لماذا لم يكسر احد " جرة " خلف الرزاز ؟

تم نشره الأحد 11 تشرين الأوّل / أكتوبر 2020 12:07 صباحاً
لماذا لم يكسر احد " جرة " خلف الرزاز ؟
د.فطين البد

أبلى بلاء حسنا كما يقول مريدوه ، ولم يحسن الاداء كما يقول منتقدوه ، الا ان الحقيقة والتي يجب الاعتراف بها ، هي ان رئيس الحكومة السابق الدكتور عمر الرزاز لم تسعفه الظروف ليحقق البرنامج المطلوب منه ولعوامل كثيرة كان اخرها مفاجآت هذا العام بايامه ولياليه الجائحة .

منتقدوه يقولون بانه لم يفعل شيئا سوى فرض الضرائب وبانه غادر دون أن يتلقى من الاردنيين قبلة وداع بعد ان اضاف الى المديونية 4 مليارات دينار .

ولكن الرجل ، شئنا ام ابينا ،حاول أن يفعل شيئا فاصطدم بعقبات ، وقد كان دمثا وهادئا ودبلوماسيا ، فهو الذي جاء على وقع اعتصامات الرابع الشهيرة ، وما ان حط رحاله حتى داهمه فيضان البحر الميت ، وما لبث ان عمل بجهد جهيد على اقرار قانون الضريبة الذي خرجت ضده تلك الاعتصامات ، ولم يكن يخطر بباله بأنه سيواجه احتجاجات " مهنية " من نقابة المعلمين لتكون مع كورونا اخطر التحديات في مسيرته كرئيس وزراء .

وجد ترحيبا شعبيا مقبولا بسبب أنه رجل بدون أي ماض سيئ ، وبسبب كونه خبيرا اقتصاديا و" دكتورا " من هارفرد ومونتانا ، وله باع طويل في الاقتصاد بعد شغله رئاسة صندوق الملك عبد الله للتميز ومنتدى الاستراتيجيات الاردني ومديرا للضمان الاجتماعي ومديرا للبنك الدولي في بيروت وواشنطن ، اي أنه لم " يبلش " داخليا بالقدر الذي يطبعه بعض الساسة الاردنيين في الذاكرة ، وهو من اجل ذلك كله ، ولكونه ليبراليا بثقافته ، حظي بالرضا في البداية فآثر أن يكون منفتحا وشفافا ، ولأن الهم الأردني الشعبي اقتصادي بامتياز ، فإن شعبية الرزاز وفي اخر استطلاع علمي لحكومته هبطت الى مستويات دنيا ، لانه وباختصار لم يعالج لا الفقر ولا البطالة ولا حتى مشاكل التعليم التي قيل انه ذو باع طويل فيها .

يغادر الرزاز بمشاعر مختلفة من قبل الجمهور ، ولكن الشيئ الثابت أن الرجل دخل نظيفا وغادر نظيفا ، ويؤكد مقربون منه بأن هاجسه " الشخصي " كان ان يغادر محافظا على ارث عائلته التي تحظى بالاحترام ، ونحسب أنه نجح في ذلك نجاحا باهرا رغم كل المحطات التي أوقفته أو توقف عندها ، او تلك التي اجتازها بصعوبة .

يغادر الرزاز دون ان تكسر خلفه الجرار ، وفي النهاية : لو دامت لغيرك لما وصلت اليك .

د.فطين البداد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات