المدينة نيوز :- قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا دولة عظمى قوية لن تنتهج على الساحة الدولية سوى سياسة تلبي مصالحها الأساسية.

ووصف بوتين في رسالة فيديو بمناسبة يوم العلم الروسي، الالوان الثلاثة الروسية بأنها رمز مقدس لجميع أجيال المواطنين.

كما أكد بوتين أن روسيا ستتبع دائما القيم التقليدية، مؤكدا أن الاستقلالية في اتباع مسارها الخاص، مزروعة في الكود الجيني للبلاد ومواطنيها.

وشدد الرئيس الروسي على أن روسيا قوة عظمى لن تنتهج على الساحة الدولية أي سياسة تتنافى مع مصالحها الأساسية.

أوكرانيا تحذر من استفزاز روسي في يوم الاستقلال وموسكو ترسم أفقا قاتما للحرب

كشف الجيش الأوكراني اليوم الاثنين عن حصيلة قتلاه منذ بداية الحرب، وفي حين توقع مسؤول روسي أن يستغرق الصراع في أوكرانيا وقتا طويلا، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يبحث إرسال بعثة لتدريب القوات الأوكرانية.

فقد نقلت وكالة إنترفاكس الأوكرانية عن الجيش الأوكراني أن 9 آلاف من جنوده تقريبا قتلوا منذ بداية الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي.

وفي يوليو/تموز الماضي، ذكر رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز أن نحو 15 ألف جندي روسي قتلوا وأصيب 43 آخرون، مشيرا إلى أن خسائر الأوكرانيين أقل من ذلك ولكنها تعد مرتفعة أيضا.

من جانبها، تقول كييف إن قواتها "حيّدت" أكثر من 43 ألف جندي روسي.

ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن قواتها دمرت 8 صواريخ أطلقت من منظومة "هيمارس" (HIMARS) أميركية الصنع في مقاطعة خيرسون (جنوبي أوكرانيا).

كما قالت الوزارة إن قواتها دمرت 6 مستودعات ذخيرة للجيش الأوكراني في ميكولايف وخيرسون (جنوب) ودنيبروبيتروفسك (وسط) ودونيتسك (شرق).

في المقابل، أعلن الجيش الأوكراني أن دفاعاته الجوية أسقطت 7 طائرات روسية مسيّرة وصاروخي كروز ومروحية قتالية في مناطق القتال على الجبهتين الجنوبية والشرقية من البلاد.

وبثت مواقع مقربة من الجيش الأوكراني صورا تظهر إطلاق صواريخ من عربات دفاع جوي باتجاه أهداف جوية روسية قالت إنها محققة، دون الإعلان عن خسائر بشرية.

وتأتي هذه التطورات بعد يوم من تعرض أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم لرابع هجوم خلال شهر، في حين تستمر المعارك في مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس وفي جبهات أخرى بالجنوب بينها خيرسون وزاباروجيا وميكولايف، ولم تشهد الأيام الماضية تغييرا كبيرا في المواقع، وفقا للاستخبارات البريطانية.

تدريب القوات الأوكرانية

وفي سياق متصل، أعلن مفوض السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم أن الاتحاد يبحث إرسال بعثة لتدريب ودعم الجيش الأوكراني.

وقال بوريل في مؤتمر صحفي في سانتاندير (شمالي إسبانيا) إن الاتحاد الأوروبي سيناقش إطلاق عملية "تدريب وإسناد" للقوات الأوكرانية في الدول المجاورة.

وأضاف أن الاقتراح سيناقش الأسبوع المقبل في اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في العاصمة التشيكية براغ، معبرا عن أمله في أن تتم الموافقة على الخطة.

صراع طويل

على صعيد آخر، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة غينادي غاتيلوف إنه رغم جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فإنه لن تكون هناك محادثات مباشرة بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأضاف غاتيلوف -في مقابلة نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" (The Financial Times) البريطانية- أنه لا يرى احتمالا لحل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا، متوقعا أن يستمر الصراع طويلا.

وتأتي تصريحات المندوب الروسي بعد أيام من تحذير روسيا الولايات المتحدة من التصعيد ضدها انطلاقا من أوكرانيا، وذلك عقب تواتر الهجمات على أهداف روسية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014، ووفق ما نقلته وسائل إعلام غربية، فإن القوات الأوكرانية هي من نفذ تلك الهجمات.

محاكمة الأسرى

في المقابل، حذر الرئيس الأوكراني مساء أمس الأحد من أن روسيا قد تُقدم على خطوة -وصفها بأنها- استفزازية بمحاكمة جنود أوكرانيين أسرى بالتزامن مع احتفال أوكرانيا بيوم استقلالها الأربعاء المقبل.

وأضاف زيلينسكي -في كلمته اليومية- أن مثل هذه المحاكمة ستشكل الخط الذي لا يمكن بعده أن تكون هناك أي مفاوضات ممكنة بين بلاده وروسيا.

واستند الرئيس الأوكراني إلى تقارير إعلامية تفيد بأن روسيا تُعد لإخضاع الجنود الأوكرانيين الذين أسرتهم في مدينة ماريوبول (جنوب شرقي أوكرانيا) لمحاكمة علنية تتزامن مع استقلال أوكرانيا.

وكان زيلينسكي قد حذر من أن روسيا قد تشن ما وصفها بهجمات وحشية خلال احتفال أوكرانيا بعيد استقلالها، فيما توقع المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك أن تكثف روسيا ضرباتها على المدن الأوكرانية يومي 23 و24 أغسطس/آب الجاري.

صواريخ روسية وأسلحة غربية

في موضوع آخر، قلّل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من فاعلية الأسلحة الغربية المستخدمة في المعارك الجارية في أوكرانيا، وقال إن الخبراء الروس في مجال الصناعة العسكرية يدرسون الأسلحة الأجنبية التي حصلت عليها القوات الروسية في أثناء القتال.

وفي مقابلة مع القناة الروسية الأولى، كشف شويغو عن استخدام صواريخ "كينغال" (الخنجر) -التي تفوق سرعتها الصوت 3 مرات- ضد ما وصفها بأهداف مهمة في أوكرانيا، مشيرا إلى أن صواريخ كينغال لا يمكن اعتراضها، وتمتلك خصائص لا يحظى بها أي صاروخ من هذا النوع في العالم

وأجريت عام 2018 تجارب ناجحة على صواريخ كينغال وأصابت خلالها كل أهدافها على مسافة قد تصل إلى ألفي كيلومتر، وفق وزارة الدفاع الروسية.

من جهته، قال يوري شفيتكين، نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، إن الغرب يجمع الأسلحة بمختلف أنواعها في أوكرانيا.

وفي مقابلة مع الجزيرة، أضاف شفيتكين أن روسيا تملك أسلحة أقوى تحقق نتائج جيدة في الميدان.

في الجانب الآخر، قال يوري ساك، مستشار وزير الدفاع الأوكراني، إن بلاده تلقت خلال الشهرين الماضيين أسلحة غربية حديثة وعالية الدقة.

وأوضح ساك -في مقابلة مع الجزيرة- أن كييف تحتاج مزيدا من الأسلحة لمواجهة الترسانة الروسية، وبوتيرة أسرع، وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة + وكالات

المصدر: RT