بدء أعمال المؤتمر العلمي الزراعي الثالث في إربد
-المدينة نيوز :- رعت الأميرة بسمة بنت علي، اليوم الاثنين، أعمال المؤتمر العلمي الزراعي الثالث الذي ينظمه فرع نقابة المهندسين الزراعيين بإربد بعنوان "حالة الأمن الغذائي في الأردن فرص وتحديات".
وقال أمين عام وزارة الزراعة المهندس محمد الحياري، مندوبا عن وزير الزارعة، إن موضوع المؤتمر يأتي في وقت يواجه فيه الأردن وبقية دول العالم تحديات غير مسبوقة أثرت على الأمن الغذائي العالمي سيما المتعلقة بالتغيرات المناخية والازدياد السكاني والنزاعات والحروب الدولية، وما رافقها من ارتفاع الطلب على الغذاء مقابل ارتفاع كلف الإنتاج والطاقة والنقل وشح المياه.
وأضاف أن الأردن كان سباقا بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني في تسليط الضوء على هذه التحديات ومنح أولوية لموضوع الأمن الغذائي على مختلف المستويات لارتباطه بآثار وأبعاد إنسانية واجتماعية واقتصادية وبيئية، تشكل بمجموعها أركانا وعناصر الأمن الوطني وهو ما تجسد عبر استراتيجيات وخطط تهدف إلى جعل الأردن مركزا للأمن الغذائي والتركيز على الصناعات الزراعية وزيادة إنتاج المحاصيل الاستراتيجية.
وأشار إلى أنه انبثق عن هذه الرؤية إطلاق الخطة الوطنية للزراعة المستدامة (2022-2025)، لتشكل خارطة طريق لبرامج ومشاريع وتدخلات يلمس أثرها المواطن، لافتا إلى أنه جرى إعادة النظر بالسياسات الزراعية المتعلقة بالأمن الغذائي، وإيجاد مظلة وطنية تعنى بهذا الملف، لضمان ديمومته واستمراريته في إطار رؤية التحديث الاقتصادي.
ولفت إلى أن الجهود التشاركية خلال العامين الماضيين، أثمرت في اعتماد أول استراتيجية وطنية للأمن الغذائي، وبناء مسار الأردن الوطني نحو التحول إلى نظم غذائية أكثر شمولا واستدامة، وإعداد مسودة نظام المجلس الأعلى للأمن الغذائي، وخطة لمراجعة مؤشرات الأمن الغذائي، وإطلاق مبادرة "لا لهدر الغذاء"، مرجحا أن يتم إطلاق أول تقرير وطني لحالة الأمن الغذائي والتغذية نهاية العام الحالي.
وبين الحياري أن الأردن حقق تحسنا ملحوظا على سلم المؤشر العالمي للأمن الغذائي، وقفز من المركز 62 إلى 47 العام الماضي، بالرغم من تناقص مياه الري والتضخم السكاني، موضحا أن الأردن حقق نسبة اكتفاء ذاتي من الغذاء وصلت إلى 61.4 بالمئة.
من جهته، أكد نقيب المهندسين الزراعيين علي أبو نقطة، ضرورة التوجه إلى الابتكار والريادة بإنتاج مشاريع زراعية أقل تكلفة واكثر إنتاجا ومقاومة للتغيرات، إلى جانب تطوير الخطط الاستراتيجية المتعلقة بالأمن الغذائي وتنفيذها في اطر برامجية في الوقت الذي يجب فيه تشجيع المبادرات المتخصصة بأبحاث الأمن الغذائي، وتشجيع عملية التحديث والابتكار واستخدام التقنيات الحديثة في توفير المنتجات الغذائية النوعية.
وأشار أبو نقطة إلى أهمية التدريب والتمكين وبناء قدرات ومهارات زراعية لتعزيز المخزون الاستراتيجي من الحبوب والقمح والشعير وزيادة المساحات المزروعة، بما يرفع كفائتنا في السيادة على غذائنا، مؤكدا أن النقابة تعمل على ترجمة الخطة الوطنية للزراعة المستدامة 2021-2025.
ودعا إلى تخصيص جزء من قطعة أرض مساحتها 11587 دونما من أراضي قرية جبل البتراء الشرقي في محافظة معان، لاستصلاحها وإقامة مشاريع زراعية حديثة، وحفر آبار مياه لزيادة الإنتاج الزراعي المحلي والمساهمة في الأمن الغذائي والحد من البطالة.
وقال رئيس اللجنة المنظمة العليا، رئيس فرع نقابة المهندسين الزراعيين في اربد المهندس بشار النوافلة، إن المؤتمر يهدف لتعزيز مستوى الوعي بأهمية سلامة وجودة الغذاء وصولا لتحقيق معايير الصحة والسلامة لدى المستهلك.
وأشار إلى أن المؤتمر يهدف كذلك من خلال الجلسات العلمية والأوراق البحثية إلى الاطلاع على المستجدات والتجارب العملية وتبادل المعرفة في مجال الأمن الغذائي وسلامة الغذاء.
بدوره، لفت رئيس اللجنة العلمية والتحضيرية للمؤتمر الدكتور فيصل عواوده إلى أهمية موضوع التغذية والأمن الغذائي نظرا للزيادة المضطردة بأعداد المصابين بالأمراض الناتجة عن سوء التغذية، إضافة إلى تشجيع شركات الأغذية على زيادة إنتاجها من المواد الغذائية والمكملات الغذائية.
وقال ممثل منظمة الزراعة والأغذية في الأمم المتحدة "الفاو" المهندس نبيل عساف، إن التحديات التي يواجهها النظام الغذائي العالمي أصبحت تتطلب إيجاد أنظمة غذائية زراعية اكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة، ومعالجة التأثيرات لمرحلة ما بعد التعافي من كورونا والأزمات التي تواجه استدامة توافر الأغذية مع النمو السكاني المتزايد مقابل محدودية الموارد الطبيعية والتغييرات المناخية.
ودعا عساف إلى اتخاذ إجراءات وتدابير للحد من الفاقد الغذائي وتقليل كلف الإنتاج وتعزيز التجارة الدولية وربطها بالتكنولوجيا، محذرا من انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 20 بالمئة مع حلول عام 2050 ما يستدعي التركيز على الزراعات البعلية ودعم المزارعين.
ولفت إلى أن قطاع الأغذية الزراعية في الأردن يدعم سبل العيش لحوالي ربع السكان وهناك حاجة ملحة لدعم استدامة الأمن الغذائي، مشيدا بالخطط والبرامج الاستراتيجية التي ينتهجها الأردن في هذا المجال.
ويناقش المؤتمر الذي يقام بالتعاون مع "الفاو" وجامعات العلوم والتكنولوجيا وجرش والبلقاء التطبيقية ومركز البحوث الزراعية والمؤسسة العامة للغذاء والدواء والقطاع الخاص، موضوعات تتعلق بدور منظمة الفاو في الأمن الغذائي بالأردن، وأهمية وسلامة وجودة الغذاء في الصناعات الغذائية واثره بتحقيق الأمن الغذائي، وعلاقة الأمن الغذائي بأمراض سوء التغذية.
وافتتحت الأميرة بسمة بنت علي على هامش أعمال المؤتمر معرضا للمنتوجات الغذائية والزراعية للأسر الريفية والجمعيات والشركات والمصانع.
--(بترا)