هذا البرلمان يبني لغيره!

رغم ما شاب الانتخابات النيابية الماضية وقبل الماضية وكذلك البلديات من ملاحظات وصلت الى درجة الاتهام بالتزوير، فإن الأغلبية العظمى من السادة النواب استحقوا مواقعهم وهم يثبتون الان من خلال الممارسة للدور المنوط لهم في الرقابة والتشريع انهم أهل لذلك..
استحقاقات تعديل الدستور تفرض معطيات جديدة وتفضي الى ضرورة حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة يرى البعض أنها قد تكون بين الشهر الخامس الى الثامن من العام القادم..
اذن هناك تبديل للحرس في وقت يستشعر فيه المجلس الحالي انه سيعمل لغيره او أن المطلوب منه أن ينجز تشريعات ويخلي موقعه وهذه تضحية وواجب وطني لا بد ان يقدر للسادة النواب الذين سيخوض الكثير منهم المعركة مرة أخرى لاثبات ما اذا كانوا يستطيعون قبل قانون الانتخاب وبعده من مواصلة دورهم..
حتى الانتخابات القادمة..ثمة انجازات يجب ان تقوم واشارات وخطوات في الاصلاح يجب ان ترسل ليقتنع الشارع ان الجدية في الاصلاح قائمة وان البناء متصل وان المزايدين او الذين يقولون ان الاصلاح معطل او غير موجود أو جاء لا يملكون حججاً وذرائع..
هذا البرلمان القائم عليه مهمات جليلة وكبيرة..فهو سيقر الاصلاحات الدستورية وهو من سيقر مخرجات لجنة الحوار الوطني..ويضع قانون الانتخابات والاحزاب..هو الذي سيؤثث تشريعات المرحلة المقبلة..فهل ينجح؟ هل يتمكن من انجاز هذه المهمات الكبيرة؟
ثمة مسافة ما زلنا لم نقطعها بين ما ستتقدم به الحكومة من مشاريع قوانين ومخرجات عملية الاصلاح التي تحتاج الى موافقة البرلمان وبين ما سنقول انها نتائج مرضية استطاع البرلمان تمريرها دون مصادرة أو انقاص بل زيادة وحرص..فهل يكون ذلك ممكناً؟..
التعديلات الدستورية التي نقدتها قوى سياسية معارضة متهمة انها لا تلبي أو دون الطموح وانها لم تتصد مباشرة لمفهوم تداول السلطة وانتخاب رئيس الوزراء في النص..هذه التعديلات التي سيبرز بعضها في قوانين لاحقة مباشرة وغير مباشرة ما زالت مستمرة واذا ما دارت عجلة الاصلاح وتمكنت بذوره من الاثمار فإننا سنرى قوة دفع اصلاحية تتزايد وتجيب على مختلف الأسئلة..
المطلوب العمل الجاد والمخلص والذي يتمتع بشراكة واسعة وعندها سنرى ان التشكيك يغيب والاعتراضات تتراجع وسنرى اننا نسير على طريق الاصلاح ونسمح بتراكم مكوناته ان تعلو..
ما زالت الثقة بين الحكومة والمعارضة لا تتوفر وما زال شد الحبل قائماً فهل تقطع المبادرات الملكية التي نريدها مستمرة وداخلة الى التفاصيل الطريق على المعطلين من الحكومة والمزايدين من المعارضة بتخليص عملية الاصلاح من كل ما يعطلها..
الرهان على الملك ليكسر الحلقة وعلى من سيختارهم من غير الذين جربناهم فأعادوا انتاج نفس الواقع الجامد. (الرأي)