كيف تحدى آبي أحمد القاهرة؟

تم نشره الأربعاء 24 حزيران / يونيو 2020 12:18 صباحاً
كيف تحدى آبي أحمد القاهرة؟
حازم عياد

توتر موسمي تشهده الحدود السودانية الإثيوبية يتزامن مع موسم الامطار، وتنقل الرعاة بين البلدين، تنشب بفعله مواجهات مسلحة بين القبائل في كل عام من نفس الشهر تقريبا، غير أن المواجهات هذا العام كانت مختلفة؛ إذ شاركت المدفعية الإثيوبية بقصف مباشر لمعسكر الأنفال في ولاية القضارف السودانية، لتتبعه بهجوم مليشيا قبلية، وبمشاركة جنود من الجيش الإثيوبي تصدت له القوات السودانية، ليعلن والي القضارف اللواء نصر الدين عبد القيوم عن تصدي الجش للهجوم وإحباطه.

الجيش السوداني عمد الى التقليل من شأن الحادثة باعتبارها حادثة موسمية، في حين أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أعلن أن المواجهات الحدودية لن تؤثر في علاقات بلاده بالسودان، لتمر الحادثة دون تبعات خطيرة، أو تصعيد سياسي وعسكري، فهل انتهت الرواية عند هذا الحد أم إن فيها تفاصيل وأحداثًا لم تُروَ بعد؟!

فالحادثة الموسمية لم تعد مرتبطة بحركة الرعاة ونزول الامطار فقط بعد أن ارتبطت بملء سد النهضة، واستثمار موسم الامطار لتحقيق ذلك، وهي إضافة نوعية تمتد آثارها إلى أبعد من ولاية القضارف، والحدود السودانية الإثيوبية نحو وادي النيل والقاهرة.

مشاركة الجيش الإثيوبي بتقديم الإسناد المدفعي للمهاجمين لم تكن حدثًا عابرًا؛ لتزامنه مع اقتراب موعد ملء سد النهضة الإثيوبي بدون اتفاق مبرم مع السودان ومصر؛ ما دفع القاهرة للجوء إلى مجلس الأمن، والدعوة إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب الثلاثاء 23 حزيران الحالي؛ فالحادثة اتخذت دلالات جديدة للضغط على السودان، ممثلًا برئاسة الحكومة، والمجلس السيادي الذي يواجه تحديات اقتصادية متنامية بتأثير من العقوبات الأمريكية، وتداعيات وباء "كورونا" الاقتصادية والصحية، فدفعت الحكومة والمعارضة لإطلاق منافسة صاخبة لمليونية في 30 حزيران يونيو تتنازعها قوى التغيير والقوى المناهضة لها، موحية بأزمة سياسية مقبلة تعيد البلاد إلى نقطة الصفر حيث أُطِيح بالرئيس السوداني السابق عمر البشير.

إثيوبيا لا تتحرك في فراغ، فهي تدرك أزمة الخرطوم الداخلية والدولية، وتتابع تطورات المشهد الاقتصادي في مصر، وتطورات المشهد في ليبيا، وسقوف القاهرة الفلكية في سرت؛ ذلك أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أدرك قيمة الفرصة، ليعلن نية بلاده مراجعة إستراتيجيتها الدفاعية، مترافقًا مع إعلان وزير خارجيته أن بلاده ماضية في ملء السد رغم الاعتراض المصري.

إثيوبيا بين يوم وليلة تحولت الى القوة الإقليمية الأولى في وادي النيل وشرق إفريقيا من خلال التحكم بنهر النيل، وابتزاز القاهرة والخرطوم لتمرير سياساتها المائية، وإكراه مصر والخرطوم والعرب من خلفهم على التعامل معها كقوة إقليمية، محولة النيل إلى رهينة وأداة سياسة لفرض شروطها، وتعزيز مكانتها.

فإذن؛ تحولت إثيوبيا بين ليلة وضحاها إلى "هبة سد النهضة"! أو هبة النيل الجديدة. فهل تستعيد مصر النيل أم إن الأوان قد فات على القاهرة؟!

السبيل 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات