في الأسواق زيت زيتون غير مطابق للمواصفات رفضه الجيش الاميركي

المدينة نيوز - خاص : كتب حسان خريسات - في أول قائمة للزيوت, يفضل المواطن الأردني استخدام واستهلاك زيت الزيتون على الزيوت والدهون الأخرى نظراً للنكهة, ولأسباب فوائد استهلاك زيت الزيتون الصحية, ويرغب المستهلك الأردني بزيادة كميات استهلاكهم من زيت الزيتون الا أن الواقع أن هناك شرطاً يتعلق به وهو السعر الذي يعتبره المستهلكون وتحديداً أصحاب الدخول المتوسطة والمحدودة مرتفعاً جداً, وتعتبر مسألة "الغش " هامة جداً لعدد من المستهلكين بعد ضبط أكثر من عملية رغم عدم ادراك كافة المستهلكين لطبيعة فحص مادة زيت الزيتون أو جهلهم بها ..
"المدينة نيوز " تفتح ملفات قضية جديدة من قضايا التحايل على الشعب الأردني وتتعلق هذه القضية بزيت الزيتون, فقد تابعنا " أمراً غير مألوف اذ عجت المولات ومحلات التسوق والسوبر ماركت بزيت زيتون يباع بحدود 45 ديناراً " للتنكة " ومروس على بعضها أنه زيت زيتون من انتاج عجلون والبعض الاخر من انتاج السلط, هذا الأمر كان مستغرباً اذ أن تكلفة الزيت عن كل تنكة لهذا العام التي دفعها المزارعون لا تقل عن خمسة وثلاثين ديناراً عن كل تنكة اضافة الى اجور النقل واجور أخرى فكيف تباع بهذا السعر وهي معلنة لدى تجار الزيت لهذا العام بـ (75) ديناراً.
"المدينة نيوز " توجهت لعدة معاصر ومزارعين وشاهدت على أرض الواقع تكديس الزيت وجمود أسواقه وقلة البيع, وتبين للمزارعين وتجار الزيت أن الأسواق مغرقة بمادة زيت الزيتون وما أثار الدهشة لديهم أن معظم الكميات تباع على أنها انتاج أردني وتحديداً من مناطق عجلون والسلط, الا أن الواقع عكس ذلك, فالأسواق ليست مجرد أرقام تعكس عمليات التبادل التجاري داخلياً وخارجياً انما هي عبارة عن أنظمة مؤسسية من العلاقات والقواعد والقوانين فالمنتج الأردني من زيت الزيتون يتمتع بميزات طبيعية جيدة وأصناف ممتازة بالنسبة للطعم والنكهة والرائحة واللون والنقاء.
مزارعون توجهوا الى أماكن بيع الزيت المكدس في الأسواق وحاولوا معرفة مصدره, الا أنهم فشلوا بذلك لكنهم كانوا على بينة أن هذا الزيت ليس منتجاً أردنياً فكيف يباع على أنه من انتاج عجلون وكل المزارعين هناك لا علم لهم بذلك وكذلك في السلط.
"المدينة نيوز " وبعد لقائها مع عدد من المزارعين وأصحاب المعاصر والتجار ارتأت البحث عن الحقيقة وبعد زيارات متتالية الى الأسواق المختلفة ورصد الكميات ومحاولة معرفة المصدر وقف كثيرون عائقاً أمام اظهار الحقيقة لنا وكشف سر الكميات الكبيرة الموجودة في الأسواق, فالتجار المعروفون باستيراد وتسويق هذه المادة هم أنفسهم مستغربون من الكميات الكبيرة في الأسواق والأسعار المنخفضة معتبرين ذلك ضربة قاصمة للمزارع والمنتج الأردني من زيت الزيتون.
المفاجأة الكبرى التي وصلت اليها "المدينة نيوز " بعد عناء كبير تمثل بأن الأمر التفاف على المستهلك الأردني لا بل التعمد في ( غشه )
وفي التفاصيل التي حصلنا عليها : فقد كان أحد المستوردين وهو "متنفذ " قد استورد بناء على اتفاقات مع الجيش الأمريكي لتوريد كمية من زيت الزيتون للجيش الأمريكي في العراق وكانت الكمية من 8 الى 10 الاف طن قد استوردت من تونس ببراميل وصهاريج كبيرة الا أن الجيش الأمريكي رفض كامل الكمية بسبب عدم مطابقتها للمواصفات.
"المتنفذ " وبعد رفض الجيش الأمريكي لكامل الكمية قام بافراغ البراميل والصهاريج بتنك ومن ثم وضعت عليها ملصقات كتب عليها انتاج عجلون وانتاج السلط, وتبقى كمية قليلة جداً كتب على ملصقاتها انتاج تونس ويجب استهلاكها قبل شهر 9 من عام 2011 القادم وهذا ان دل على شيء فانما يدل على أن مواصفات هذا الزيت مشكوك فيها.
وعلمت "المدينة نيوز " أن الكمية فعلاً وزعت على الأسواق ووصلت الى ما يقارب عشرة الاف طن علماً بأن انتاج المملكة يقارب 28 ألف طن وهذا الأمر أدى الى خسائر المزارعين وجمود في أسواق الزيت البلدي انتاج هذا العام بسبب فارق الأسعار اضافة الى تضليل المواطن بأنه منتج أردني رغم أنه تونسي ورغم أن الجيش الأمريكي رفضه بسبب مواصفاته غير المطابقة.
بقي أن نقول بأن هذا الأمر لا يدع مجالاً للشك بأن العصابات التي تتحكم بقوت الشعب ولا تكترث لصحته ومواصفات طعامه ما زالت تضرب عرض الحائط كل القوانين والأنظمة وتستغل نفوذها لجمع المال فقط وعلى حساب الوطن والمواطن, وعلى ضوء ذلك شكل وزير الزراعة تيسير الصمادي لجنة للتحقيق في القضية ، "المدينة نيوز " تحتفظ باسم المستورد وعنوان مكتبه .