القاتل الاقتصادي يكشف اساليب سرقة دول العالم الثالث واغراقها بالديون

تم نشره الإثنين 12 أيلول / سبتمبر 2011 01:27 صباحاً
القاتل الاقتصادي يكشف اساليب سرقة دول العالم الثالث واغراقها بالديون
حازم عكروش

اعترافات قاتل إقتصادي كتاب لـ " جون بيركنز " العميل السابق لوكالة الامن القومي الاميركية ، يقدّم فيه شهادة من الداخل عن الدور الذي تلعبه البنوك والشركات العالمية لسرقة دول العالم الثالث وإغراقها بالديون ومن ثم وضعها تحت إشراف البنك الدولي وصندوق النقد الدولـــي، بينما تســــرق الشركـــات المتعددة الجنسيـات، مثل هاليبرتون و بيكتل مواردها بحجة التنمية.
يقول بيركنز ان القتلة الاقتصاديين هم قتلة محترفون، يقبضون أعلى الأجور، ليبتزوا رؤساء الدول في شتَّى أنحاء العالم، ويسرقوا مليارات الدولارات منها.

وكان بيركنز نفسه أحد هؤلاء القتلة،جنّدته (سي آي إيه) سـرّاً، وعمل معها تحت غطاء عمله في شركة استشارية دولية، فزار أندونيسيا وكولومبيا وبنما والإكوادور والمملكة العربية السعودية وإيران وسواها من الدول التي تمتلك أهمية في الاستراتيجية الأميركية.
وكانت مهمّته تتركّز على تطبيق السياسات التي تخدم مصالح تحالف أميركي، يضمّ
الحكومات,والشركات في الوقت نفسه العمل على تسكين أعراض وآثار الفقر إجراءات ظاهرية خادعة.
وترك الكاتب وظيفته بعد تفجيرات11 أيلول 2001، ونذر نفسه لفضح هؤلاء القتلة- الذي كان هو نفسه يوما واحد منهم – من خلال كتابه اعترافات قاتل اقتصادي، وأهداه إلى روحَي رئيسين سابقين، لدولتين من دول امريكا اللاتينيَّة، هما الرئيس الأسبق للإكوادور خايمي رولدوس، والرئيس الأسبق لبنما عمر تورِّيخوس، وكلاهما قُتلا في حادث طائرة مُفتعل على حدِّ وصف الكاتب،ذلك «لأنَّهما وقفا في وجه الشركات والمصارف والحكومات التي تهدف إلى إقامة إمبراطوريَّة عالميَّة عن طريق نهب ثروات بلدانهم الطبيعية . والذي ذهب هو بنفسه اليهما وحاول ابتزازهما ولكنهما رفضا ، فتعرضا للاغتيال بأسقاط طائراتيهما الرئاسيتان .

يقول جون بيركنز : " كان عملي هو إجبار الدول ورؤساء الدول والحكومــات ورؤســــاء الحكومات على الرضوخ والقبول باتفاقيات قروض مجحفة ،لا يمكن معها لتلك الدول، من ، سدادها والتخلص من ربقة الديون التي اثقلناها بها " هكذا يتحدث عــن ماضيه الدبلوماسي الإقتصادي السياسي كموظف في أعلى قمم المؤسسات الإقتصادية التي يطلق عليها الغرب الغني اسم المؤسسات الاقتصادية العالمية .


جون بيركينز كبير الاقتصاديين السابق في شركة "جاس " للاستشارات الاستراتيجية، بدأ كتابة هذا منذ عشرين عاما وتوقف أربع مرات، ويقول بانه تعرض للعديـــد مــن محاولات الرشوة والتهديد من اجل التوقف عن كتابة الكتاب.
في كتابه الخطيـر ، والمهمّ جـداً الذي يقع في 288 صفحة وترجمه الى العربية بسام ابو غزالة وصف الخبير السابق في هيئة اقتصادية تابعة للمخابرات الأمريكية _ وهي شركة مين للهندسة والكهرباء ، والإنشاءات ، المتعاونة مع شركة بكتل التي تضمّ كبار المسؤولين في شركات نفطيّة ، وإنشائيّة ، وعسكريّة ، وفي الإدارة والكونغرس الأمريكي _ وصف في كتابه كيف تُركـِّع أمريكا الدول عن طريق إغراقها في ديون مركّبة الفوائد ، وكيف هـي تبتـزّ الدول الغنية بمصادر الطاقة ولاتحتاج الى سيولة نقدية ، مثل بعـض الدول الخليجية ، وكيف سرقت أمريكا تريليونات الدولارات بهذه الطريقة .
ولا ينسى أن يضرب مثلا لتنصيب المستبدّين والمجرمين حكَّاما على الشعوب إن كان في ذلك تحقيقُا للاهداف الأمريكيــــــة ، مذكـــــِّرا بقيام الرئيس الأمريكــي الأسبق روزفلت عام 1951 بتدميـر مشروع رئيس وزراء إيران الأسبق والمنتخب بإنتخابات نزيهة محمد مصدّق لتأميم نفط إيران ، والقضاء عليه ، ووضع الشاه محمد رضا بهلوي امبراطورا ديكتاتورا دمويـّا على إيران .
ويذكر الاساليب الامريكية مع البلد الذي تريد تركيعه من خلال إقناع البلد المستهدف بإقامة مشاريع تحت إشراف شركات أمريكية ، وإقناعها بالإستدانة من بنوك أمريكية ، أو لها إرتباط بأمريكا ، ثم يقوم الأمريكيون بتأمين تلك الديون للبلد ليتسنى لها دمج إقتصاد البلد المستهدف بالمصالح الأمريكية عندما تتفاقم الديون ، ثم وضع البلاد أمام خيارين : الخضوع الطوعي التام لأمريكـا ، أو الإخضـاع بالقوة في حالة المقاومة وإما بإثارة المعارضين كما يفعلون بشافيز ، أو الإغتيالات كما كما جرى لرئيس الإكوادور ، أو الإنقلاب كما في غواتيمالا ، أو الغزو كما في العراق.

ولا ينسى دور القاتل الاقتصادي في اقامة وتشجيع, المنظمات غير الحكومية ومنها مراكز الدراسات الخاصة وحقوق الانسان والبيئة والايام المسرحية والتدريب على الانتخابات وما يعرف بفرق السلام وتشمل اقامة معسكرات للشباب والنساء والطلاب والاكاديميين والاعلاميين التي هى (امكنة ممتازة للتدريب وغسيل الدماغ).

كما اشار في الكتاب الى المراكز والمعاهد التي تهتم بالثقافات واللغات المحلية, مثل المعهد الصيفي للغات في الاكوادور وهو في الحقيقة- كما يقول- ارسالية انجيلية امريكية كان مكلفا مع المنظمات غير الحكومية (الانجؤز) بهدف معلن احياء اللغات المحلية, وغير معلن بالاتفاق مع شركات النفط لمنع الاهالي من الاعتراض والمقاومة على نقل اراضيهم لهذه الشركات مقابل محميات جديدة يمنحون فيها الطعام والعلاج...


.

ويصف الكاتب كيف أنَّ الحكومة الأمريكية تسيطر عليها الشركات العملاقة لاسيما شركات النفط ، ومن امثلة ذلك وزير الدفاع الأمريكي الأسبق كنمارا كان رئيسا لشركة فورد ، ثم رئيسا للبنك الدولي ، وجورج شولتز ، وواينبرغر ، أصحاب الشركات الكبرى الذين تولـَّوا مناصب وزارية في الحكومة الأمريكية ، أما بوش الأب فصار رئيسـا. وديك تشيني من رئيس لشركة هلبيرتون الى وزير للدفاع في ادارة جورج بوش الابن, بل ان بوش الاب قبل ان يصبح رئيسا لامريكا كان رئيسا لشركة زاباتا للنفط.

ويشير الكاتب الى أنَّ الشركاء الرئيسين لهذا التحالف الخبيث هم : وزراء التخطيط في العالم الثالث ، ووكلاء البنك الدولي ، وممثلي وكالة الإنماء الأمريكية يو أس ايد .

وخلاصة الكتاب أن ( تحالف الشركات والإدارات الأمريكية ) ، هـو أشـد القتلة في تاريخ البشرية إجـراما ، وأنَّ هذا التحالف لم يفضل قـط على حكـم الدكتاتوريين أحداً ، ولو سحقوا شعوبهم ، لأنَّ بهم وحدهم يحقق أطماعـه الخبيثة .

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات