتقل إلى بلد عربي آخر ويسجل نجاحات منقطعة النظير ، وعلى ذات السياق ، أعلنت الحكومة السابقة عن إنشاء قناة تلفزيونية إخبارية شبه حكومية بمساحة حرية رأي جيدة ، ووضع لإدارتها نخبة من الصحفيين المحترفين وأصدرت قانونا بذلك أقره مجلس الأمة ، بل ووضع رواتب لهؤلاء منذ أكثر من سنة ، غير أننا لا زلنا نجهل سبب غياب هذه القناة ولماذا لم تر النور حتى الآن .

قد يستغرب البعض طرحي أمثلة " إعلامية " في شأن اقتصادي ، ولكن ما قلته عن القنوات والإعلام مثال على جزء بسيط مما يجري ، إذا أخذنا بالإعتبار أنه لا تنمية بدون حرية ولا اقتصاد بدون قضاء يحميه الإعلام عند الضرورة ، وعليه قس كافة القطاعات التي تخطر على بالك .

لا نعلم لغاية الآن ، ما هو البرنامج الجديد الذي سيوقعه الأردن مع صندوق النقد الدولي ، حيث يقول محافظ البنك المركزي إنه سيدعم النمو ويخفض الدين .

أي نمو ؟ وكيف سيخفض الدين ؟ إذا كنا سنعتمد في تنفيذ هذا البرنامج الذي سيستمر ثلاث سنوات على تضحيات جديدة للأردنيين دون أ ن نقنعهم بأن الذين سيشرفون على هذا البرنامج هم غير أولئك الذين أشرفوا على برامج سابقة رفعت الدين إلى 32 مليار دولار ( وفق آخر تقارير البنك المركزي ) .

يعلم الإقتصاديون ، بأن خفض نسبة الدين بالنسبة للناتج من 94 % إلى 77 % حتى عام 2021 أمر شبه مستحيل في ظل انتهاج نفس السياسات ، فإذا أردنا أن ينتشل القطاع الخاص اقتصاد البلد الذي وصل إلى هذا المنحدر الحاد ، فإنه مطلوب التسهيل عليه ودعمه بالأفعال وليس الأقوال ، فقوانين الإقتصاد تقول : إن القطاع الخاص هو الذي يحمل أثقال البلدان ويبني الأوطان ويفعل الأعاجيب ، في ظل القوانين " الوطنية " طبعا ، ولكن يجب أن تكون هذه القوانين مقنعة وموضوعية وعصرية من أجل الوصول إلى الهدف .

لقد لجأ الأردن إلى الإقتراض من الخارج ، ومن الداخل وسبق أن كان للملياري دولار التي أنجز اتفاقيتهما مع الصندوق قبل حوالي العام فضل في استقرار الإقتصاد خلال الفترة السابقة ، ويبدو أننا مقبلون على برنامج أشد وطأة .

باختصار : ستعود حليمة لعادتها القديمة : نقترض لندعم الإستقرار الإقتصادي ، وها نحن وصلنا إلى نسبة دين للناتج الإجمالي وصلت إلى " 94 % " ولكن شروط الصندوق معروفة عبر العالم ، وهي : فرض مزيد من الضرائب على الناس ، وترشيد الإنفاق ، وهي إصلاحات هيكلية لن تنجح بدون هيكلة الإنسان أولا ، لنصل إلى مرحلة الإنتاج الحر ، والذي بدونه سنكون مضطرين للقول : ألله يستر .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات