العراق يغرق في مستنقع الاحزاب والكورونا

تم نشره الأربعاء 01st تمّوز / يوليو 2020 08:46 مساءً
العراق يغرق في مستنقع الاحزاب والكورونا
اسعد عبدالله عبدعلي

منذ الامس والرعب ينتشر في الحي الذي اسكنه, بعد وفاة سادس شخص بفايروس الكورونا, كان الاغلبية في الاشهر الاولى للوباء يعتبرون الامر مجرد دعابة صهيونية مغرضة! لمنع الناس من العمل والعبادة, وبعضهم كان يصرح بعلو صوته: "انها مؤامرة اسرائيلية لمنعنا من الصلاة في الجوامع", وكان البعض الاخر يفتخر بتحدي تعليمات السلامة, فيرفض لبس الكفوف والكمامات, لكن الان كل شيء تغير مع زحف الموت نحو بيوت الناس.

حكايات يومية كلها حزن وألم, والسبب مختلط ما بين سوء الحظ الذي جعلنا تحت حكم احزاب السوء, وما بين جهل اجتماعي واسع.

مات صديقي ابو حنان لأنه كان عبداً لسياسي, حيث كان رمزه السياسي يسخر من ضجة العالم حول الفايروس المميت, فكان هو يتلقى كلمات الرمز السياسي كحقيقة مطلقة لا نقاش فيها, حذرته مما يفعل بنفسه وبعائلته, فكان يقول: "الاستكبار العالمي نجح في الضحك على العالم, لكننا نعيش ببركة فكر وعبقرية رمزنا السياسي, الذي فضح اكذوبة الطغاة".

لكن لاحقا فتك به فايروس الكورونا هو وعائلته, ومات وهو مندهش من كذب رمزه السياسي, الذي اوقعه فريسة للكورونا.

المستشفيات الحكومية اصبحت مكان للعدوى, من يدخلها يصبح في خطر مميت, نتيجة الاجراءات الخاطئة, وتخلف المنظومة الصحية الحكومية, والسبب سطوة الاحزاب عليها, والتلاعب بمخصصات الوزارة, والتربح من عقود الوزارة, حتى تحولت الوزارة الى الاسوء بين العالم, فها هي اذربيجان البلد الفقير تتبرع لنا باطنان من المساعدات الطبية, وقافلة المساعدات الطبية الصومالية قريبة على الابواب, احزاب العهر جعلت العراق من بلد نفطي غني الى بلد يستجدي المعونة حتى من افقر البلدان.

المجتمع لو ينصت لكلام المرجعية الصالحة لما غرق في بحر الوباء, السيد السيستاني (حفظه الله) قبل اشهر اصدر فتوى تطالب الجميع بالالتزام بالتعليمات الصحية, وتعتبر المصاب بالكورونا الذي يختلط مع الناس ولا يحجر نفسه غير معذور شرعا, ويتحمل الاضرار التي يقع فيها الاخرين, ويتحمل دية من يتوفى جراء نقله للمرض للأخرين.

مع الاسف الاغلبية غارقة في الجهل والعناد, وغير مدركة لحجم مسؤوليتها, فمن يتهاون يكون كالمنتحر, واذا تسبب بعدوى الاخرين فهو منتحر وقاتل فهل هناك اقبح من هذين الفعلين!؟

اليوم.. لا هم لأحزاب العهر الا السطو على عقود علاج الكورونا والمتطلبات الصحية, وسخروا شركاتهم الدوائية لاستيراد دواء منتهي الصلاحية, ثم بيعه للشعب المسكين بسعر غال, فلا يهمهم حتى لو يبيعوا السم للشعب العراقي, وذلك فقط لانهم احزاب متعفنة عاهرة ولدت من رحم الشيطان.

عندما يكون المجتمع غارق في الجهل والاساطير,, وفئة منه عادت لعبادة الشخوص, واخرى لا تعرف الا العناد, وعندما تكون الطبقة السياسية واحزابها عاهرة وداعرة وغارقة بالفساد والحرام, فلا تنتظر ان نعبر هذه المحنة بسلام, الا برحمة من الله عز وجل.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات