هل باصات الكرك " حركة " من المجالي نفسه أم مبادرة عفوية من بعض ممثلي العائلة ؟

المدينة نيوز- خاص – داليدا العطي - : كنت شاهدة على حجم التأييد الذي حظي به الباشا عبد الهادي المجالي من " بعض " أبناء عشيرته الكريمة .
كنت شاهدة وكفى بالعين شاهدة وشهيدة ، ولكن لي بعض الملاحظات :
إن هذا الوفد الذي أم منزل معاليه في خلدا وعطل حركة السير وفرغ لأجله رجال سير لا يمثل بالضرورة الحراك الإنتخابي للعشيرة الأكثر نفوذا ، أو الأكثر حظوة في مناصب البلد ، ولئن كان المجالي ركز خلال استقباله وفدا من بعض عشيرته على أن العمل الحزبي أولى من العمل النيابي مطمئنا الحضور أن حزبه سيحتل ربع مقاعد مجلس النواب القادم ، فإن هذه القضية لا يجب أن تمر دون أن يتم مناقشتها .
الرجل يضع رجليه ويديه بماء بارد ، وهو مطمئن إلى أنه سيكون له الكلمة الفصل في المجلس بدون أن يكون رئيسه ، فيما إن غاب الإسلاميون الذين خرجوا ببدعة جديدة وهي تاجيل الإنتخابات مقابل مشاركتهم فيها كما نقل عنهم مؤخرا عبر تصريحات صحفية لم نتوثق منها ..
المهم : لا يعني عدم ترشح المجالي " إلا بعد إجماع العشيرة كما قال لعشيرته في منزله " أنه بعيد عن المجلس ، وهو نفسه قال في كلمته لوفد عشيرته : إن العمل الآن حزبي وليس نيابيا محضا ، وهي رسالة حملت أكثر من اتجاه وتوجه ، ونعتقد أنها لجهتين : للدولة أولا ، من حيث إنه رقم صعب في المعادلة السياسية ، وهي رد على كل ما قيل عن حل المجلس السابق وأن تحويله إلى الأعيان هو أذان بانتهاء دوره كقطب سياسي ، والثانية لخصومه من ابناء عشيرته ( عيال هزاع كما يطلق عليهم الكركيون ) وفحواها : إنه حتى لو وصل أيمن بن هزاع للمجلس بحزب أو حتى كان وراءه حزب الجبهة الموحدة بكل ثقله ، فإن حزب التيار سيكون الغالب في أي جولة .
أما المسائل الأخرى والتي يحاول البعض تثبيتها وتتجه صوب مرشحين من مثل فيصل الفايز فإنها تحصيل حاصل ولا يصل لمستوى ما يريد الرجل إيصاله .
لا يختلف اثنان أن المجالي عبد الهادي ، هو أحد أقطاب الحكم في البلد ، سواء كان في المجلس أم لا ، وتياره الذي استقطب فيه أبرز الأسماء التقليدية والعشائرية والحزبية حتى ، قوي وخطير ، ويذكر بتياره " النيابي " داخل البرلمان الرابع عشر ، من حيث السطوة وكلمة الفصل في ظل وجود 6 مقاعد للمعارضة التقليدية " إسلاميين " لم يهشوا ولم ينشوا بسبب تزوير الإنتخابات وتفصيل المجلس تفصيلا على حجم ما ارتضته مراكز القوى آنذاك كان على رأسها بلا شك معروف البخيت نفسه الذي اعترف ولو متأخرا بالتزوير . .
البعض قال : إن دور عبد الهادي انتهى بحل البرلمان بدون أن يدري ، لا هو ولا رئيس الحكومة السابق الذي كان ينسق معه ، كما ينسق معه الآن رئيس الحكومة الحالي بمساندة من رئيس مجلس الأعيان السابق ، ولأجل ذلك فعّل الحزب وأعلنه وأصبح قوة يعتد بها . .
والبعض قال : إن الذي يقف وراء هذا الحشد هو المجالي نفسه ، ولا يعتقد أحد – حسب هذا البعض - بان حشدا بهذا المستوى وبهذه الضجة يأتي من الكرك بدون أن يكون هناك سابق ترتيب من الرجل ، وإن كان الأمر بترتيب أو بغير ترتيب ، فإن النتيجة واحدة والرسالة وصلت : وهي أن عبد الهادي المجالي موجود ، داخل البرلمان أو خارجه ، وعلى من يريد أن يستقر حكمه من " الحكومات " أن يعي هذه الحقيقة ، ومن مراكز القوى : أن يتحالف أو يتفاهم مع التيار الوطني ومع قطب سياسي أردني تعرض لحملات وعواصف وما زال ثابتا مثل الجبل ، و مع أن الجبال قد تتعرض هي نفسها لزلازل وهزات ، يكون سببها الجيولوجي داخليا له علاقة بنوع وتركيبة التربة والمعادن ، غير أن الأمر في حالة المجالي عبد الهادي تتعلق بالجينات .. وهي هنا " العائلة " ولا أحد سواها .
هذا هو الموضوع باختصار .