مخاطر اللعب مع نتنياهو : ما هو المكسب الذي حصلت عليه عمان؟

تم نشره الخميس 26 كانون الثّاني / يناير 2023 11:08 مساءً
مخاطر اللعب مع نتنياهو  : ما هو المكسب الذي حصلت عليه عمان؟
الملك عبد الله الثاني ونتنياهو

المدينة نيوز -  مجمل النقاش الآن في المشهد الأردني يتمحور حول البحث بصورة هوسية عن جواب على السؤال السياسي التالي: ما هي فوائد ومكاسب تفكيك العزلة الداخلية والدولية والإقليمية التي يواجهها بنيامين نتنياهو؟

طبعاً، هذا السؤال أصبح أردنياً ومحلياً بامتياز، وتجول بوقار بين النخب بمجرد الإعلان عن بيان مقتضب لأغراض الإعلام والصحافة عن الزيارة المفاجئة التي قام بها نتنياهو إلى عمان. لكن من يطرح السؤال بمدلوله السياسي لا توجد بين يديه لا رواية ولا سردية رسمية تبلغ بخلفية تلك الزيارة المثيرة للجدل، ويضطر للتعامل مع تداعياتها الإسرائيلية الداخلية، حيث المزيد من التحرش اليميني بالوصاية الأردنية، والمزيد من التصعيد حتى بمعناه العسكري في جنين مع مذبحة صباح الخميس.

والسؤال نفسه يستنسخ أسئلة أخرى في الواقع بعنوان: هل حصل الأردن على مكسب سياسي ودبلوماسي محدد جراء هذه الزيارة التي يبدو أنها تسبق زيارة يريد أن يقوم بها إلى الولايات المتحدة نتنياهو نفسه أملاً في تصليب عود حكومته المأزومة، أم أن المسألة لها علاقة بسلم للنزول عن الشجرة قدمته عمان لرئيس الوزراء الذي شكل واحدة من أكثر الحكومات الإسرائيلية تشدداً وتطرفاً؟

خاطب الأردن مبكراً نتنياهو لافتاً نظره إلى ضرورة إظهار “نضج سياسي”، وفي عمان ظهر الأخير وهو يحاول مضللاً إظهار قدر من النضج المطلوب، متقدماً بالتزامات لفظية بخصوص “الأمر الواقع في القدس” حصراً، لكن طاقمه الوزاري سارع لنشاطات معاكسة لكل ما يمكن فهمه تحت عنوان النضج السياسي.

الانطباع يشير إلى أن المسألة لا تتعلق فقط بشكل الحكومة، أعتى حكومة متطرفة في الكيان الإسرائيلي الجار، عملياً بقدر ما تتعلق بتقديم خدمة مجانية له، أو قد لا تكون مجانية عبر استقباله في عمان، خصوصاً أن الموقف الذي سمعه رئيس الوزراء الإسرائيلي من الأردنيين في اللقاء القصير المقتضب والزيارة المفاجئة هو تماماً ذلك الموقف الذي ورد في البيان الصحافي للقاء، حيث تشديد أردني ملكي واضح على بقاء سياسة الأمر الواقع والتاريخي والقانوني في القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والدعوة إلى العودة إلى المفاوضات فوراً والبحث عن الأفق السياسي.

البيان الأردني بالخصوص يلامس تلك الوقائع التي تحرز ضدها عملياً قبل نحو ثلاثة أسابيع بيان مهم ومثير لأكثر من 219 مثقفاً وسياسياً ومفكراً وباحثاً أردنياً حذروا فيه من مسارات التكيف وإنكار المخاطر. والأردن هنا عملياً وهو يستقبل نتنياهو، لا ينكر المخاطر، لا بل ويداعبها ويلاعبها وبثقة، على حد تعبير أحد المسؤولين؛ لأن تلك المخاطر لا علاقة لها بالثوابت والخطوط الحمراء الأردنية فقط، ولكن بإسرائيل نفسها، كما يفهم الخبراء والمعنيون.

ملاعبة مخاطر اليمين الإسرائيلي خطوة محفوفة بحد ذاتها بالمخاطر، برأي الحملة التي أعلنت بوضوح أن غالبية النخب الأردنية لا ترحب برؤية نتنياهو في عمان، لا بل لا ترصد أي مكسب أو فائدة خارج سياق مسألة وملف الوصاية الهاشمية في القدس جراء تلك الزيارة التي تسببت بصدمة بالتأكيد.

لكنها صدمة تحاول تفكيك الألغاز، خصوصاً أن ردة الفعل التحليلية التي عبرت عنها فعاليات مهمة في المجتمع السياسي الأردني أشارت فوراً إلى تطورين محتملين على صلة بتلك الزيارة:

الأول ذلك المرتبط بعودة التحشيد لعمل عسكري في المنطقة ضد إيران، وهي مسألة يعلم الجميع أن الأردن ليس طرفاً مؤثراً فيها على الإطلاق، فهو لا يستطيع إعاقة مثل هذا العمل العسكري إن أصبح قراراً لدولة كبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ليس عنصراً ناشطاً في مواجهة عسكرية محتملة من هذا النوع.

لكن هل ساعد الأردن نتنياهو في النزول عن الشجرة؟

ذلك أيضاً سؤال صعب المنال والإجابة، فالأردن أيضاً في طريقه لمخاطبة الكونغرس، ونتنياهو يستجيب لدعوة الأمريكيين في التهدئة على صعيد العلاقات مع عمان، لكن طاقمه الوزاري الآن يفتح معركة جنين.

وما حصل أردنياً يعني أن نتنياهو يفترض به سماع الثوابت الأردنية، بعنوان العودة للأفق السياسي، وهو أمر صعب المنال تماماً الآن.

والإشارة إلى أن مؤتمرات اقتصادية مثل “النقب 2” من الصعب للأردن المشاركة فيها بدون جلوس الفلسطينيين على الطاولة.

أما الحدث الثاني فمرتبط باحتمالات التصعيد التي تحدث عنها بعد مغادرة نتنياهو لعمان وزيره إيتمار بن غفير، بعنوان “أسوار القدس 2”.

والمعنى اقتراب وشيك لاعتداء جديد على قطاع غزة، وهو اعتداء تقدر الغرفة الأردنية تماماً بأنه سيقود إلى انفلات الوضع الأمني، وقد يخدم الإيرانيين، خصوصاً في ظل تلك التقارير العميقة التي تفيد بأن لدى إيران تأثيراً قوياً الآن في خارطة واسعة من الفصائل الفلسطينية في مساحة يفترض أن تؤخذ بالاعتبار عند التخطيط والتدبير برأي الأردن على الأقل.  

بسام بدارين - القدس العربي



مواضيع ساخنة اخرى
هروب عروس من حفل زفافها والعريس يطلب الشرطة في الهند هروب عروس من حفل زفافها والعريس يطلب الشرطة في الهند
شاهد : كريستيانو رونالدو في أحد مطاعم الرياض شاهد : كريستيانو رونالدو في أحد مطاعم الرياض
بعد غياب 17 عاماً.. "فيسبوك" يعيد شاباً مصرياً لأهله بعد غياب 17 عاماً.. "فيسبوك" يعيد شاباً مصرياً لأهله
3 نساء عربيات حصدن ألقاب جمالية عالمية مهمة... أناقة لافتة وجمال بمواصفات عالمية 3 نساء عربيات حصدن ألقاب جمالية عالمية مهمة... أناقة لافتة وجمال بمواصفات عالمية
بالفيديو.. سقوط مروع للاعبة سيرك بعدما أفلتت الطوق بالمكسيك بالفيديو.. سقوط مروع للاعبة سيرك بعدما أفلتت الطوق بالمكسيك
تدشين أكبر محطة للطاقة الشمسية قرب الموقر تدشين أكبر محطة للطاقة الشمسية قرب الموقر
الشمالي: اجتماع للجنة شؤون العمل لبحث رفع الحد الأدنى للأجور الشمالي: اجتماع للجنة شؤون العمل لبحث رفع الحد الأدنى للأجور
اتفاق لإقامة معرض أردني سعودي صناعي اتفاق لإقامة معرض أردني سعودي صناعي
شاهد الفنانة سماح أنور: لم أشرب المياه منذ 17 عاماً شاهد الفنانة سماح أنور: لم أشرب المياه منذ 17 عاماً
20 قتيلا حصيلة المواجهات المسلحة داخل المنطقة الخضراء في بغداد .. بالفيديو 20 قتيلا حصيلة المواجهات المسلحة داخل المنطقة الخضراء في بغداد .. بالفيديو
الضمان الاجتماعي يقر مشروع القانون الجديد الأربعاء المقبل الضمان الاجتماعي يقر مشروع القانون الجديد الأربعاء المقبل
إدارة السجون: عدد نزلاء السجون تجاوز السعة الاستيعابية ليصل إلى 20 ألفا إدارة السجون: عدد نزلاء السجون تجاوز السعة الاستيعابية ليصل إلى 20 ألفا
الافتاء ترد على سؤال حول اختيار الام لزوجة الابن الافتاء ترد على سؤال حول اختيار الام لزوجة الابن
عمان : العثور على طفلة حديثة ولادة في الشارع عمان : العثور على طفلة حديثة ولادة في الشارع
استحداث تخصصات جديدة في الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة استحداث تخصصات جديدة في الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة
البدء بإعادة تأهيل أول جزء من طريق بغداد الدولي الأحد البدء بإعادة تأهيل أول جزء من طريق بغداد الدولي الأحد