فاعليات ثقافية: الثقافة نهج تبنته الدولة الاردنية منذ بواكيرها ورسخه الاستقلال

المدينة نيوز:-  أكدت فاعليات ثقافية اردنية، أن الثقافة والابداع نهج تبنته الدولة الاردنية بقيادتها الهاشمية منذ بواكيرها ورسخه عهد الاستقلال، إذ شهد الاردن منذ المغفور له الملك المؤسس عبدالله الاول اهتماما كبيرا بالجانب الثقافي والابداعي والتعليم والنهوض به على المستويات كافة، وعزز استقلال المملكة الذي تحقق في 25 من أيار 1946، في نفوس الأردنيين، تلك الهوية الجمعية التي نهلت من الثقافة العربية الإسلامية، ومن ثراء التنوع في مكونات المجتمع الاردني، والانفتاح على الثقافات الاخرى.
وقال رؤساء هيئات ثقافية لوكالة الانباء الاردنية(بترا)، ان الاردن قادر بفضل قوة وتماسك شعبه وقيادته الحكيمة ومؤسساته الراسخة من تجاوز الصعاب التي تواجهه، مستذكرين ومستلهمين في الذكرى الـ 74 للاستقلال، المعاني العظيمة للتقدم والانجاز لاسيما في حقول الابداع الثقافي الذي نقل رسالة الاردن الحضارية الى محيطه العربي والعالمي. وقال نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب، إنه في الوقت الذي نستذكر فيه باعتزاز استقلال وطننا الاردني الذي يعتبر نتاج تضحيات ونضالات وجهود الهاشميين والشعب الاردني، وجاء أثر الثورة العربية الكبرى التي مثلت فكرا طلائعيا من اجل العرب جميعا والانسانية، فإننا ننظر الى الاستقلال بمفهومه الشامل خصوصا بما اضفى من تكريس الفكر الثقافي والفني التنويري.
وأضاف الخطيب، شهدت بواكير تأسيس الدولة الاردنية بروز فنانين اردنيين كان لهم دور منذ نشأة الدولة الاردنية عام 1917 ومنهم كتاب مسرحيون من أمثال روكس بن زائد العزيزي وفؤاد الخطيب والاب انطون الحيحي واخرون ممن استثمروا وعملوا على محاكاة واقع الوطن والامة بفكر عروبي استقوه من المباديء التي تأسست عليها الدولة الاردنية.
وبحسب الخطيب، فإن الثقافة والفنون من الاركان التي تؤسس عليها اي دولة ومن هنا اصبحت هناك مساحات امام الفنانين، فيما بعد لتأسيس فرق مسرحية في محافظتي اربد ومأدبا، وفيما بعد اتخذت شكلها الرسمي في عمان بمطلع الستينيات على ايدي بعض الفنانين الذين وجدوا مناخا خصبا اتاحته لهم الدولة وقدموا نصوصا مسرحية محلية او اخرى تنهل من نصوص مترجمة، تخاطب وجدان الناس وقضاياهم والقيم الانسانية.
ونوه بدور الاغنية الاردنية التي ساهمت بتعزيز انتماء الانسان الاردني بوطنه وواكبت كل المراحل والمفاصل التاريخية التي عايشتها الدولة الاردنية، كما صاغت وجدانه وعبرت عن هويته الوطنية في بعدها العروبي، لافتا الى الدور المبكر الذي لعبته الحركة الفنية الاردنية بالتغني في الوطن والجيش بمواجهة مختلف انواع الصعاب والاعتداءات لاسيما فيما يتعلق بالاحتلال الاسرائيلي واغتصابه لفلسطين ومنها اغنية توفيق النمري "مرحى بمدراعاتنا"، وعدد من الاعمال التلفزيونية ومنها "باب العمود" عام 1968، وفيلم "وطني حبيبي" 1964 وغيرها من اعمال فنية اخرى توالت في ذات السياق.
واشار الى انه برزت مع استقلال الدولة الاردنية مؤسسات لابد من وجودها في اطارها الديمقراطي مثل النقابات المهنية، ومنها نقابة الفنانين الاردنيين عام 1997 والتي كانت نواتها رابطتي المسرحيين الاردنيين التي تأسست عام 1976 والموسيقيين الاردنيين التي تأسست عام 1981، بهدف رعاية شؤون الفنان بشكل نقابي من خلال قانون والذي انسجم مع تطلعات الدولة الاردنية ووفق الدستور.
ولفت الى التعاون الوثيق والشراكة ما بين النقابة ووزارة الثقافة في اطلاق ورعاية المهرجانات الفنية والمسرحية المختلفة، لافتا الى الدور الملقى على الفنان الاردني الذي لا يقل شأنا عن الادوار الاخرى في حمل رسالة وطنه وابرازها في المحافل العربية والدولية.
وقال، إن الفلسفة التي قام عليها هذا الاستقلال كانت مراميه باتجاه اطلاق حريات الناس وتنمية مفاعيل المجتمع المدني وتسليط الضوء على جهود المثقفين والفنانين، وليس ادل على ذلك سوى الورقة النقاشية الخامسة لجلالة الملك عبدالله الثاني.
واشار للفضاءات المفتوحة في المواقع السياحية والاثرية التي اتيحت لاقامة فعل ثقافي فني، ومن ابرزها مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي اصبح عنوانا عالميا، مبينا انه في هذا السياق نتحدث عن ولادة مفاصل اساسية في حركة البناء الثقافي والفني وانجاز الابداعات امام كل الاردنيين مما يدل على ان الفن ذو اهمية، ونتطلع اليوم الى استثماره وفق جهود مشتركة ما بين الفنان والحكومة الاردنية لاعلاء من شان الواقع ومحاكاته.
وقال رئيس رابطة الكتاب الاردنيين الشاعر سعد الدين شاهين إن الدولة الاردنية مرت منذ تأسيسها بمراحل ثلاث؛ التأسيس والبناء والتعزيز للبناء والتطوير ومواكبة العصر، وكان لكل مرحلة رونقها، فمن عاش مراحلها الثلاثة المتكاملة لا بد وأن يفخر بكمِ وكيفِ التغيير نحو التقدم والقفزات التي شهدها الأردن في كل مناحي الحياة، متخذا من بناء الأنسان الأردني والاستثمار به في التعليم والتدريب والتثقيف أولوية قصوى ليملأ الكون انتشارا.

وأشار شاهين إلى أن تأسيس رابطة الكتاب الأردنيين عام 1974 على يد نفر قليل من المثقفين الذين اخذوا على عاتقهم مسايرة النهضة في دولتهم وتبنوا فكر مأسسة الثقافة الجادة واعمال الفكر والابداع وأسسوا رابطتهم على اهدف واضحة تعزز الصلات بين الكتاب والادباء الاردنيين من جهة وبين الروابط والاتحادات العربية والعالمية.
كما عملت هذه الاهداف، بحسب شاهين، على نشر المطبوعات الادبية والفكرية لتكون فكرا خاصا بالوطن من جهة وبالانسانية من جهة أخرى، واستكشاف المواهب الابداعية وابرازها ورعايتها لانهم نجوم الوطن المستقبلي ونشر ابداعاتهم وتعميمها، وكانوا من قامات الوطن الثقافية حملوا الراية ونشطوا في مجالات الابداع الثقافي المتنوع واستطاعوا بإمكاناتهم المادية المتواضعة أن يؤسسوا لثقافة عريضة تطورت مع تطور الدولة الاردنية وتواكب نشأتها حتى أثبتت وجودها محليا وعربيا ودوليا وحقق الكثيرون منهم الجوائز العربية والعالمية وأصبحت رابطة الكتاب الأن بفضل دعم الدولة الاردنية وسمعة مبدعيها وكتابها عضوا في اتحاد الكتاب العرب ونائبا للأمين العام لشئون اسيا ولها صوت يحترم عربيا وحيث حل اعضاؤها لما يتصفون به من جد وفاعلية في حمل اسم بلدهم عاليا والمحافظة على منجزات استقلاله.
وأكد ان كل ذلك ما كان ليتم لولا وقوف ابناء الوطن من اعضاء الرابطة على اهمية دورهم الثقافي والدعم الموصول من القيادة الهاشمية والدولة الاردنية بمختلف مؤسساتها الرسمية ومن وزارة الثقافة الشريك الداعم لهذه المجهودات، لافتا إلى ان رحابة هذا الفضاء الثقافي الذي أسست له الدولة الاردنية اسهم بنشر المنتديات والملتقيات الثقافية في مختلف مناطق المملكة.
بدوره، قال رئيس اتحاد الكتاب والاُدباء الاردنيين الشاعر عليان العدوان، إن الاعتزاز بالمنجزات الوطنية هي من سمات الشعوب التي تنعم بالامن والكرامة والاستقلال ومن أعظم معاني المفردات في مختلف اللغات، فعلا واصطلاحا، وإن بداية الثورة العربية الكبرى كان للفكر والثقافة اساسا لانطلاقها عندما تنادى مثقفوا الأمة بالتحرر من سياسة التتريك وتجهيل الأمة وطمس هويتها ولغتها وآدابها، وجاء تأسيس إمارة شرقي الأردن وتنصيب المغفور له الملك عبد الله بن الحسين المؤسس اميرا على البلاد، والذي كان رحمه الله عالما واديبا احتضنت مجالسه الشعراء والادباء وجعل ديوانه العامر ملاذا لهم، فكان يؤمّه شعراء كبار ومنهم الشيخ فؤاد الخطيب والاديب محمد علي الحوماني من لبنان، والاديب السوري خير الدين الزركلي، وشاعر الاردن مصطفى وهبي التل (عرار)، والشعراء عبدالمنعم الرفاعي ومحمد الشريقي وحسني فريز والشيخ نديم الملاح وسليمان المشيني وغيرهم الكثير، ومجموعة من شعراء البادية. وتوالت مراحل التنامي والاهتمام بالحركة الثقافية وازدهارها في الأردن بتأسيس وزارة الثقافة لتكون عنوانا في تكوين الدولة الاردنية ومؤسساتها ورسالتها، مما ساهم بإنشاء العديد من البنى التحتية كحواضن للفعل الثقافي ومنها المراكز الثقافية المنتشرة في جميع المحافظات وتأسيس هيئات ثقافية اهلية زادت على 700 هيئة في يومنا الحاضر.
رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الاردنيين كمال ابو حلاوة قال "نستذكر في هذا اليوم الكفاح الذي قدمه الهاشميون في عهد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه فأقام دولة القانون والمؤسسات في ظل ظروف إقليمية وعالمية صعبة".
وأضاف إن ذكرى الاستقلال عزيزة على قلوبنا كفنانين تشكيليين إذ انها تستفز المشاعر الوطنية للفنان التشكيلي الأردني لإنتاج أعمال تجسد ما أصبحت عليه الاردن من نموذج يمثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والأمن والأمان والتقدم في ظل الاستقلال الوطني.
وقال إن جلالة الملك عبدالله الثاني حرص على تعزيز قيم الاستقلال ومعانيه عن طريق الإستثمار بالإنسان ليصبح المواطن الأردني سفير البناء والتميز والعطاء ومن أفضل من يمثل هذا هو المثقف والمبدع الاردني ومنهم الفنان التشكيلي الذي بدوره يقوم كل عام من خلال اعماله الفنية على أرشفة معاني الاستقلال وبتوجيه من رابطة لها دور مهم في إقامة المعارض التي تليق بهذه الاحتفالية لربط الماضي العريق بالحاضر المشرق من خلال أعمال فنية تحافظ على هوية الوطن ومقوماته ومقدساته، وتعزز نهضته السياسية والاقتصادية.
--(بترا)