في ذكرى الاستقلال..مفاهيم التباعد الاجتماعي تقفز إيجابا لصدارة المشهد الثقافي

المدينة نيوز:-  قفزت مفاهيم ومصطلحات مثل" التباعد الاجتماعي، والالتزام الطوعي" وغيرها إلى صدارة المشهد الثقافي بشكل ملحوظ، لتساهم في نشر حالة اجتماعية تتكيف ايجابيا مع الوضع الراهن للأسرة.
وانتجت هذه الحالة محتوى ثقافي أصبح موئلاً للأعمال الفنية والثقافية، وكثير من الفعاليات والأنشطة التي ساهمت في أثراء المشهد بمختلف صنوف الابداع، وشهدت تفاعلا من مثقفين وفنانين، وكتاب، وشعراء.
وفي ظل الظروف الاستثنائية، وانتشار فيروس كورونا، شكلت وزارة الثقافة لجنة التثقيف والتوعية في مواجهة الوباء بهدف مساندة الفريق الحكومي المكلف بالمتابعة الإعلامية والتوعية، ورفع الروح الوطنية لدى المواطنين والالتفاف حول هدف وطني واحد، وزيادة الثقة العامة.
وقال وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، إن الوزارة عملت على تكييف نشاطتها مع الوضع الراهن الذي تطلب الجلوس في المنازل، ومع تطبيق التباعد الاجتماعي، حيث سعت لأن تكون رديفًا فاعلًا في خطة الدولة الأردنية في مواجهة خطر الجائحة التي تجتاح العالم، بمشاريع إبداعية شملت جميع فئات المجتمع الأردني لتطوير قدراتهم وإمكاناتهم الإبداعية في فترة حظر التجول، والعزلة التي فرضها الفيروس.
وأضاف إن الوزارة أطلقت حزمة التكيف الثقافي الأولى والثانية التي تشمل برامج ثقافية وإبداعية تصل إلى جميع فئات المجتمع الأردني وضمت مجموعة من المشاريع الثقافية والإبداعية التي تطال جميع فئاته، إذ قدمت مسابقة (موهبتي من بيتي) على مدى ثمانية اسابيع، وأصدرت دليل "التكيف الاجتماعي والتضامن الانساني" الذي يتضمن الممارسات التي يتطلبها الحدّ من انتشار الفيروس، وبرنامج الثقافة من قرب للمحافظات، علاوة على إطلاق منصة تدريب الفنون والصناعات الثقافية (شغفي)، ومنصة الكتب المجانية (الكتبا)، وجائزة كتابة اليوميات في زمن وباء كرونا (يوميات كل مر سيمر)، وقدمت نماذج من التراث الثقافي الوطني الأردني من ارشيف وزارة الثقافة والمكتبة الوطنية ومهرجان جرش للثقافة والفنون، وإطلاق الإرشيف الرقمي لمجلات وزارة الثقافة.
‏ وبين الطويسي أن الوزارة اطلقت برنامج لقاءات الحوار الوطني حول اولويات العمل الثقافي 2020-2024 مع مختلف القطاعات الثقافية المختلفة، والعاملين في الصناعات الثقافية، ووقعت اتفاقية إطلاق أول مسرعة أعمال متخصصة في الشأن الثقافي، وقدمت الوزارة حوالي 100عنوان من إصدارتها لمكتبة الإسكندرية، ومكتبة جامعة الدمام السعودية تقديرا لدورهما الثقافي التنويري، وذلك مع نهاية فعاليات معرض القاهرة للكتاب 2020، كما أطلقت مسابقة تصميم شعار خاص بمئوية تأسيس الدولة الأردنية (1921-2021) الذي سيدخل في جميع العناصر والرموز وأشكال التعبير التي ستتناولها الاحتفالية العام المقبل.
‏ وكانت الوزارة خلال العام الماضي من خلال رعايتها ودعمها للفعل الثقافي اطلقت جملة من المشروعات والبرامج من أبرزها مشروع مكتبة الاسرة، ومشروع المدن/ الوية الثقافة الأردنية، واصدار الكتب، كما نجحت في تسجيل النخلة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، بعد نجاحها في تسجيل فن السامر الأردني، كما ترجمت عددا من الأعمال الأدبية ضمن اتفاقية وقعت مع دار نشر جامعة ميتشجن الاميركية الى اللغة الانجليزية.
كما عملت على تحديث برامج معهد تدريب الفنون الجميلة التابع للوزارة المختص في تدريب الموسيقى، والمسرح، والفن التشكيلي، والخط العربي، وواصلت مشروع "التنمية الثقافية في مراكز الإصلاح والتأهيل"، وإشهار اللجنة الوطنية الأردنية لتراث العالم المعنية بتوثيق الذاكرة الوطنية الأردنية، وغيرها من النشاطات.

وفي ذات السياق، قال مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة لـ(بترا) إن رسالة المكتبة هي المحافظة على الذاكرة الوطنية وإدامتها وصيانتها وحمايتها ونقلها للأجيال القادمة، مبينا جهود المكتبة في إنفاذ قانون حماية حق المؤلف، والقضايا التي تم التعامل معها بهذا الخصوص، إضافة إلى إصدارها الببلوغرافيا الوطنية الأردنية للعام 2018 بصيغة إلكترونية التي تتضمن الانتاج الفكري للمملكة بهدف التعريف بالإنتاج الفكري والإبداعي المنشور داخل المملكة وخارجها.
وأوضح أن المصنفات التي حصلت على ارقام إيداع في عام 2019 وصلت إلى (6450) مصنفا ما بين مخطوطات كتب، ومواد سمعية، ومواد سمعية وبصرية، واعمال الرسم والتصوير، وغيرها، كما أن مكتب حماية حق المؤلف العام الماضي تعامل خلال العام الماضي مع 113 قضيةً تنوعت ما بين تصاميم زخرفية وفك تشفير وبث فضائي واسطوانات ليزرية وكتب ودوسيات وبرمجة في جميع محافظات المملكة، تلقى العديد من الاستفسارات والاستشارات القانونية المتعلقة بحق المؤلف.
وأشار إلى أن المكتبة نفذت (54) حملة من حملات "كتابك صديقك" وزعت خلالها (77330) كتاباً وقصة، وقامت بإهداء (1262) كتاباً، وجمع قسم الوثائق الحكومية وثائق من الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية الوثائق ذات البعد الوطني والتاريخي، وتم جمع (1489) صورة و(376) وثيقة من الوثائق الخاصة، وبلغ مجموع مقتنيات القسم من الصور (257447) صورة ومن الوثائق الخاصة (18067) وثيقة.
ووفقا للعياصرة تم رقمنة الكتب والجريدة الرسمية والخطابات الملكية والاتفاقيات الثقافية حيث تم رقمنة (6982) كتاباً و(129) عددا من الجريدة الرسمية، واستضافت المكتبة قرابة (314) نشاطاً ثقافيا.
وقال إن المكتبة وقعت عددا من مذكرات التعاون والتفاهم مع جهات محلية وإقليمية من اجل التوسع بتقديم خدماتها واثراء مقتنياتها من الوثائق، وتقديم الخدمات الأفضل، إضافة إلى تنظيم ورش وندوات حول حق الحصول على المعلومات، وحماية المؤلف، ومعارض في المناسبات الوطنية المختلفة ومنها: ذكرى معركة الكرامة، وذكرى الثورة العربية الكبرى، وعيد الاستقلال .
بدوره، قال رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين جبر أبو فارس، إن مناسبة عيد الاستقلال عزيزة على قلوب الأردنيين وسطر فيها الجيش العربي والشعب أسمى التضحيات، ونقطة تحول في بناء الدولة الأردنية على مبادئ الحرية والقومية العربية واحترام حقوق الانسان التي رسختها واكدتها مبادئ النهضة والثورة العربية الكبرى، لافتا إلى أن الحكومات الأردنية ومنذ تأسيس الإمارة كانت سباقة في دعم الحركة الثقافية الأردنية حيث كانت التوجيهات الملكية السامية في كل حقبة تركز على دعم المنجز الثقافي الأردني والعربي من خلال كتب التكليف السامي لكل حكومة.
وبين أبو فارس أن الاتحاد استضاف في عمان برعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله، المؤتمر الإقليمي للاتحاد الدولي للناشرين، لتسليط الضوء على دور القراءة في مستقبل العالم العربي، وتحديات وصول الكتب إلى القراء، بما في ذلك طلبة المدارس واللاجئين، بحضور نخبة من قادة صناعة النشر العالميين، وصناع القرار، وقادة الفكر وأبرز الموهوبين والمؤثرين فى قطاعات النشر والتعليم.
كما نظم الاتحاد، بحسب رئيسه، معرض عمان الدولي للكتاب التاسع عشر تحت رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني والذي أقيم في عمان وحمل شعار "القدس عاصمة فلسطين"، وشاركت فيه 350 دار نشر عربية ومحلية وأجنبية من 22 دولة، وتم خلال هذه الدورة: تكريم الروائي والشاعر الأردني الراحل أمجد ناصر الفائز بجائزة الدولة التقديرية لعام 2019، وكانت ضيف الشرف لهذه الدورة جمهورية تونس الشقيقة التي شاركت ببرنامج ثقافي مميز وبمشاركة مجموعة من الكتاب والأدباء التونسيين في ندواتها الثقافية.
ولفت إلى تداعيات جائحة كورونا على برامج قطاع النشر في الاردن مما أعاق عمل الاتحاد من تنفيذ المزيد من النشاطات الثقافية، وحال دون تداول وتسويق الكتاب الورقي لأنه من الوسائل الناقلة للفيروس، ونتيجة لهذا أصبح القطاع في الأردن يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، داعيا لضرورة دعمه بوصفه أحد صناع الثقافة الأردنية.