الحياة تستعيد طبيعتها في ساحة جامع الفنا بعد التفجير الإرهابي بمراكش

المدينة نيوز- استعادت الحياة طبيعتها في ساحة جامع الفنا التي تعتبر القلب النابض لمدينة مراكش المغربية، وذلك بعد مرور يوم على تفجير إرهابي استهدف مقهى أركانة الخميس الماضي مما أدى إلى مقتل 16 شخصاً بينهم سواح أجانب.
وخلال ساعات الصباح الأولى من أمس الجمعة كانت هناك حركة عادية في ساحة جامع الفنا وإقبال اعتيادي من قبل المواطنين المغاربة على الحياة الروتينية، في حين تزايد توافد السياح الأجانب مع توالي ساعات النهار ليتجولوا بكل حرية بين الشوارع الرئيسية للمدينة وداخل الساحة الأشهر في العالم العربي، لتعلن الساحة عن مفاجأة من العيار الثقيل بحسب تعبير تجار ساحة جامع الفنا، رواج وحركة ودينامية وحلقيات للحكواتيين ولـ"صانعي الفرجة" من الفرق الموسيقية ومروضي القرود والأفاعي ومن لاعبي الخفة وقارئي الطالع.
وكلما اقترب غروب الشمس كانت تزداد وتيرة الحركة التجارية عند أصحاب أكشاك الوجبات السريعة وبائعي الأكلات المغربية، وإقبال من سياح أوروبيين وأمريكيين في مشهد لانتصار الحياة كما ذكر بعض المراكشيين في حديثهم لـ"العربية" حيث عبروا عن فرحتهم في "نجاحهم في الانتصار لخيار الحياة في مواجهة مخطط عبر حقيبة مفخخة فجرت عن بعد لإزالة الفرح عن ساحة جامع الفنا".
وعبر رهط كبير من السياح الأجانب في أحاديث لـ"العربية.نت" عن انبهارهم بنبض الحياة في الساحة الذي لم يكونوا يتوقعونه ومشددين على "استمتاعهم بهذا الجو الاحتفالي الذي سمعوا عنه قبل زيارة المغرب".وأعلنوا عن تضامنهم مع الضحايا ورغبتهم في زيارة أخرى لمراكش بغض النظر عن تعرضها لتفجير إرهابي.
ورصدت" العربية.نت" انهماك سياح في التبضع وشراء سلع من الصناعة التقليدية والملابس المحلية المغربية، فيما آخرون يضبطون الكاميرا على صور تذكارية من الساحة، ومنهم من اختار التجول للتوقف لتتبع ما تقدمه الساحة من عروض من مسرح الهواء الطلق كما قام بعض السياح الأجانب من وضع إكليل ورد وشموع قريبا من مقهى أركانة حدادا على من سقط من الضحايا.
وسجلت الساحة حراكا من المجتمع المدني غير الحكومي للتعبير عن رفض الإرهاب، كما نظم العاملون في القطاع السياحي مسيرة صامتة في الساحة قبل قراءة الفاتحة ترحما على من لقي مصرعه في التفجير الإرهابي ووضعوا ورودا قرب مقهى أركانة، وقبل ذلك وقف شباب حركة "20 فبراير" للتعبير عن رفضهم التام للإرهاب ومطالبتهم بتحقيق في الحادث وتقديم المتورطين للمحاكمة وعدم اتخاذ العمل مطية للتضييق على الحريات وعلى الحق في التظاهر وفق تعبير الحركة. ( العربية )