صانعة إكسسوارات تشكل من حبات الخرز إبداعا فنيا تراثيا

المدينة نيوز :- بشرى نيروخ - يخال المتابع لصانعة الإكسسوارات نجود الزعبي، أنها تجيد كل شيء، لفرط إتقانها للمهنة التي تشبهها بنجوم كانت بعيدة في كبد السماء، فيما هي الآن تحركها في أي اتجاه شاءت.
عادة، يقول الناس إن الحاجة أم الاختراع، لكن الزعبي تضيف، أن الإبداع والإتقان سر لا يبلغه الصانع، وإن كان محتاجا إلا بعد تولد حالة شغف وحب تأتي من رحم المهارات الإبداعية التي لا تتأتى لأي كان.
الإكسسوارات التي تنشغل بها الزعبي، تشمل مشاريع منزلية الصغيرة، تؤكد أنها تدر دخلا يعين الأسرة على توفير مستلزماتها الرئيسة.
لصانعة الإكسسوارات هذه خبرة منذ 14 عاما، قادها الشغف خلالها إلى صناعة الإكسسوارات اليدوية؛ الحقل الذي وجدت فيه طلبا ملحوظا تلبيه بفن ومهارات إبداعية.
كما أنها لا تتوانى عن عقد ورشات تدريبية وجاهية، وأخرى إلكترونية لتدريب العديد من النساء في جمعيات في مختلف المحافظات، من باب العمل التطوعي وتمكين المرأة، لنقل قصة النجاح إلى أوسع نطاق.
وتبدو على الزعبي حالة من الزهو، وهي تعرض منتجاتها التي تحار العين أيها أجمل، إذ أن لكل منها بصمة تميزها عن أختها.
وتطلع صانعة الإكسسوارات طالبات في مدارس عديدة، على قصة نجاحها، في مسعاها لبث روح المبادرة وإشاعة الشغف لدى النشء الجديد في مجالات إبداعية يمكن لها أن تسهم في تحسين ظروف الحياة.
تقول الزعبي، إن كل خرزة في منتجاتها تحكي قصة تبهر الناظرين، لافتة إلى أن هذه المنتجات تدفع مقتنيها للسؤال عن الحكاية والسر اللذين يقفان وراء مزيج الألوان هذا، متمنية أن تجد من يدعم ويمول مبادرتها ومشروعها الإبداعي لتتوسع في الإنتاجية.
عدوى الإتقان انتقلت إلى الصبية روند الهنداوي، ابنة الزعبي، وهي تعكف على مساعدتها في العمل، فتتفنن هي الأخرى في الإبداع والتشكيل، وهي توضح أنها بصدد الإعداد لمشروعها الخاص وسط بيئة عائلية تسودها المحبة، فهي ترى في والدتها، محفزا للنجاح والكفاح والعمل دون كلل أو يأس.
وبمناسبة اليوم العالمي للمؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة الذي يصادف اليوم الاثنين، قال الأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالته الإلكترونية إن موضوع الاحتفال باليوم لهذا العام، هو "القدرة على الصمود في مواجهة الأزمات وإعادة البناء"، في مسعى لتسليط الضوء على الدور الحيوي للمؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في تحقيق تعاف عادل ومستدام.
محليا، تظهر بيانات دائرة الإحصاءات العامة لعام 2020 أن معدل النشاط الاقتصادي للسكان من الإناث 15 سنة فأكثر 14.2 بالمئة مقابل 53.6 بالمئة للذكور.
ويبين رئيس قسم العلوم الاجتماعية وأستاذ علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية المشارك في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور يوسف محمد الشرمان لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أهمية إتاحة الفرصة الكافية لتمكين المرأة لإيجاد نوع من التوازن في العلاقات الاجتماعية بين الجنسين المؤدي إلى التنمية المستدامة.
ويضيف: أنه من خلال تمكين المرأة يعزز المجتمع ثقتها بنفسها ما ينعكس إيجابا على دورها ومكانتها الاجتماعية، ويحقق لها الاعتماد على الذات اقتصاديا، وتوفير دخل إضافي للأسرة ينعكس إيجابا على جميع أفرادها.
أستاذ اقتصاد الأعمال في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد وليد العمري، يرى أن الاقتصاد الأردني يسعى إلى تعزيز مشاركة المرأة ومساهمتها في التنمية الاقتصادية، إلا أن سوق العمل الأردني ما زال يواجه العديد من التحديات التي فرضتها الأزمات الاقتصادية والمالية على المستويين المحلي والخارجي ولا سيما في ظل جائحة كوفيد 19.
ويقول إن المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر تساهم بشكل رئيس في رفد الاقتصاد الأردني بالأفكار الريادية وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتشغيل، حيث تراوحت نسبة تشغيل هذه المشاريع في القطاع الرسمي من 40 إلى 60 بالمئة، وسجلت مساهمة ملموسة بالناتج المحلي الإجمالي بنحو 30 بالمئة.
وتندرج المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر ضمن المشاريع الريادية التي تسهم في تشغيل المرأة لما توفره لها من تطوير ذاتي للأفكار الإبداعية، وتحقيق مردود يسهم في زيادة إنتاجيتها وتطوير مشاريعها، وبالتالي، تعد مشاركة المرأة في هذه المشاريع عاملا أساسيا في تكافؤ الفرص، ومكافحة الفقر والبطالة، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، وفقا للعمري.
وعلى الرغم من ذلك، ما زال قطاع الصناعات متناهية الصغر يشهد تفاوتا ملموسا في المشاركة الاقتصادية للمرأة، حيث يبلغ معدل المشاركة الاقتصادية للأردنيات اللاتي أعمارهن 15 سنة فأكثر نحو 14 بالمئة، بحسب البيانات الإحصائية لدائرة الإحصاءات العامة لعام 2021.
ويدعو العمري، إلى دعم المشاريع الريادية بتوفير وصياغة منظومة خطط واستراتيجيات تسهم في تعزيز ريادة الأعمال، ورفد سوق العمل بالكوادر المدربة والمؤهلة، وتحسين بيئة العمل، وتوفير سبل التمويل اللازم لتشجيع إنشاء المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر.
المحاضر في قسم الإدارة المالية والمصرفية وماجستير التمويل وإدارة المخاطر في جامعة العلوم التطبيقية الدكتور ثائر القدومي، يدعو البنوك التجارية ومؤسسات تمويل المشاريع الصغيرة إلى توفير الدعم الكافي للمشاريع الصغيرة لتحقيق التنمية الاقتصادية والعمل على حل مشكلات البطالة.
ويركز على ضرورة أن تعمل مؤسسات تمويل المشروعات الصغيرة على تخفيف الضمانات المطلوبة للحصول على القرض، ومنح القرض بضمان المشروع نفسه فقط دون الحاجة إلى ضمانات أخرى.
ولتوسيع قاعدة المستفيدين من القروض، يبين القدومي، أهمية قيام مؤسسات تمويل المشاريع الصغيرة على تخفيض معدلات الفائدة التي تعتبر أحد أهم معوقات التمويل التي تواجه أصحاب هذه المشاريع، وهنا يمكن الاستفادة من ميزة زيادة عدد المقترضين في هذه الحالة وتحقيق ربح أفضل.
وفي هذا الصدد، يدعو إلى تأسيس مؤسسة لضمان القروض المقدمة لتمويل المشاريع الصغيرة، وتأسيس صندوق استثماري لدعم المشاريع الصغيرة.
يشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتخذت تاريخ 27 حزيران من كل عام يوما عالميا للمؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، للاستفادة من إمكانات المؤسسات، وبناء عالم أكثر رخاء وعدلا للجميع.
--(بترا)