إرث فيصل.. "القدس أولا"

تم نشره السبت 24 أيلول / سبتمبر 2011 01:39 صباحاً
إرث فيصل.. "القدس أولا"
ياسر أبو هلالة

لم يُظلم حاكم في التاريخ كما الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز. فصراعه مع الزعيم جمال عبدالناصر، حوله إلى مجرد حاكم عربي يعبر عن المصالح الأميركية، مع أن سيرة الرجل تكشف عن معدن نادر من الرجال. فبقدر ما حدّث في الدولة السعودية داخليا؛ ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا، قاد سياسة خارجية مستقلة، دفع حياته ثمنا لها.
اختلف مع عبدالناصر على المشروع؛ فيصل كان يريد "نهضة إسلامية" وعبدالناصر كان يريد نهوضا قوميا. لكن كلاهما لم يكن له مشروع شخصي و"بزنس"! في العام الماضي، وفي زيارة لمعرض فلسطين في "الفيصلية" بالرياض على هامش توزيع جائزة الملك فيصل العالمية، هزني طابع كان يوزع في عهد الملك فيصل كتب عليه "القدس أولا"!
إن الصراع مع الصهيونية لا يتعارض مع  الصراع مع الطغيان والجهل والفقر؛ على العكس فالصراع مع العدوان الخارجي لا يقل أهمية عن الصراع مع أعداء الداخل. يصعب ملاحظة إرث فيصل في السياسة الخارجية السعودية. ربما يرجع ذلك إلى سياسة الانكفاء في السنوات الأخيرة والانشغال بحملات العلاقات العامة مع الغرب بعد أحداث 11 سبتمبر. اللافت هو بروز هذا الإرث في غضون التحرك الفلسطيني لإعلان الدولة في الأمم المتحدة، وللمرة الأولى يرفع العلم السعودي في غزة والضفة. مقالة الأمير تركي الفيصل، المدير السابق للاستخبارات السعودية، في نيويورك تايمز، الثلاثاء الماضي، تعبر عن ذلك الإرث. واللافت نشرها في صحيفة معروفة بمواقفها المؤيدة للصهيونية. يحذر الفيصل الولايات المتحدة من أنها بوقوفها "ضد الدولة الفلسطينية.. ستخسر القليل مما تبقى لها من الصدقية في العالم والعربي والإسلامي"، وهو ما يجعل "العلاقات الخاصة بينها وبين السعودية" مهددة، إذ سينظر لها  باعتبارها "علاقات ملوثة بالنسبة لأكثر العرب والمسلمين". ويرى أن وقوف الولايات المتحدة ضد إعلان الدولة سيتسبب في "تحطيم كبير" للعلاقات السعودية-الأميركية، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من سوء العلاقات مع العرب والمسلمين. وبنظرة، فإن هذه السياسة تقوي إيران فقط.
بنظر الفيصل فإن السعودية في جعبتها الكثير، وتستطيع أن تعزل سياستها عن الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان واليمن.. ويخلص إلى أن بلاده "لا تستطيع التعاون" مع أميركا إن أخذت موقفا ضد الدولة الفلسطينية. الولايات المتحدة أخذت موقفا، على رأي كاتب إسرائيلي، وكأن خطاب أوباما أرسل بالفاكس من مكتب نتنياهو.
فهل نرى إرث فيصل في الأيام المقبلة؟ ما لم يقله تركي الفيصل، أن المنطقة العربية تغيرت، والربيع العربي جعل كلمة الشعوب هي العليا، ولن يستطيع الحكام أن يصموا آذانهم عن مطالب شعوبهم المتضامنة مع الفلسطينيين. وعلى الولايات المتحدة أن تتعامل مع هذه الحقائق المستجدة. لقد مضى زمان التفاهم مع الحكام في الغرف المغلقة. المأمول أن تكون المقالة تعبيرا عن انطلاقة جديدة، لا مجرد ضغط على الأميركيين.(الغد)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات