رمضان واسعار الغذاء والدواء في الاردن

تم نشره الأحد 28 نيسان / أبريل 2019 12:24 صباحاً
رمضان واسعار الغذاء والدواء في الاردن
د.فطين البداد

لفت انتباهي تصريح منسوب لرئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز يطمئن فيه الاردنيين على توفر المواد الاستهلاكية في رمضان ، خاصة وأن بداية كل رمضان تشهد ارتفاعات غير مبررة للعديد من السلع .

وأيضا تصريح مماثل عن خطة حكومية شبه فورية لشمول جميع الاردنيين بالتأمين الصحي اعتمادا على الدراسات السابقة التي اوسعت هذا الأمر بحثا .

وفي المقابل ، لفت انتباهي تصريح متزامن لرئيس لجنة الاقتصاد النيابية الذي دعا لاجتماع هذا الاسبوع مع كل المعنيين بالادوية لمناقشة شكاوى الاردنيين من ارتفاعات جنونية في اسعار بعض الادوية .

في الدول الغربية بل والشرقية على حد سواء ، تهبط اسعار السلع في الاعياد والمناسبات ، ولهذا الانخفاض عدة فوائد ، ابرزها : بالنسبة للتجار هو زيادة المبيعات أضعافا مضاعفة لعدة مرات عن الأيام العادية ، وكذلك الأمر بالنسبة للمصانع التي تنتظر هي الاخرى مثل هذه المناسبات ولأجلها تقوم بتشغيل خطوط انتاج جديدة ، وكله بدواعي الربح وهو حق يستفيد منه المستهلك والتاجر والمصنع والدولة على حد سواء ، ولكن في الدول النامية تنقلب الآية ، فتتحول المناسبات والأعياد الى ويلات يذوق بأسها المواطنون الغلابى .

واستغرب ، كيف أن بلدا منتجا للادوية مثل الاردن تجري فيه هذه الضجة وتسجل فيه هذه الشكاوي مع أنه متميز بصناعة الدواء ، ولكن الاستغراب يتلاشى اذا علمنا بأن 80 % من منتجات المصانع الاردنية يتم تصديرها للخارج ، ومن اجل ذلك ، فإن الاردني المسكين يقع تحت تأثير التسعير غير المنصف ، والامر ينطبق ايضا على المواد الاستهلاكية الاخرى وعلى الفاكهة ، والخضار وغيرها ، حتى باتت هناك قناعة شعبية تقول : إنه إذا ارتفعت الاسعار فجأة فهذا معناه أن باب التصدير قد انفتح على مصراعيه ، أي أنه لا حساب لاحتياجات الاردنيين في هذه المعادلة ، والامر بالضبط يشبه اسعار العشرات من المراكز وأضرب مثالا على ذلك - لتقريب الفكرة - مراكز الاسنان المنتشرة في عمان بطريقة لافتة وعليها قس :

فأنت إذا ذهبت لمركز اسنان ، وكنت اردنيا ، فإنك لن تتمكن من علاج اسنانك إلا إذا كنت مقتدرا ، وأخبرني أحدهم بأنه ذهب لأحد هذه المراكز ، وبعد أن تم تصوير فكه بالاشعة اعتقد بأن سعر الصورة لن يتعدى العشرة دنانير او العشرين دينارا او حتى ثلاثين على الاغلب ، وإذ به يفاجأ بأن عليه دفع 80 دينارا ، ولما احتج لدى المركز تبين له بأن هذا هو السعر المعتمد وعند سؤاله عن طبقة الاردنيين الذين يتعالجون فيه اخبروه بأنهم لا يعالجون الا المرضى العرب ، وبالتأكيد استثني بعض هذه المراكز .

من هو الذي سيراقب الاسعار في رمضان وفي غير رمضان ، وأتحدث هنا عن المواد الغذائية والدواء ، ولا اقصد قطاع الألبسة الذي بات مقدورا عليه بسبب كساد سوقه " رحم الله الدكتور ملحس " دون أن يفوتني التنويه بأن تسعير الادوية يتم من خلال قانون الدواء والصيدلة وبأن ترخيص المصانع يتبع المؤسسة العامة للغذاء والدواء ،فمن يشرف على تطبيق هذا القانون أصلا ، وما هو دور هذه المؤسسة المهمة ، هل هو مقتصر على اصدار التراخيص فقط ؟ .

بإمكاننا الخوض صفحات طوال في هذه المسألة ، ولكننا نختصر مختزلين الأمر كله في أن المواد الاستهلاكية ، من غذائية وغيرها ستكون متوفرة في رمضان كما وعد رئيس الحكومة الذي لا نشك بحسن نيته ونظافة قلبه ، ولكن ماذا عن الاسعار ، وايضا ، فإن التأمين الصحي الشامل مقدور عليه ولكن : هل سيكون مقدورا على الدواء ، أم سنظل نشهد روشيتات الأطباء الحكوميين تصرف في الصيدليات الخاصة لعدم توفر الادوية ؟؟ .

نأمل أن تفي الحكومة بوعودها ، وخاصة في هذا الشهر المبارك ، لأنه بغير ىذلك ، فإن الذين لا يملكون قوت عيالهم لا بد سيبيتون ليلهم على الطوى بين نوعين من الأنين : أنين الجوع ، وأنين المرض !.

د.فطين البداد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات