الرئيس اليمني يخوض معركته الأخيرة ويحذر من حرب أهلية

المدينة نيوز- يخوض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح (68 عاماً) بحسب محللين معركته الأخيرة بعد أن فقد معظم دعائم حكمه في الجيش ولدى القبائل والمؤسسة الدينية.
وقال الباحث الفرنسي المتخصص في الشؤون اليمنية فرانك ميرمييه إن صالح "يتحصن في معاقله الأخيرة. لقد فقد الشرعية أمام شعبه، إنه يخوض حربه الأخيرة، إنها معركة موت أو حياة. "
"وقال ميرمييه إن المجزرة في ساحة جامعة صنعاء الجمعة حين قتل 52 شخصاً من معارضي النظام برصاص مسلحين يشتبه بانهم موالون للنظام، أظهرت أن صالح "فقد الأمل ولم يعد يملك أوراقاً كثيرة في يده "، مشيراً إلى أن "هذه السياسة القمعية تصعد شبح الحرب الأهلية ". "
وحذر الرئيس اليمني الثلاثاء من اندلاع حرب أهلية دموية في حالة الوصول إلى السلطة عن طريق ما سماه بانقلاب ضد حكمه.
وقال صالح في خطاب إن من يريدون الصعود الى السلطة من خلال انقلاب عليهم ان يعرفوا ان هذا مستحيل وان البلاد لن تعيش في استقرار وستندلع حرب أهلية دامية.
وناشد القادة العسكريين الذين انشقوا عن المؤسسة العسكرية العودة عن قرارهم.
وأكد الرئيس اليمني أنه "صامد " في وجه الحركة الاحتجاجية التي تطالب بتنحيه وأن غالبية الشعب لا تزال تؤيده.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن صالح قوله "نحن صامدون والسواد الاعظم من الشعب اليمني مع الامن والاستقرار والشرعية الدستورية ".
وقد أعلن مجلس الدفاع الوطني في اليمن عقب اجتماعه مع صالح أنه في حالة انعقاد دائم لمناقشة التطورات الحالية في البلاد أولا بأول.
ويأتي خطاب الرئيس علي بعد يوم من إعلان قادة في الجيش اليمني وعلى رأسهم اللواء علي محسن صالح الأحمر قائد المحور الشمالي الغربي وأحد أهم اعمدة النظام اليمني إلى الاحتجاجات المتصاعدة المطالبة بتنحي صالح.
قتيلان في اول اشتباكات بين الجيش والحرس الجمهوري
في غضون ذلك قتل جنديان يمنيان في أول اشتباكات بين الجيش والحرس الجمهوري الموالي للرئيس علي عبد الله صالح قرب القصر الجمهوري في المكلا مساء الاثنين.
وأفادت مصادر طبية وشهود عيان أن "جثتي جنديين واحدة تعود لعسكري في الجيش واخرى لعسكري في الحرس الجمهوري نقلتا الى مستشفى في المكلا اثر اشتباك بين الجانبين قرب القصر الجمهوري ".
كما اصيب ثلاثة عسكريين في المواجهات في عاصمة حضرموت.
وأضافت المصادر أن المواجهات اندلعت اثر "توتر " بين قوات الحرس الجمهوري وقوات تابعة لقائد المنطقة الشرقية محمد علي محسن الذي أعلن الاثنين انضمامه الى الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط نظام صالح.
وتنتشر دبابات ومدرعات الجيش اليمني في صنعاء في محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع والبنك المركزي.
وكان عدد من الساسة والسفراء قد أعلنوا أمس انضمامهم إلى ثورة الشباب كما استقال عدد من المسؤولين من بينهم محافظ عدن، ونائب رئيس مجلس النواب وعدد من النواب منهم عبد الحميد احريز الذي استقال من الحزب اليمني الحاكم.
كما انضم أيضا إلى الثورة عدد من شيوخ القبائل، بما في ذلك شيخ مشايخ حاشد.
وكان وزير الدفاع اليمني قد أعلن الاثنين عن مساندته للرئيس علي عبد الله صالح ضد أي "انقلاب على الديمقراطية ".
5 سفراء يطالبون الرئيس اليمني بالاستقالة
من ناحية أخرى وجه خمسة سفراء يمنيين في اوروبا رسالة إلى الرئيس علي عبد الله صالح يطلبون منه فيها الاستقالة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن السفير اليمني في باريس خالد الاكوع قوله إن السفراء في باريس وبروكسل وجنيف وبرلين ولندن اضافة إلى القنصل في فرانكفورت "وجهوا رسالة إلى الرئيس صالح يطلبون فيها الاستجابة إلى مطالب الشعب والاستقالة لتفادي اراقة الدماء ".
وأضاف الأكوع "اننا نعتمد على حكمة الرئيس ليضع مصلحة البلاد فوق مصلحته الشخصية ".
وذكرت وكالة اسوشيتدبرس أن الدبابات المنتشرة في صنعاء تابعة للواء محسن الأحمر الذي انشق وانضم للثورة.
كما توجهت بعض الدبابات إلى ميدان صنعاء للانضمام إلى المتظاهرين الذي يطالبون بتنحي الرئيس اليمني.
اقتحام ونهب مكتب الجزيرة في صنعاء
على صعيد اخر قال مراسل الجزيرة في صنعاء أحمد الشلفي إن نحو عشرين مسلحا اقتحموا مكتب قناة الجزيرة بصنعاء ونهبوا بعض أجهزته. جاء ذلك في وقت تتزايد فيه التصدعات والانشقاقات في نظام الرئيس صالح.
وأضاف المراسل أن المسلحين الذين كانوا ملثمين استولوا على أجهزة من المكتب، وأنهم ما زالوا يرابطون فوق سطح المبنى الذي يوجد فيه مقر المكتب.
ونقل الشلفي عن شهود عيان قولهم إن عملية نهب المكتب تمت أمام أعين عناصر دورية شرطة كانت أسفل البناية.
وكانت السلطات اليمنية أبعدت قسرا الجمعة الماضي اثنين من مراسلي شبكة الجزيرة الموفدين إلى اليمن، في خطوة جاءت في يوم كان الأعنف منذ بدأت الاحتجاجات في هذا البلد الشهر الماضي، وانتهى بمقتل عشرات المحتجين.
واقتاد الأمن المراسليْن عبد الحق صداح وأحمد زيدان إلى مطار صنعاء، ووضعهما على متن رحلة متجهة إلى القاهرة، على أن ينتقلا من هناك إلى الدوحة.
وجاء ترحيل موفديْ الجزيرة في يوم شهد مقتل 43 من المحتجين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، في هجوم قالت المعارضة إن الأمن والبلطجية يقفان وراءه، ونفت الحكومة الضلوع فيه.
وتعرض مكتب الجزيرة في اليمن سابقا لمضايقات عديدة تراوحت بين التهديد ومصادرة محتوياته، وحتى الاعتداء بالضرب على بعض العاملين فيه.(وكالات)