ثلاث توقعات للأردن عام 2022

تم نشره الإثنين 14 حزيران / يونيو 2021 12:45 صباحاً
ثلاث توقعات للأردن عام 2022
حسين الرواشدة

كيف سيكون الاردن عام 2022؟ أغراني على طرح هذا السؤال ثلاثة دوافع، الاول ان من حق الاردنيين وواجبهم ايضا ان يفكروا بمستقبل بلدهم، وان يتساءلوا عن الطريق الذي يسير فيه، ليس فقط ليطمئنوا على ان بلدهم يمضي في الاتجاه الصحيح، وانما لأنه يقع في « حفرة الانهدام» التي تحيط بها البراكين من كل جانب، وبالتالي فإن القلق مشروع وضروس أيضا.

الدافع الثاني يتعلق بفتح ملف « إصلاح المنظومة السياسية « الذي تم وضعه على طاولة لجنة تضم (92) عضوا، ومع انني ادعو هنا الى التواضع في التوقعات وعدم رفع سقوف الآمال حول ما ستفضي اليه من نتائج لأسباب عديدة سبقني اليها كثيرون، الا ان مجرد مغادرتنا دائرة « الإنكار « يعد فضيلة وانجاز .

اما الدافع الثالث فهو التحولات الكبيرة والمتسارعة التي طرأت على مجتمعنا في السنوات الاخيرة، وخاصة بعد عام الوباء، سواءً على المستوى السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي، وهذه يمكن لمن اراد معاينة مؤشراتها العودة الى اكثر من مصدر ومكان، اقربها تقرير « حالة البلاد « وتقارير المركز الوطني لحقوق الانسان، مثل هذه التحولات تقدم لنا صورة مصغرة عما فعلناه بأنفسنا، ثم ما يجب ان نفعله لاستدراك ذلك اذا توفرت لدينا النوايا الصادقة والارادة لتصحيح مساراتنا كلها .

بناء على هذه الدوافع الثلاثة - وربما غيرها- يمكن ان أضع ثلاث مقاربات ( توقعات ان شئت) لبلدنا عام 2022، وهو بالطبع مجرد احتمالات وصور متخيلة وقابلة للتحول الى حقائق، وكل ذلك يتوقف على مقدار ما نفعله سلبا او إيجابًا، لا على مقدار ما نصرفه من امنيات ودعوات.

المقاربة الاولى مشرقة، تعكس صورة الاردن وهو يدخل مرحلة « التحول الديموقراطي « انطلاقًا من خطة تحديث المنظومة السياسية بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة ونزيهة ؛ ثم إفراز مجلس نيابي يمثل المجتمع بكافة اطيافه، ثم تشكيل حكومة برلمانية تفرزها توافقات حزبية من داخل البرلمان، ثم حياة سياسية تعيد الحيوية للمجتمع وتنتج منه افضل ما فيه، يتزامن هذا مع انطلاق عجلة الاقتصاد من خلال مشروعات وطنية كبرى، ومعالجات جادة لملف البطالة والفقر، ثم فتح ورشات الاصلاح الشامل في مجالات التعليم والصحة والزراعة والادارة والخدمات وغيرها، إنتاج مثل هذه الصورة المشرقة ليس مستحيلًا، انه يحتاج فقط إلى إرادة وقرار من الرسمي ثم الى ثقة ومشاركة وعمل دؤوب من كافة ابناء المجتمع.

المقاربة الثانية : الحفاظ على اوضاعنا كما هي، ازمة تلد أزمة جديدة، ولجان حوارات تسلم الواحدة للأخرى، وهكذا دواليك، مما يعني أننا عجزنا عن مغادرة « الوضع القائم «، وان قابلية الاستجابة للتغيير والتحديث لم تتوفر، سواء لدى الدولة ومؤسساتها او لدى المجتمع، كما يعني ان المصدات المقاومة للإصلاح انتصرت، او ان كلفته باهظة ولم يكن بمقدورنا ان ندفعها،، او ربما اننا ( وهذا أضعف الايمان) قررنا تأجيل الاصلاح او تقسيطه إلى سنوات قادمة، ولا يعوزنا بالطبع عندئذ ما يلزم من تخريجات وأعذار لتبرير ذلك.

المقاربة الاخيرة : أن تداهمنا وقائع ومستجدات غير متوقعة، سواء على صعيد سيرورة لجنة التحديث ومآلاتها، أو على مستوى ردات فعل الناس وقدرتهم على التحمل، او على شكل مقررات تتراجع عما بدأنا به او انجزناه، او ان تتراخى عن تنفيذه، بمعنى ان نفشل لا قدر الله بإخراج عملية الإصلاح ودفعها للأمام، لأي سبب وتحت اي ذريعة، ثم نترك القرار لردود فعل الشارع، عندها ستكون الصورة محزنة تماما، وسندفع فاتورة فشلنا من رصيدنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي .

أتمنى أن لا تحدث هذه المقاربة الاخيرة فهي اخطر ما يمكن ان نواجهه، ومع ذلك ما زلت اشعر بالقلق

من ان ينتصر خصوم الإصلاح ودوائرهم المؤثرة على اغلبية الاردنيين الذين يتطلعون الى عام 2022 بآمال كبيرة ممزوجة بالخوف والشك والانتظار .

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات