الخلية لم تعد نائمة

على مدار الاشهر السابقة والشعب يكتشف نفسه وخصومه ويراكم التجربة بعد الاخرى.. جولة ضد الفساد واللصوصية, واخرى ضد التبعية والخصخصة التي يقودها البنك الدولي لتفكيك الدولة وتحطيم الطبقات الشعبية, وثالثة ضد احتكار السلطة والمصالح العليا والقرارات, ورابعة ضد التطبيع مع العدو الصهيوني, وفي كل مرة يكتشف العلاقات الجدلية بين كل هذه القضايا وبين الاستحقاقات الصهيونية والامريكية وتجلياتها في الداخل الاردني.
صار البنك الدولي في عين العاصفة الشعبية جنبا الى جنب مع قوى التبعية والفساد والقهر الطبقي والسياسي والخطر الصهيوني..
ما يحتاج الى يقظة ومبادرات شعبية لدحرها قبل ان تستفحل هي الخلية التي لم تعد نائمة. فاستئصالها الآن اقل تكلفة من اي وقت ولا سيما انها تحظى بدعم كل القوى المشبوهة في الخارج والداخل, الامريكان والصهاينة والمافيات المالية, والموتورون..
ومثل حية التبن بل أية افعى تسعى لا يخفى فحيحها على احد ولا يخفى لونها البرتقالي, كذلك..
كلام عن الإصلاح وعن الديمقراطية والمواطنة, لكنه مثل العسل المغشوش, سرعان ما يكتشفه المبتدئ: اصلاحات وديمقراطية ومواطنة لا تقترب ابدا من ثلاث قضايا: البنك الدولي وبرنامج الخصخصة - التوطين والخطر الصهيوني - السياسات الامريكية, ذلك ان اطراف هذا المثلث الشيطاني هم حماة ورعاة هذه الخلية التي تقوم هي نفسها على مثلث آخر في خدمة المثلث الاول: مراكز دراسات خاصة وهيئات حقوق انسان وصحافة مزورة مرتبطة بسفارات ومراكز تمويل اجنبي معروفة مشبوهة- ليبراليون مزورون خرجوا من عباءات متعددة, من اليسار الى الإسلام الناعم - قوى ترعاهم وتغطيهم من مواقع مختلفة.
بالمقابل, فان تفكيك هذه الخلية يحتاج ابتداء للتأكيد على القضايا التالية: مواجهة البنك الدولي وبرنامج الخصخصة بالتأكيد على دور الدولة والقطاع العام, تحصين المجتمع المدني الحقيقي ضد مراكز ومنظمات التمويل الاجنبي - اعتبار العدو الصهيوني هو الخطر الرئيسي والداهم على الاردن والفلسطينيين والامة وعدم التنازل عن الحق العربي والفلسطيني في كل شبر من فلسطين - ربط كل ذلك بالموقف من الامريكان - وربط كل حديث عن الإصلاح والديمقراطية والمواطنة بكل ما سبق, فمعركة الحريات والاصلاحات هي معركة فك التبعية, وهي معركة كشف الدور الخطير لمراكز الدراسات والبرتقاليين ومنظمات التمويل الاجنبي, وهي المعركة ضد التطبيع. بمثل هذا الربط المحكم تُعزل الخلية التي لم تعد نائمة, فيما عزل القضايا المذكورة عن بعضها يوفر لحية التبن الغطاء والمرونة والحركة. (العرب اليوم)