الحرية والفوضى كما يجب أن نفهمها

تم نشره الثلاثاء 21st كانون الأوّل / ديسمبر 2021 07:24 مساءً
الحرية والفوضى كما يجب أن نفهمها
يوسف السعدي

ليسهل السيطرة على أي بلد، فاول الادوات التي تستخدم لتدمير أي منها، هو زرع الفوضى بدل النظام , ليسهل لهم السيطرة على البلد, بمساعدة ادوات لهم.. فهي فرصة لهم ليتصدروا المشهد في هذا البلد.
اهتم الإسلام كثيرا بعملية زرع النظام في المجتمع الإسلامي بدل الفوضى التي كانت سائدة قبله, فنجد ان اول اجراء قام به النبي محمد (عليه وعلى اله افضل الصلوات) هو وثيقة المدينة, التي هي الدستور لدولة الإسلام المحمدية التي، تنظم الحقوق و الواجبات لكل افراد المجتمع الاسلامي، المتنوع وفي الاديان والاعراق.
اكد الاسلام على ان الفوضى هي حالة، يجب عدم السماح بانتشارها، لانها تؤدي الى نتيجة حتمية وهي تدمير البلد.
الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً
والشواهد تؤكد ان كل الدول التي مرت بتحولات كبيرة، ولم تهتم بالحفاظ على النظام، وانتشرت الفوضى فيها, غرقت في الكثير من الأزمات والمشاكل, وخير دليل على ذلك ما حدث في العراق, حيث انه كما هو عادة كل المحتلين, اول اجراء قاموا بة هو احالة الوضع العام في البلد الى فوضى عارمة, لكي يسهل لهم السيطرة على مقدرات البلد وخيراته.
للفوضى أثر كبير على الفرد وإنتاجيته داخل بلده وفائدة لمجتمعه, لأنها لا تحفظ الحقوق للأفراد الذين هدفهم إصلاح الوضع العام بل في كثير من الاحيان لا تحفظ لهم حياتهم, لان من صنعتهم الفوضى يرون في هؤلاء خطر، يهدد المكاسب التي حصلوا عليها.
مجتمعيا فإنها تؤدي إلى تصدر المشهد شخصيات، لا تظهر في وضع النظام، وهؤلاء يجدون في الفوضى فرصة كبيرة لهم يجب ان يغتنموها وان لا تضيع من ايديهم، و في كونهم أدوات في يد المخرب، فهي فرصة الظهور وان يكونوا ذوات حسب تصورهم, وهؤلاء يعملون على ادامة الفوضى والخراب, لان النظام والاعمار والتقدم, هي إيذانا بانتهاء فترتهم وعودتهم إلى وضع الطبيعي لهم.

ان الفوضى وكل نتائجها دائما ما يتم تسويقها للشعوب، على انها خلاص من الظلم والكبت والحرمان، وانها حرية للفرد وابعاد القيود عن حياتهم التي تقيد تصرفاتهم, وهذا مفهوم خاطئ للحرية يتم تسويقه لخدمة مصالح المخربين وأدواتهم,
ان الاساس في الحرية وتعامل بها هو النظام، لانه ينظم حياة الأفراد داخل مجتمعهم، ويمنع الاعتداء عليها من قبل الاخرين, لان الحرية هدفها الأول هو صيانة حقوق وكرامة الأفراد.
فهمنا لكل ذلك، قد يجعلنا نفهم ما هي خياراتنا و أين نضع أقدامنا.. وبعكس ذلك فنحن سنكون كمن خربوا بيوتهم بأيديهم..



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات