تشكيك بالحوار وقتيل باقتحام حمص

تم نشره الإثنين 11 تمّوز / يوليو 2011 01:23 مساءً
تشكيك بالحوار وقتيل باقتحام حمص

 

المدينة نيوز - اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بالخداع, من خلال اللقاء التشاوري الذي يختتم اليوم. وقالت دمشق إن اللقاء يمهد لحوار وطني يفضي إلى نظام تعددي, بينما قالت مصادر حقوقية سورية إن شخصا قتل في حمص خلال حملة دهم قامت بها قوات الأمن مساء الأحد.

ويناقش اللقاء دور الحوار الوطني في المعالجة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الراهنة، والآفاق المستقبلية، وتعديل بعض مواد الدستور، بما في ذلك المادة الثامنة التي تمكن حزب البعث من احتكار الحياة السياسية, وعدم استبعاد وضع دستور جديد للبلاد، إضافة إلى مناقشة مشاريع قوانين الأحزاب, والانتخابات, والإعلام.

وتشارك في اللقاء نحو 200 شخصية بين حكومية وبرلمانية توصف بالمستقلة ومثقفين وفنانين.

اتهام بالخداع
وبينما تحدثت الحكومة السورية عن اللقاء بوصفه مقدمة لحوار وطني، انتقد معارضون سوريون اللقاء, واتهموا النظام بالاستمرار في الخداع, وفي الحل الأمني.

وفي تصريحات للجزيرة, وصف ممثل اتحاد تنسيقيات الثورة عامر الصادق اللقاء بأنه "رقص على دماء الشهداء", ونعت المشاركين فيه بـ"أذناب النظام وأتباعه وأصدقائه".

وبينما قال الكاتب المعارض فايز سارة للجزيرة إن الأقوال وحدها لا تكفي لتأكيد صدق نوايا النظام, اتهم معارض آخر بارز هو هيثم المالح النظام بالخداع, متسائلا عن إمكان التحاور معه بينما هو يقتل الشعب.

وفي تصريحات متزامنة, قال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة عمر إدلبي إن النظام يهدف من خلال اللقاء إلى الالتفاف على الضغوط الداخلية والخارجية, وشدد على انتفاء نية الإصلاح لديه.

ومن باريس، قال الناشط الحقوقي السوري هيثم مناع للجزيرة إن الحوار لا يجري في بيئة مناسبة، لافتا إلى هناك تمايزا بين وجهة نظر الشباب "الذين يدفعون الدم وبين السلطة القمعية".

في سياق متصل، تظاهر اليلة الماضية آلاف السوريين في دير الزور والبوكمال وأطراف العاصمة دمشق, وخرج قبل ذلك المئات في بعض مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا مظاهرات تنديدا بلقاء دمشق باللقاء.

طريق للحوار

وكان فاروق الشرع نائب الرئيس السوري قد قال في مستهل اللقاء إن نظاما سياسيا تعدديا وديمقراطيا سينبثق من الحوار الوطني, وأضاف أنه "لا رجعة عن الحوار".

وأضاف الشرع أن الهدف من اللقاء الإعداد لمؤتمر وطني شامل ينقل سوريا إلى دولة يتساوى فيها جميع المواطنين, ويشاركون في صياغة مستقبل بلدهم, وأن الحوار يجب أن يتواصل لطي صفحة الماضي, وفتح صفحة جديدة، قائلا إنه ليس منة وليس تنازلا من الحكومة.

بيد أنه أقر بأن اللقاء محفوف بالشك والقلق، وتحدث عن قرار بعدم وضع أي عقبات أمام سفر أو عودة أي مواطن سوري إلى بلده.

وفي اللقاء، طالب المفكر السوري الطيب تيزيني بالوقف الفوري لقمع المتظاهرين، قائلا إنه لا يمكن لأي طرف أن يتابع إطلاق الرصاص بينما الحوار دائر.

وطالب تيزيني بتفكيك الدولة الأمنية، قائلا إن هذا "شرط لا بديل عنه"، معتبرا اللقاء الجاري امتدادا لسلطة تريد أن تظل مهيمنة.

من جهته قال عضو مجلس الشعب السوري محمد حبش إن جزءا مما تشهده البلاد هو مؤامرة، لكن 80% مما تشهده هو احتقان داخلي نشأ نتيجة القمع والممارسات الأمنية، وطالب بإنهاء حكم حزب البعث الحاكم.

وقد انتقدت المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان غياب قوى المعارضة, ودعتها إلى لعب دور إيجابي، وألا تعتمد على "الاستقواء بالخارج".

اقتحامات واعتقالات

وبعد ساعات من انطلاق اللقاء التشاوري في دمشق, اقتحم الجيش السوري عدة أحياء في مدينة حمص (وسط البلاد) وسط إطلاق نار وقنابل غاز كثيف واعتقالات واسعة بين السكان.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر حقوقية سورية قولها إن شخصا قتل في حمص وإن 20 آخرين أصيبوا بجروح عندما فتحت قوات الأمن نيران الرشاشات في أحياء مكتظة بالسكان.

وقد بث ناشطون سوريون على الإنترنت صورا قالوا إنها من حي السباع في حمص قبيل غروب أمس الأحد. ويسمع في التسجيل المصور دوي اطلاق نار كثيف.

وقال شاهد عيان للجزيرة إن القوات الأمنية اقتحمت باب السباع, وباب الدريب, والخالدية, وشارع الستين وسط انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في المدينة.

من جهة ثانية, ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن الجيش السوري اقتحم أمس قرى جديدة في جبل الزاوية بمحافظة إدلب (شمال غرب البلاد) مصحوبا بعشرات الدبابات والآليات العسكرية.

وأشار إلى أن قوات من الجيش دخلت إلى قرى معلا وشنان، ونفذت عمليات دهم للمنازل، وحطمت أثاث بعض منازل نشطاء.

وأضاف المرصد في بيان آخر أن الأجهزة الأمنية السورية شنت في اليومين الماضيين حملة مداهمات وتنكيل واعتقالات في الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس, واعتقلت 25 شخصا, واعتدت بالضرب على آخرين. ( الجزيرة )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات