تـرمب إذ يواصل الابتـزاز.. هل من مستجيب؟

تم نشره الأربعاء 24 حزيران / يونيو 2020 12:56 صباحاً
تـرمب إذ يواصل الابتـزاز.. هل من مستجيب؟
ياسر الزعاترة

في تأكيد جديد على أن قصة الانسحاب من سوريا التي أعلنها ترمب غير مرة، لم تكن سوى لعبة ابتزاز، عاد ترمب إلى لعبته الوحيدة التي يجيدها.
في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الفرنسي (ماكرون)، قال ترمب: “لن نستمر بدفع مليارات الدولارات والمخاطرة بجنودنا دون أن نتلقى مقابلا لذلك، نريد عودة جنودنا من سوريا ولكن نريد أيضا أن نحقق نتائج قوية هناك”.
وأضاف ترمب: “أرغب في سحب قواتنا من سوريا، لكننا لا نريد إتاحة المجال لإيران للاستفادة من ذلك. على دول خليجية أن تزيد مساهماتها المالية من أجل طرد الإرهابيين من سوريا”.
وفي منطق سخيف، سبق أن كرره، تابع ترمب: “دفعنا 7 تريليونات دولار خلال 18 عاما في الشرق الأوسط وعلى الدول الثرية دفع مقابل ذلك”. ثم أمعن في الوقاحة قائلا: “هناك دول لن تبقى لأسبوع واحد دون حمايتنا وعليهم دفع ثمن لذلك”، معربا عن رغبته في أن “ترسل دول أخرى جنودها إلى سوريا”.
إنه منطق الابتزاز الرخيص الذي لا يجيد ترمب سواه، لكأن بلاده قد دفعت التريليونات التي يتحدث عنها من أجل رفاه وأمن واستقرار الدول العربية، أو المنطقة، في حين يعلم الجميع أن غزو العراق الذي استهلك أكثر المبلغ الذي يتحدث عنه كان فاتحة الجحيم الذي يلف المنطقة بأسرها، وهو ذاته الذي فتح شهية إيران على التوسع، حين ترك لها العراق لقمة سائغة.
والحال أن ترمب لن يكف عن لعبة الابتزاز التي يجيدها، ما دام يجد من يستجيبون له بتلك الطريقة المعروفة، والتي تعززها الصراعات البينية التي تشتعل دون مبرر ولا جدوى، مع أن الجميع يعلم أن الابتزاز سيطال الجميع بطرق شتى، وفي مقدمتها صفقات السلاح الفلكية.
لقد آن للدول العربية المعنية ان تعيد النظر في سياساتها وأولوياتها، إذ لا يعقل أن تواصل النزف من ثرواتها على هذا النحو، في مراهنة بلا جدوى على رجل يشكك كثيرون في بقائه في السلطة أصلا، فيما تسمح المعادلة الدولية الجديدة بتحدي إرادته، وها هي الصين تفعل ذلك، تفرض عليه التراجع.
المصيبة أن شهية هذا الرجل للابتزاز لا تحدها حدود. أما قصة بقاء قواته في سوريا، فهي لم تدخل أصلا من أجل الدول العربية، ولا من أجل نصرة الشعب السوري، بل من أجل المشروع الأمريكي والصهيوني، ومن أجل التصدي للنفوذ الروسي، وهو لا يمكن أن يفرض سحبها لأن الدولة العميقة ترفض ذلك.
وتبقى قصة إيران التي يمارس معها الابتزاز أيضا من أجل الصهاينة، وليس من أجل عيون الدول العربية، وسواءً دفعت الأخيرة أم لم تدفع، فإن البرنامج ماضٍ على حاله، وتبقى المعادلات الداخلية، والتي يمكن تجاوزها بالمصالحات الداخلية، وبتسوية الأزمات البينية، وفي مقدمتها الأزمة الخليجية، والتي تدخل تحت عنوان الترتيب الصائب للأولويات، والذي من دونه سيتواصل النزيف بلا جدوى.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات