تكامل ام إزاحة جيلية!

تم نشره الثلاثاء 06 حزيران / يونيو 2023 11:55 مساءً
تكامل ام إزاحة جيلية!
يوسف السعدي - العراق

انتشر على نطاق واسع، وخاصة خلال تظاهرات 2019مصطلح الازاحة الجيلية، ويقصد به كما يظهر إحلال فئة بدلاً عن أخرى، لتأخذ على عاتقها تحقيق ما عجزت عنه، تلك التي حكمت ولمختلف الاسباب، والتي حالت دون إكمال مشروعها السياسي..
إعطاء الفرصة لجيل مختلف عنهم، في الرؤى والأفكار وفي كل شيء، لإنجاز ما عجزت عنه المجموعة الحاكمة، متسلحين بعزيمة الشباب وقدرتهم على تحقيق الهدف المنشود، وتغيير واقع البلد وتقديم الخدمات، وفقاً للإمكانات التي تؤهل بلدا مثل العراق، لجعله على الاقل قادراً على تلبية متطلبات العيش الكريم، وتوفير الخدمات الضرورية لشعبه...
واقعا هو مفهوم خاطئا وليس  له معنى، لان لكل جيل مهمة يؤديها مكملة لمهمة الجيل السابق، أي ان هناك اجيال تكمل بعضها الاخر ولا يزيح بعضها بعض، لذلك لا يمكن ازاحة احد وانما تكمل مشواره ومسيرته، وتتم هذ العملية من خلال الانتقال السلس من جيل لأخر، من الكبار بخبرتهم للاستفادة من نصائح وتجارب وتاريخ، ينفع ويخدم المشهد السياسي،  والشباب بحركيتهم ونشاطهم وحماسهم، يمثلون محركا مهما للمشهد السياسي، والدماء الجديدة تضيف الكثير له، وان المزيج بين هذين الامرين، يسرع في عملية الوصول للأهداف، لأنه يساعد على تقليل الأخطاء أثناء العمل.
تبعا لذلك ينبغي  على اي جيل إعداد من يخلفه، ودون ذلك فهو إجرام وخيانة بحق الأجيال والغايات ومسيرة التكامل، فعندما تتوقف عملية التكامل الجيلي المتوازن، تحول دون الوصول للتكامل الانساني، ومن  خلال  تكامل بين الأجيال وتسليم المهام لجيل جديد التكامل الجيلي ضرورة لابد منها، فهي تؤسس لمرحلة جديدة، وذلك عبر مبدأ التسلم والتسليم لإدارة وحكم البلد، فالخبرة والتعامل مع الأزمات عند الجيل السابق، والإندفاع والرغبة في التطور، والمبادرة بالعمل عند الجيل الجديد، هي من سمات المرحلة القادمة، التي تجمع بين الاثنين وبالتالي سوف يتحقق ذلك التكامل، عبر إكتساب الجيل الجديد للخبرة الضرورية، ليكون قائداً للبلد عبر مجموعة الشباب، وليس عن طريق الدعوة لإزاحتهم كلياً.
ما بين الإزاحة والتكامل تبقى المساحة واسعة ،ففي ظل طبيعة التكامل البشري عبر الزمن، وصولا للسعادة والكمال، هناك تواصل تكاملي للنقل الطوعي للقيم من جيل لآخر.. سواءً كان معنويا ضمن الوعي والثقافة والعقيدة والنضج الفكري، او كان مادياً في توفير سبل العيش والسلامة، والراحة والصحة والنمو المستدام.

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات