في رمضان .. تخجل الأوكرانية ولا نخجل نحن !!

اكثر ما يثير القهر في هذه الحياة،انك لم تعد تعرف اين تعيش،تارة تظن نفسك في بلد اسلامي، وتارة في بلد آسيوي يقدم الخدمات السفلية لعابري الطريق،وتارة في بلد يتأرجح بين هاتين الهويتين،فيكون في النهار متديناً،ويفسق بعض اهله ليلا.
في رمضان رفضت بنت الهوى الاوكرانية تقديم اي خدمات جنسية في عمان،وقالت لصديقها الذي يبيع الخمر،والرواية على عهدة الراوي،ان شهر رمضان له قدسيته،وانه بالنسبة لها شهر استراحة،والافضل ان لاتمارس حرفتها،في الشهر الكريم،بانتظار ليلة العيد!.
الاوكرانية راعت حرمة البلد،فقط في رمضان،ومقابلها اناس عرب ومسلمون،من جنسيات عربية،ومن بيننا،يواصلون تقديم ذات الخدمات السفلية في الشهر الكريم،فتفتح بيوت الدعارة ابوابها في الشهر الكريم،ويذهب الزناة منا اليها،فتتفوق عليهم الاوكرانية في ورعها المفاجئ،وخجلها من حرمة الشهر.
من نحن؟!والى اين نذهب؟!وما هو تعريفنا الاجتماعي والاخلاقي؟!اذا كانت عشرات محال السوبرماركت تبيع الخمور في رمضان،وتؤمن زبائنها بالمشروبات الروحية،ومحال بيع الخمور المتخصصة ترسل مسجات عبر الخلوي تقول لزبائنها ان كل شيء متوفر عبر الاتصال الهاتفي وتأمين المطلوب من المستودعات!.
أليس هذا غدراً برسول الله صلى الله عليه وسلمتلك وخيانة له ،أليست تلك ردة وعودة الى ماهو اسوأ من الجاهلية،أليست تلك حالة انفصام في الشخصية الاجتماعية،ندعي الورع علناً ونمارس الفساد سراً،ونتعامى عما يغضب الله.
هذه خيانات لمحمد صلى الله عليه وسلم،ومن يقل غير ذلك يضحك على نفسه،لان هناك حرمة للدين وللبلد،ولاهل البلد،والذين جروا الخراب اليه،ليسوا في مرتبة السوء بقدر الساكتين عليهم،المطأطئين روؤسهم مثل النعاج امام هتك حرمات الله.
ليست القصة قصة مواسم.رمضان وليلة الاسراء والمعراج،ويوم وقفة عيد الاضحى.اذ نستدعي الورع في هذه المناسبات،ونعود الى سابق عهدنا بقية العام،وقد نخر الحرام البلد،من الربا الى الزنا،مروراً بفتح البلد لكل انواع الفساد الاخلاقي.
ما قيمة كل الالقاب الوظيفية،من معالي الى عطوفة،وماقيمة لوحات السيارات الحمراء،والرواتب،والواحد يحمل في عنقه وزر البشر،وتخريب اخلاقهم،وعدم السعي الى تطهير البلد مما يؤخذ اليه،في رمضان وغير رمضان،بئس المسؤولية،وبئس المسؤول.
يتندرون عليك كلما كتبت مقالا له سمة اخلاقية،غير ان عليهم ان يسخروا من انفسهم،ومن اولادهم المتروكين في الشوارع لكل هذا الخراب،وان يهزأوا بأنفسهم لانهم بلا ضمير،ولاقلب ولا ذرة اخلاق،اذ يتركون كل هذا الخراب ليعشش بيننا!.
في رمضان الاف مؤلفة تصوم وتقوم الليل،وتتصدق،ومقابلهم الاف مؤلفة على حالها،لا تراعي حرمة رمضان،ولا تخجل قليلا من الله،وهكذا يستباح فراش البلد،لاننا سكتنا،ولم نسمع صوتا لنائب مخدر الضمير،يعترض على اي حكومة على سكوتها على هذا الوضع.
النواب ايضا،شركاء في هذا الوضع،فلا تسمع لهم صوتا،لانهم يخافون من كل شيء،يسكتون ولا يؤدون مهمة لله،ولايجمعون توقيعا على مذكرة ولايجبرون حكومة من كل حكوماتنا ان تراجع كل الملف الاخلاقي،في بلد شرعية نظامه الانتساب الى النبي صلى الله عليه وسلم.
يالهذا العار الذي يلحق بنا،من حفنة الاف فاسدة،لاتمثل وجداننا العربي والمسلم،بل يجلبون لنا اللعنات من السماء السابعة،واذ يسكت بعضنا لان ليس في اليد حيلة،فعلينا ان نتوقع لعنة كبرى تحل على الطائع والعاصي معا،لان الاول ما منع الثاني،والثاني ماخجل من الاول،في بلد عزيز كريم هو واهله ويراد اذلالهم وتدميرهم دينياً واجتماعياً وبنيوياً!.
فوق ذلك يأتيك المتحذلقون،ليقولوا لك انك تشوه سمعة البلد،بهكذا حكايات،لكنهم لايقولون لك هل مثلي يشوه سمعة البلد حقا؟!ام الساكتون على هذا العهر،والجالبون لشبكات الرقيق الابيض،والسامحون لكل هذا الخراب،حتى اطل برأسه علناً في رمضان؟!.
في رمضان تخجل الاوكرانية،فيما بعض المسلمين،لايخجلون في رمضان وغير رمضان،فبأي وجه ستقابلون محمداً عليه الصلاة والسلام،غير وجه الخزي والعار؟!وجوه سوداء لانها انقلبت على صاحبها جهاراً نهاراً وتوارت خلف مسميات وتعبيرات جديدة.
(قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى)صدق الله العظيم.
من يعش يرَ الفاتورة الثقيلة التي تنتظرنا،والتي لاتستثني احداً؟!.(الدستور)