أهالي بنغازي الليبية يرقبون خطر كارثة إنسانية ويطلقون نداء استغاثة

تم نشره الإثنين 11 تمّوز / يوليو 2011 09:25 صباحاً
أهالي بنغازي الليبية يرقبون خطر كارثة إنسانية ويطلقون نداء استغاثة

تالمدينة نيوز - واجه مدينة بنغازي كبرى مدن الشرق الليبي ومعقل المعارضة التي تخوض حربا طاحنة للإطاحة بحكم العقيد معمر القذافي خطر نشوب كارثة إنسانية، بسبب نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية في وقت يميل فيه سكان المدينة نحو استمرار تحدي حكم القذافي والصبر حتى سقوطه مهما كان الثمن.

وحذر مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي- القيادة السياسية للثوار الليبيين- من أن ملامح أزمة إنسانية غير مسبوقة بدأت ترتسم في بنغازي، وباقي المدن التي تخضع لسيطرة قوات المعارضة، بسبب نفاد مخزون المستشفيات من العقاقير الطبية.

وفي مركز بنغازي الطبي، أكبر وأحدث المستشفيات في شرق ليبيا، يشارف المخزون الاحتياطي من التخدير على النفاد، وقال مدير الخدمات الطبية في المستشفى الدكتور عز الدين بوسدرة لـ "العربية.نت": "نواجه وضعا صعبا، وأصبحنا لا نجد ما يكفي من مواد التخدير لإجراء العمليات الجراحية، ويتم تأجيل بعض العمليات وتفادي إجراء عمليات أخرى كلما كانت غير ضرورية جداً وملحة للمريض أو المصاب".

وتواجه غرف العمليات في مستشفيات بنغازي نقصا أيضاً في الكفوف وقطع غيار التجهيزات الطبية الازمة لإجراء العمليات الجراحية، وكشف مسؤولون في المصالح الصحية التابعة للمعارضة عن إعداد قائمة بأكثر من 150 مادة دوائية تحتاجها مستشفيات بنغازي في شكل عاجل، تشمل بالإضافة إلى الكفوف الطبية والشاش، أدوية الأمراض المزمنة مثل إلتهاب الكبد الفيروسي والأدوية التي يحتاجها مرضى القلب والسكري والأدوية اللازمة للمرضى في غرفة العناية المركزة، فضلا عن السماعات الطبية وأجهزة مراقبة ضغط الدم والمواد الطبية الازمة لتضميد الجراح وللتعامل مع حالات الكسور الكثيرة بسبب القصف العشوائي الذي استهدف المباني السكنية.

ويشكو الأطباء في مستشفيات بنغازي من الضغط الشديد على المنشآت الصحية في المدينة غير المجهزة أصلا لاستقبال ضحايا الحروب والعنف، ويقولون إن الجرحى في الكثير من مدن الشرق والجنوب وحتى مصراتة في الغرب يجري نقلهم الى بنغازي، ويشيرون إلى أن الكثير من الحالات تبدو معقدة وخطيرة.

ليبيات متطوعاتوتعاني مستشفيات بنغازي أيضاً من نقص حاد في الطواقم الطبية بعد أن لاذت مئات الممرضات الآسيويات والأوكرانيات اللواتي كن يعملن في المدينة بالفرار خوفا من أعمال العنف، ويحاول عدد كبير من الفتيات الليبيات، معظمهن جئن من كليات الطب والصيدلة في المدن الليبية وحتى من جامعات أجنبية، تعويض هذا النقص عبر عملهن التطوعي.

وترقد طفلة في ربيعها الحادي عشر منذ أكثر من شهرين في مركز بنغازي الطبي داخل غرفة العناية المركزة، تنتظر إجراء عملية لتقويم عمودها الفقري بعد إصابتها بشظية من صاروخ في قصف عشوائي شنته كتائب العقيد معمر القذافي على أحياء سكنية في مدينة الكفرة جنوب ليبيا، استخدمت فيه راجمات الصواريخ لسحق انتفاضة مسلحة قام بها شباب المدينة.

وقال أخصائي الجراحة في المستشفى الدكتور معتصم النايض لـ "العربية.نت": "تصوروا أنه بسبب نقص في المسامير الطبية الازمة لإجراء عملية في العمود الفقري، تبقى هذه المسكينة حبيسة هذا السرير" ، وترفع وفاء فوزي أصابعها لترسم إشارة للنصر وتتلفظ ببضع كلمات في صوت خافت وبصعوبة وهي ترسم على شفتيها ابتسامة بريئة، رغم حالتها النفسية السيئة، فهي تحتج من وقت لآخر، بطريقتها الخاصة، كما تقول ممرضة تشرف على رعايتها، على بقائها الطويل طريحة هذا الفراش، وتريد أن تذهب لتحتفل مع صديقاتها بنجاح الثورة في الكفرة بعد أنسحاب كتائب القذافي.

وفيما تستنفد بنغازي مخزونها من العقاقير والمستلزمات الطبية، يسود قلق من خطر تفاقم الأزمة الإنسانية التي تواجهها مستشفيات المدينة، إذا ما حدثت هجمات جديدة أو نشبت معارك أخرى ضارية.

ويرى المجلس الانتقالي الليبي أن مواجهة الأزمة الإنسانية الحالية يتطلب إفراجا سريعا عن الأرصدة الليبية المجمدة في الخارج، وتدخلا دوليا إنسانيا عاجلا، ويطمح المجلس إلى أن يتمكن من تغطية حاجيات البلاد من الأدوية والمواد الأساسية عبر استخدام جزء من هذه الأموال الطائلة.

وأدى القتال الدائر حاليا في ليبيا بين الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي وقوات المعارضة حتى الآن إلى سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل في المنطقة الشرقية وحدها، بالإضافة إلى عشرات آلاف الجرحى، بحسب حصيلة مؤقتة للمعارضة، وفيما يتأهب طرفا الصراع الدامي لجولة جديدة من القتال في الجبهة الشرقية، يأمل سكان بنغازي الذين أنهكهم إصرار القذافي على البقاء في سلطة يوجد على رأسها منذ أكثر من 4 عقود، أن لا يكون ما هو قادم أسوأ، وأن لا يزيد حال المستشفيات مأساوية، وأن تنتهي معاناتهم مع حلول شهر رمضان المبارك. ( العربية )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات