نص رسالة القذافي للإتحاد الأوروبي والكونجرس ( النص كاملا )

المدينة نيوز- وجه معمر القذافي، رسالة إلى البرلمان الأوروبي ، والكونغرس الأمريكي ، والأحزاب السياسية المعارضة في أمريكا ، وإلى الأوروبيين الذين اجتمعوا في لندن مؤخرا ، وكذلك إلى السفراء ، ووكالات الأنباء ومراسليها ، وكل الإعلاميين في العالم ... وفيما يلي نصها ( لا يوجد أي سبب داخلي يجعل في ليبيا أزمة من أي نوع على الإطلاق ... السلطة في يد الشعب الليبي يمارسها في المؤتمرات الشعبية التي فيها كل المواطنين رجالاً ونساءً بلغوا سن الرشد ... وليس لهذه الديمقراطية الشعبية المباشرة مثيلا إلا في أثينا قبل الميلاد ... وثروة البترول ملك للشعب الليبي ... والسلاح بيد الشعب ، ليس في ليبيا حاكم يحكم ... فلا حاكم ولا محكوم ... تغلبت على العطش بخلق نهر صناعي من تحت الأرض ، وألغت طواعية البرنامج النووي وما إليه ... وحلت كل مشاكلها العالقة من الحرب الباردة بطريقة سلمية ... وحلت مشاكل الجرف القاري مع الدول المجاورة باللجوء إلى التحكيم ، وانضمت للتحالف الدولي ضد الإرهاب ... وساهمت أجهزتها مساهمة فعالة مع أجهزة الدول الأخرى في الحد من خطر الإرهاب المتطرف ... وشكلت القيادة الشعبية الإسلامية العالمية لجمع القوى الإسلامية المعتدلة عالمياً لملء الفراغ الذي استغله الإرهاب المتطرف ، وأوقفت الهجرة غير الشرعية المتجهة إلى أوروبا ... ولعبت دوراً فعالاً في حل المشاكل الإفريقية وإقرار السلام في إفريقيا ، أصبحت الراعي السامي للسلام في إفريقيا بقرار من الأفارقة ... وفتحت أبوابها للسياحة العالمية ... وقدمت " الكتاب الأبيض " لحل مشكلة الشرق الأوسط سلمياً ... وقدمت مسودة لإنهاء القرصنة التي ظهرت في الصومال وأزعجت العالم ... ويبدو أنه بسبب هذا الانفتاح ودورها في خنق الإرهاب تسللت عناصر القاعدة وجندت من جندت ,, واستغلت ما حصل في تونس ومصر كغطاء من الدخان لتهاجم فجأة ثكنات عسكرية ومراكز شرطة للحصول على السلاح ... وبدأت في إطلاق النار على العسكريين ، وسيطرت على بعض المساجد ,, وحولتها إلى مخازن للسلاح ، وأعلنت إمارة إسلامية تتبع القاعدة ... وإذاعات الجهاد ، ولم نقم إلا بمحاولة محاصرتها بالتعاون مع المواطنين ... ثم قامت وحدات مكافحة الإرهاب باقتحام بعض المباني في بعض المدن المتحصنة فيها عناصر القاعدة الإرهابية ، وتم القبض على أكبر عدد منها إلا بنغازي التي لازالت بعض مبانيها تحت سيطرة تلك العناصر الإرهابية ... وأسرت بعض الأفراد وأجبرتهم على العمل لخدمتها للحصول على الدعم من الخارج كواجهة غير دينية وهذا ما سمي قهرا وزورا بالمجلس الذي لا يعرفه أحد ولم يفوضه أحد عدا إرهابيي القاعدة في بنغازي لقضاء حاجتهم اللوجستية به مؤقتاً ... ومما مكّن لهم في بنغازي هو مهاجمتهم للسجن المدني ، وإطلاق سراح كل من فيه من المجرمين وتسليحهم ليقاتلوا في صفوف عناصر القاعدة ... الأزمة خلقت خلقا إما لتنفيذ إستراتيجية صليبية جديدة ، أو خطة استعمارية جديدة ... لا يوجد في ليبيا لا شرق ولا غرب ، ولا صراع إيديولوجي ولا مشاكل أخرى من أي نوع ... بلد آمن وأمّن شمال إفريقيا وأوقف الهجرة ... وألغى برامج أسلحة الدمار الشامل ,, ويلعب دوراً مهماً في الاستقرار والسلام ويحل مشاكله بواسطة سلطة الشعب ... خُلقت له مشكلة لم يكن سببا فيها ,, ولا علم له بها والذي يجري الآن هو دعم القاعدة بالغطاء الجوي والصاروخي لتتمكن القاعدة من السيطرة على شمال إفريقيا ويصبح شمال إفريقيا أفغانستان ثانية ... الشعب الليبي يواجه هجوماً وحشياً ظالماً ... وتدخلاً سافراً وفظاً في شأنه الداخلي ... ويُقتل المئات من الليبيين والليبيات بسبب هذا القصف العدواني الذي ليس له مبرر ، وليس له مثيل في الظلم والوحشية والعالم يتفرج على شعب صغير وبلد نامي استبيح بحراً وجواً وأرضاً من طرف دول نووية كبرى ... تتصرف خارج ميثاق الأمم المتحدة ,, وترتكب المجاز ضد الشعب الليبي بلا رحمة ... لعلمكم أنه لم تقع في ليبيا منذ البداية لا مظاهرات ولا احتجاجات خلافا لما في تونس ومصر ... ولم تطلق النار على متظاهرين ... لأنه لم يكن هناك متظاهرون إطلاقاً ... ولم يُقتل أكثر من 150 فرداً معظمهم من العسكريين والشرطة ، الذين دافعوا عن أنفسهم أثناء الهجوم عليهم في مقراتهم ... هذه الصورة التي نُقلت عن ليبيا صورة مقصودة مصطنعة الغرض منها تمرير وتبرير إما حرب صليبية ثانية كما أعلنت فرنسا صراحة ... أو عملية استعمارية جديدة لليبيا ... المدنيون قتلهم التحالف الصليبي للأسف الشديد ... وأعدمهم بأسلوب الزرقاوي إرهابيو القاعدة ... أما نحن شعب متحد وراء قيادة الثورة يواجه إرهاب القاعدة من جهة ... وإرهاب حلف الأطلسي الذي يدعم الآن القاعدة مباشرة من جهة أخرى ، إنه التناقض بعينه ... أوقفوا عدوانكم الظالم الوحشي على ليبيا ... اتركوا ليبيا لليبيين ... إنكم ترتكبون عملية إبادة لشعب آمن ، وعملية تدمير لبلد نام ... ليس في ليبيا مشكلة إلا مواجهة عناصر القاعدة ، ومواجهة القصف الصاروخي والجوي الذي اعتبره العالم صليبياً ... إنها المتناقضات ... يبدو أنكم في أوروبا وأمريكا لا تشاهدون هذه العملية الجهنمية البربرية الوحشية ، التي لا يشبهها ,, بل أقل منها ضررا كثيرا إلا عمليات " هتلر " وهو يجتاح أوروبا أو يقصف بريطانيا ... كيف تهاجمون من يقاتل القاعدة ؟ ... أوقفوا هجومكم الوحشي الظالم على بلادنا ... المسألة الآن تولاها الاتحاد الإفريقي ... ليبيا تقبل كل ما يقرره الاتحاد الإفريقي ، من خلال اللجنة الإفريقية الرفيعة المستوى التي شُكلت لهذا الغرض .