ثلاثون دولة عربية ... هل هذا سيناريو مُحتَمل؟

تم نشره السبت 17 أيلول / سبتمبر 2011 01:15 صباحاً
ثلاثون دولة عربية ... هل هذا سيناريو مُحتَمل؟
عريب الرنتاوي

مروحة واسعة من السيناريوهات لمستقبل المنطقة وربيع العرب، جرى استعراضها في «مؤتمر هرتسليا»، أرفع ملتقى سياسي / أمني / استراتيجي في إسرائيل...تبدأ بالسيناريو الأحسن، الذي يفترض زوال «الحاكم» وبقاء نظامه، في الحالة المصرية على سبيل المثال، بقاء المجلس العسكري الأعلى بعد رحيل مبارك...تغيير الوجوه والأشخاص، لا المواقف والسياسات.

أما أسوأ هذه السيناريوهات، فيتجلى في تولي قوى متشددة، أصولية في الغالب الأعم، مقاليد الحكم في عدد من الدول العربية الرئيسة، بالذات في محيط دول الطوق...ما يعني أن حماس وحزب الله سيجدان حواضن لهما، بل وربما يجري استنساخهما بطبعات محلية أقل أو أكثر تشدداً....وبين هذه الحدين الأقصويين، ثمة مروحة واسعة من الاحتمالات والسيناريوهات.

في العادة، تربطنا نحن وإسرائيل، معادلة «الحصيلة الصفرية»...كل ربح لها خسارة صافية لنا، والعكس صحيح...في هذه المرحلة تبدو الصورة مختلفة...فقد لا تكون أسوأ السيناريوهات بالنسبة لإسرائيل أحسنها لنا....فمن يريد على سبيل المثال، أن تتسلم قوى أصولية متشددة، مقاليد القرار والأمر والنهي في الدول العربية، الرئيسة أو الفرعية...من قال مثلاً أن سيناريو الفوضى الخلاقة، الذي يحمل في طياته فرصاً وتحديات، قد يكون أو لا يكون، ملائماً لنا كذلك....من قال أن بقاء النظام وتغيير «الدكتاتور» هو حلم شعوب الأمة وشبابها الثوري الناهض.

واحدٌ من أخطر السيناريوهات على الإطلاق، هو أن ينتهي عدد الدول الأعضاء في الجامعة العربية أو تلك التي تدور في فلكلها، إلى ثلاثين دولة، تتشكل على أسس قومية أو طائفية أو مذهبية...إذ قبل أن يندلع «ربيع العرب» كانت الدولة 193 قد أطلت برأسها من جنوب السودان، معلنة العزم على افتتاح سفارة إسرائيلية صبيحة اليوم التالي...وهو الأمر الذي «وعد» به، المعارض السوري فريد الغادري – وآخرون مثله - الذي يتطلع ليوم يرفرف فيه علم إسرائيل في قلب سماء دمشق.

والغريب أن مثل هذه الدعوات، تنطلق على ألسنة قوى معارضة عربية ناشئة، في الوقت الذي تهب فيه معارضات عربية أخرى (مصر والأردن) لانتزاع علم إسرائيل من قبل العواصم العربية، التي لم تعتد تحتمل على ما يبدو وجود سفارة وسفراء، وباتت مكاناً طارداً للبعثات الدبلوماسية الإسرائيلية.

أياً يكن من أمر، فإن مستقبل هذه المنطقة لا ترسمه «السيناريوهات المعدّة سلفاً»...ذلك أن أكثر الخبراء دراية في علم «السيناريوهات، لم يصل به الخيال حد التنبؤ باندلاع «ربيع العرب»...وحراك هذه المنطقة، لا تنتظمة قواعد «جَبْرية»، فأقدار هذه المنطقة، تصنعها شعوبها وقواها الحية....بدلالة ما حصل في عدد من الدول العربية.

ما يهمنا في كل ما يرد من قراءات إسرائيلية وغربية، التنبه إلى الألغام التي تعترض طريق المستقبل، والتي يبدو أن معظم العواصم العربية، «مفخخة» بها....واحتمالات سقوط عدد من الدول العربية في مستنقع التقسيم، احتمالات واردة، لا يمكن لصانع السياسة ومتخذ القرار أن يتجاهلها...وثمة دول بعينها، أكثر جاهزية لاستقبال «سيناريو التقسيم» والحرب الأهلية....نقول ذلك بلا تجاهل ولا تطيّر.

والحقيقة أننا ما كنا بحاجة للإسرائيليين لكي يلفتوا انتباهنا إلى مثل هذه المخاطر والتداعيات الخطرة...فالتحذير من خيار «العرقنة» درج على ألسنة كثير من الناشطين والمفكرين العرب، خصوصاً في التجربة السورية...والدعوة لتجنب «السيناريو الليبي» غطت على كتابات معظم المنخرطين في فعاليات «ربيع العرب»...لكن مع ذلك، لا يجوز التقليل من شأن رياح الشرذمة والتقسيم التي تهب على هذه المنطقة بقوة، وبالذات في مشرق العرب وجزيرتهم ويمنهم غير السعيد.

وربما لهذا السبب بالذات، تبدو الثورة السورية، مثيرة للانقسام في الأوساط السياسية والفكرية العربية، مثلما هي موضع ترقب حذر، من قبل الأسرة الدولية، فسؤال «ماذا بعد الأسد ونظامه؟»، هو سؤال المليون دولار في الحالة السورية، والأجوبة عليه، ما زالت رجماً بالغيب.(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات