الإنتخابات النيابية في الأردن

تم نشره الأحد 21st آب / أغسطس 2016 12:04 صباحاً
الإنتخابات النيابية في الأردن
د. فطين البداد .. وفي الصورة جانب من الانتخابات البرلمانية السابقة وأحد شعارات الهيئة المستقلة للانتخاب وفي الخلفية علم الاردن

ينشغل الأردنيون هذه الأيام بالإنتخابات النيابية التي ستجرى في العشرين من أيلول القادم وفق قانون انتخاب متقدم ، يؤسس لمرحلة جديدة من مراحل الإصلاح السياسي في الأردن ، والذي سيفضي في النهاية إلى حكومات برلمانية ضمن برلمان عام ، يعضده برلمان مصغر في المحافظات في إطار اللامركزية .

شوارع عمان والمحافظات الأخرى ستعج بعد أيام بلافتات وصور المرشحين ، ومواقع التواصل الإجتماعي تسجل نشاطا تسخينيا لكثير من القوائم والمرشحين الذين بدأوا يغردون بشعاراتهم التي سئم أكثرها الناخبون ، وكالعادة ، فإن الدواوين والصالونات شرعت أبوابها في فترات المساء ، وبدأنا نشهد ليالي سمر افتقدتها عمان والمحافظات لسنوات ، يتخللها العشاء والمشروبات الساخنة والباردة وحسب طلب " الزبون " .

أغرب ما شاهده الأردنيون في أكثر من منطقة ، ووفق تغريداتهم وتعليقاتهم ، هو أن بعض المرشحين باتوا أيضا يشاركون الناس مناسباتهم المختلفة ، بل ويؤمون المساجد في صلاة الجمعة كمصلين ، كدلالة عن أنهم من الشعب وللشعب ، وهو ما أثار استهجان كثيرين أكدوا عبر تعليقات على النت بأن بعض هؤلاء لم يسبق لهم أن "سجدوا ركعة " وإذ بهم تقاة ورعين ، ومما قال أحد المتابعين على صفحته أن مرشحا من هؤلاء زعم أمام حشد من الناس أنه يحفظ القرآن على القراءات السبع .

كما وبدأنا نشاهد وثائق تنشر على الأنترنت : فهذا عميل للنظام السوري ، وسبق وأن طلب أموالا لأنه لا يجد ما يأكله ، وذلك قبض من فلان وعلان ، ولم يقف الأمر عند خصوم المرشح المتهم ، بل وصل إلى حد أن يتدخل سفراء دول عربية سابقون في أسماء القوائم وشخصياتها ويدخلوا في معارك مع أسماء تم اعتمادها .

في الديمقراطية كل شيء متوقع ، طالما أنه ما من أحد يتجاوز القانون ، وفي الديمقراطية يقال كل شيء ، ويفعل المرء كل أمر في إطار القانون ، ولكن ما هو المطلوب في ظل انتخابات يتوقع أن تكون ساخنة ؟ .

المطلوب ، وبلا أدنى تردد ، أن تظل المنافسات شريفة ، حقيقية ، خالية من اغتيال الشخصيات ، وإسقاطها ،ودفنها وأصحابها أحياء ، المطلوب وعيا مجتمعيا يبدو أنه غائب الآن عند الكثيرين ، بعد أن قرأنا عن قيام البعض بتمزيق صور في بعض الأماكن رغم أن نشر الصور لا زال ضئيلا ولا يكاد يذكر ، غير أن الذي يعزي النفس هو أن طبقة الشباب الآن باتت أوعى ممن سبق ، كما وأن المرأة التي كانت تحجم عن الإنتخاب ، أو يتم توجيهها وفق رأي الأب أو الأخ باتت أكثر ذكاء ووعيا بدورها الأساسي والسياسي في رسم المستقبل ،ونتحدث هنا عن تطور إلى الأمام وإن لم يكن بخطوات واسعة .

ولأن محور هذه المقالة هو الإنتخبات ، فأرغب أن أعرج على قضية أعتقد أنها مهمة ، إذ منعت هيئة الإنتخابات تكرار أسماء القوائم ، وتم استدعاء القائمين عليها لتغييرها ، ويكون الأمر مفهوما لو أن التكرار تم في نفس الدائرة ، أما وقد تكررت الأسماء في دوائر مختلفة فلا حرج من ذلك ، لأننا لا نتحدث هنا عن ماركة تجارية بل عن اسم قائمة قد يكون من طلب منهم تغييرها عملوا عليها ليالي وأياما وعرفوا بها ، وهو ما انتقده مركز راصد أيضا .

وللتذكير : فقد اعتمد كما هو معروف 230 قائمة ترشح فيها 1290 شخصا ، وهي أرقام طيبة تؤكد بأن الإقبال على الإنتخابات يسير بخطا واثقة .

يكفينا فخرا في الأردن أننا نجري انتخابات وسط محيط يحترق ، وهذه نعمة من نعم الله على الأردنيين الذين يقودهم ملك طموح ، واثق بنفسه وبشعبه ، ومن أجل كل ذلك ، سارعوا إلى صناديق الإقتراع وانتخبوا بضمائركم ، فالصوت أمانة .

ولأن العشرات من النواب السابقين أعادوا الكرة في هذه الإنتخابات ، انتخابات البرلمان الثامن عشر ، فإن على الأردنيين أن لا يكونوا مثقوبي الذاكرة ، ويحكموا على كل نائب سابق ذي تجربة ، من تجاربه التي عايشها الناس ، فإن أحسن كان به ، وإن أساء وسعى مع العشرات لفرض قوانين ترفع الضرائب وقوانين تسمح بتقاعد النواب وغير ذلك من مصائب فعاقبوه ولا تنتخبوه ، هكذا تقول الشعوب عندما تحاكم المتخاذلين والباحثين عن المصالح الشخصية بعيدا عن مصالح الناس ، وهمومهم وأوجاعهم .

الصوت أمانة وطنية ، ومنح من لا يستحق شرف الوصول إلى البرلمان خيانة وعدم انتماء واستهتار بالشعب وبالوطن .

حكموا ضمائركم وانتخبوا ذوي البرامج الوطنية التي تخرج بلدنا من مصاعبه الكثيرة ، وحذار حذار من أن يستهتر أي منكم بصوته ، فإذا لم يحاسب عن سوء اختياره الآن ، فسوف يسأل عن ذلك حين لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم .

اللهم إني قد بلغت ، اللهم فاشهد .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات