الإنتخابات في الأردن : ما في "القِدر" أخرجته "المغرفة"

تم نشره الأحد 18 أيلول / سبتمبر 2016 12:18 صباحاً
الإنتخابات في الأردن : ما في "القِدر" أخرجته "المغرفة"
د. فطين البداد .. وفي الصورة مجلس النواب الاردني

الذي تابع الشعارات الإنتخابية لأغلب المرشحين لاحظ غياب الصوت السياسي عن مجمل المرشحين الذين دأب التلفزيون الرسمي على إتاحة الفرصة لهم لمخاطبة الناخبين في مناطق دوائرهم .

المرشحون - كالعادة - اختاروا ناطقا باسم قوائمهم ، وهذا بدوره كان يطل على المشاهدين شارحا شعار القائمة ومدلولاته بطريقة مضحكة .

فمثلا : إن كان رمز القائمة صورة سلحفاة ، فإن الناطق الرسمي يروج لهذا الكائن على اعتبار أن السلحفاة كائن صبور متأن ، يعتمد في حياته على حكمة " في التأني السلامة وفي العجلة الندامة " .

أحد المرشحين خرج على الناخبين بنصائح عن فوائد الزيتون والزيت ، مؤكدا أن ورود كلمة الزيتون في القرآن الكريم ليس عبثا ، ومن أجل ذلك ، فإنهم اتخذوا في القائمة قرارا بجعل شجرة الزيتون شعارهم .

مرشح ثالث ، أو ناطق باسم قائمة قال : قد تسغربون سبب اختيارنا رأس حصان كشعار ، وبدأ يشرح سبب هذا الإختيار وصفات الحصان ومكانته بدءا من الصهيل مرورا بالحمحمة .

لم يقل أي من المرشحين الذين خاطبوا الناخبين أي كلمة عن حجم المديونية أو كيف سيفعل هو بشأنها ، ولم يتحدث أحد عن برنامج متكامل أعدته القائمة التي ينتسب إليها ولو بشكل ومضة تلفزيونية يوحي لناخبيه من خلالها أنه جاء ليعمل وفق برامج وأهداف وخطط .

وإذا تعلل البعض بأن الوقت الممنوح للمرشحين قصير ، فإن ما يفند ذلك هو غياب البرامج عن نشرات أغلب المرشحين الذين اقتصر دورهم على ما يبدو ، على تقديم الأيس كريم والكنافة والمناسف ، في مشاهد تذكر بانتخابات سابقة ، رغم جدية الإنتخابات الحالية ، وقضاء قانون الإنتخاب على آفة الصوت الواحد في تطور مهم باتجاه الإصلاح بمختلف وجوهه .

لم يكن منتظرا من الدولة أن تخبر المرشحين عما يجب أن يخوضوا فيه ، بل إن دورها انتهى بتقديم قانون انتخاب جيد ، إلا أنه بمرشحين من مستويات مختلفة ظل على حاله ، حيث لم يحاول أغلبهم التقاطه والإستفادة منه ومن هامش الحريات المتاح في البلد لإشعار الناخبين والاردنيين بأن هناك تسخينا انتخابيا خارجا عن إطار العزوة والعشيرة والمنطقة .

إنه الجمود المتوارث الذي أرجعنا إلى الخلف ، وإنه الركود الفكري عند " بعض " أقول " بعض " المرشحين والقوائم التي تعتقد أننا نعيش في الأردن أحكاما عرفية .

الوطن يستحق أن ننبش قضاياه الصعبة ، وليس أولها ولا آخرها صعود نسبة الدين إلى الناتج الإجمالي بحوالي 93 % وهي كارثة بكل المقاييس .

إجمالا ، فإن هذه المقالة كتبت ليلة الأحد قبل يومين من الإنتخابات ، وبالتأكيد سيكون نواب البرلمان الثامن عشر ما بعد الثلاثاء قد تم حصر أعدادهم ومعرفة أسمائهم لأن " ما في القدر أخرجته المغرفة " ، وكلي أمل ، كأردني ، أن يكون هذا البرلمان مختلفا وذا جدوى .

مبروك سلفا للفائزين ، والشعب ينتظر أفعالا ورجالا يكون الأردن همهم الأول والأخير بعيدا عن الشللية والمحسوبية والواسطات والإقليمية والفئوية ، لعل وعسى أن يكون هذا المجلس مختلفا .

وأقول للمرشحين الذين اخفقوا : حظ أوفر في جولات قادمة .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات