قضايا على صفيح ساخن في الأردن

تم نشره الأحد 09 تشرين الأوّل / أكتوبر 2016 12:17 صباحاً
قضايا على صفيح ساخن في الأردن
د. فطين البداد

يجتمع مجلس الأمة الأردني في السابع من الشهر المقبل ، أي بعد أقل من شهر على نشر هذا المقال ، حيث أرجأ الملك انعقاد المجلس للتاريخ المذكور .

بعد تحديد موعد الدورة العادية أخذت الكتل المشكلة مسبقا والشخصيات النيابية تسرع من حراكها لإيصال مرشحيها إلى رئاسة المجلس ، حيث سيتم انتخاب الرئيس وأعضاء المكتب الدائم .

شخصيا ، لا أتوقع أن يكون هناك كثير اختلاف في هذه المعركة الإنتخابية الداخلية ، فلقد شهدنا معارك سابقة تصدى لها شخصيات نيابية مخضرمة ، إلا أننا في هذا المجلس ، الثامن عشر ، يجب علينا الإعتراف بأن دخول الإسلاميين بخمسة عشر نائبا لن يفعل شيئا ، اللهم سوى تغيير باهت في بعض ألوان الطيف الأدائي من قبلهم ومن قبل مناصريهم ، دون أن يتمكن هؤلاء وحلفاؤهم من إحداث أي اختراق في السياسات التي تحكم أداء المجلس في إقرار مشاريع القوانين سواء تحت القبة أو بين أروقة اللجان التي تحال عليها .

كما قلنا ، لن يتغير شيء في الجوهر ، ويدل على ذلك - مقدما - الأسماء التي بدأت بالتسخين منذ الآن للوصول إلى كرسي الرئاسة " المغري " بعد أن عدل الدستور مدة الجلوس عليه بسنتين بدل سنة واحدة قبل التعديل .

المعركة الرئيسية ، وفق اعتقادي ومراقبتي لما يجري من خلال مطالعاتي كإعلامي قبل كل شيء ، ستكون بين السيدين عاطف الطراونة وعبد الكريم الدغمي ، إذا استمرا في ترشيح نفسيهما ، إلا أن شخصية ثالثة دخلت على الخط وصاحبها نائب عريق هو الدكتور عبد الله العكايلة ، مرشح الإسلاميين وحلفائهم ، وبهذا الصدد ، فإني لا أعتقد أن يكون له نصيب من الفوز لأسباب لا مجال لذكرها هنا ، ولربما نتحدث عنها في مقال لاحق .

إذن : إرجاء موعد الدورة العادية ، ومن ثم صدور إرادة ملكية باجتماع المجلس في السابع من تشرين ثاني القادم ، تسخين انتخابي على موقع الرئاسة والمكتب الدائم ، هذه - ربما - هي أهم المعطيات على الساحة الداخلية ضمن إطار السلطات ، أما القضايا الساخنة الأخرى ـ فلا أحد يعلم حتى الآن ، إلى أين ستنتهي ، من مثل قضية الغاز الإسرائيلي ، ولكن الثابت هنا : هو أن الأردن سيظل قويا ، بغض النظر عن مظاهرة تندلع هنا ، ومسيرة تنطلق هناك .

أما المناهج ، فقصة " طرمة " كما يقول المثل الأردني ، والإسهاب فيهما بحاجة إلى صفحات .

غير أني أحيل قرائي الأعزاء على تقرير نشره موقع المدينة نيوز ويتحدث عن المناهج الإسرائيلية ، واللبيب من الإشارة يفهم :

يقول التقرير الذي نقلته المدينة عن هآرتس وذاماركر ، أي أن الذي يتحدث هنا هو وسائل إعلام إسرائيلية وليست المدينة نيوز سوى ناقل فقط ..

يقول التقرير :

المناهج الإسرائيلية : العرب كائنات خلقت لخدمة اليهود

تتغلغل مئات الجمعيات الدينية في مختلف المدارس اليهودية بدعم من وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بنت من حزب “البيت اليهودي” .

هذه الجمعيات تقوم بتمرير مواد تعليمية فيما يسمى “التربية الدينية”، والتي تركز على مواد تعزز “الهوية اليهودية” لدى الطلاب في مختلف المدارس العلمانية والدينية و”الحريديم”.

هناك موافقة مبدئية من أهالي الطلاب في المدارس العادية غير الدينية على تمرير هذه المواد، رغم اعتراض بعضهم على اعتبار أن تمرير حصص في التوراة واليهودية هو أمر قائم وموجود ولا توجد حاجة لتمرير مواد أخرى.

معطيات كشفت عن الموقع الاقتصادي “The Marker” تفيد بإنفاق وزارة التربية والتعليم نحو 4 مليار شيكل سنويًا في المدارس لأهداف مرتبطة بالتعليم الديني، وقالت إن” هذه الأموال تدفقت بفعل التدخلات السياسية من الأحزاب المعنية”.

هناك مئات الجمعيات من مختلف التيارات الدينية اليهودية، والتي يتم استئجار خدماتها لتمرير “التربية الدينية”، بدعم مباشر من الوزارة، بحيث تستقبل المدارس رجال دين ومعلمين متخصصين في العلوم الدينية اليهودية، يقدمون الدروس في مختلف القضايا المتعلقة بالدين اليهودي ويركزون على التربية الدينية وتعزيز الهوية وارتباط اليهود بـ “أرض إسرائيل” وفق مزاعمهم.

وتسعى وزارة التربية والتعليم برئاسة بينت، إلى تزويد مفاهيم تلمودية في عقول الطلاب، وتنشئتهم وفق هذه التعاليم التي تعتبر “الأغيار والعرب،( الاردنيون عرب أيضا - المحرر ) كائنات خلقت لتخدم اليهود”، بالإضافة إلى أحلام تلمودية تتعلق “بالهيكل” المزعوم .

وتلقى سيطرة “بينت” على وزارة التربية والتعليم، معارضة في أوساط بعض العلمانيين اليهود، وحذروا من سياسات الوزارة التي تتغير وفق أفكار وانتماءات الوزير الذي يترأسها، داعين إلى وضع خطة تعليمية طويلة الأمد للوزارة لا تتأثر بحزب الوزير المخول لإدارتها.

وكتب عدد من المفكرين الإسرائيليين ممن يتبنون اتجاهات يسارية وعلمانية، حول سيطرة التطرف وما وصفوه بـ “مجتمع المستوطنين” أن كل ذلك يأتي بدعم مباشر من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو .

هنا ينتهي تقرير هآرتس ، وزميلها الإسرائيلي ، فمن يجبر هؤلاء على تغيير مناهجهم وحذف كل أمر مسيء لنا كبشر وأمة ودين ؟ .

لا أحد للأسف !.

د. فطين البداد  

fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات