لأنه رحمة ...!

تم نشره الجمعة 07 شباط / فبراير 2020 09:29 مساءً
لأنه رحمة ...!
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

إنشغل العالم بالفترة الأخيرة بمرض فيروس "كورونا" الجديد والذي أصبح كابوساً يتهدد العالم بأسره حتى نشر الخوف والهلع بين الناس هنا وهناك بسبب سرعة إنتشاره وعدد الوفيات والإصابات بسببه.
وأنت هل إبتلاك الله بالمرض يوماً ؟ وهل تعتبر ذلك المرض بلاء أم كرماً نزل بك ؟
وقبل إستغرابك السؤال دعنا نتعرف على تجربة "عروة بن الزبير" رحمه الله، والذي وقع مرض الأكلة أو "الغرغرينا" في أحد رجليه يوماً وقرر الأطباء ضرورة قطعها حتى لا تؤدي إلى وفاته، ثم وصله بعدها بأيام خبر وفاة أحد أبنائه فلم يزد على أن قال: "اللهم إنه كان لي أطرافاً أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد، وكان لي بنون أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد، وأيم الله لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لطالما عافيت"، ومن هنا تظهر لنا جمالية معرفة حقيقة نعم الله عزوجل على الإنسان خاصة عند نزول المرض به، والذي يعتبره البعض بلاء يقضون معه أيامهم في البكاء والتذمر وينسون حقيقة إكرام الله عزوجل لهم به، فقد يكون هذا المرض سبباً في تكفير الخطايا أو كسب المزيد من الأجر والثواب، أو أنه أراد جل جلاله منح الفرصة لعباده للتنبه لضرورة العودة إلى طريق يوصلهم من خلالها لأعلى درجات الجنان قبل فوات الفرصة عليهم، أو حتى قد يكون هذا المرض إظهاراً من الخالق لعباده لشئ من قدراته جل جلاله.
ومن هنا كانت الأمراض التي يكرمنا الله بها في حياتنا رحمة بنا، ومثلها تلك الأمراض التي إستشرت بجسد أمتنا في زماننا من ذل وهوان وتشتت وإقتتال وفرقة وفتنة هنا وهناك منح الفرصة لأعدائها التسلط عليها من كل حدب وصوب، وهذه الأمراض والتي كان آخر نتائجها ماتم إعلانه قبل أيام تحت مسمى "صفقة القرن" والتي هي في حقيقتها ليست أكثر من "نكتة القرن"، إنما جاءت كرماً من الله عزوجل بأن زاد أعداء الأمة في جبروتهم ليصلوا لدرجة الطلب من الأمة الإعتراف علانية بشرعية إحتلال مقدساتها وأكل حقوق أبنائها وسرقة مقدراتها ليكون سبباً إضافياً في إيقاظ الكثير من القلوب والعقول عن حقيقة ما يخطط لهذه الأمة ويرسم لها ليس في فلسطين وجوهرتها القدس الشريف فقط، بل ولكل شبر من أراضيها ومقدراتها وإرادتها وقبل كل ذلك مقدساتها، ولكن هيهات فمثل هذه النكات التي تعلن بوضوح كيف يفكر أعداء الأمة تجاهنا لن تكون إلا حافزاً جديداً لكل حر وشريف في أمتنا "وما أكثرهم" للدفاع عن حقوق الأمة ومقدساتها وعن حقوق شعب فلسطين في أرضه وحقه في تقرير مصيره وكافة حقوق أمتنا المسلوبة، فمهما تم تغيير الخرائط على الأرض ورسم حدود جديدة في أحلام وأوهام العابثين بحقوق الأمة لن يغير ذلك من الحقائق المرسومة في قلوب أبنائها الأحرار المزروعة في شرايينهم، ولا من حق أبناء فلسطين في تقرير مصيرهم، أما تلك الأوهام والأحلام المعتقدة بإمكانية التخلص من هذه القناعات فلابد لها يوماً أن تجد مكانها المناسب في مزبلة التاريخ لأن الحق لابد أن يعلو ولا يعلى عليه مهما طال الزمن، ولذلك لن نغضب بسبب ما يحل بأجسادنا أو بجسد الأمة من مرض لأنه رحمة لن تكون إلا سبباً في تعزيز قوتنا وإرادتنا وإيماننا بمن أكرمنا بهذا المرض لتعود الأمة من خلاله لعزتها وكرامتها وحفظ حقوقها بين الأمم بإذن الله.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات