كيف نحمي (الوحدة الوطنية)?

كتبنا اكثر من مرة, انه باستثناء مصر, فالدول العربية كيانات لمجاميع وسكان اكثر منها مجتمعات مدنية وطبقات ناجزة وانه ما ان تسقط دولة تحت الاحتلال او الفوضى لا تنهض دولة ديمقراطية على انقاضها, بل تعود هذه المجاميع الى سيرتها ما قبل الرأسمالية, عشائر وطوائف وعائلات.. ومن ذلك الاردن حيث لا مناص من استخدام مصطلحات مشوشة تؤشر على نقيضها في الواقع, مثل الوحدة الوطنية..لذلك تعالوا نحمي هذه »الوحدة« من خلال توسيع او تعظيم ما امكن من القواسم المشتركة التالية, باعتبارها صمام امان موضوعي امام الخطر الصهيوني المدعوم امريكيا:
1- قاسم التأكيد على حق العودة وذلك بترجمته الى خطوات وسياسات ومبادرات وهيئات فاعلة. وهو ما يستدعي ايضا اعادة الاعتبار لخطاب المقاومة وبطلان معاهدة وادي عرابة التي تنص المادة الثامنة فيها, جهارا نهارا على توطين اللاجئين في الاردن.
2- قاسم التأكيد على جدل العلاقة بين الهوية العربية وبين الخصوصية الاردنية والخصوصية الفلسطينية داخل هذه الهوية لا في موازاتها او بديلا عنها.
3- قاسم الطبقات الشعبية والفقراء الاردنيين والفلسطينيين ضد المافيات المالية من الطرفين وضد (النخب) المستوزرة او التي تبحث عن حصص داخل النظام باسم التحريض الاقليمي او المواطنة سواء بسواء..
4- قاسم نقل الاحتقانات الداخلية الى اجندة خارجية بالانحياز الى ثقافة ومعسكر المقاومة والوقوف في وجه المشاريع الامريكية والصهيونية وعلى رأسها الفوضى الهدامة والشرق اوسطية الاسرائيلية..
5- وفيما يخص الاردنيين والفلسطينيين فان هذه المشاريع لم تعد حبرا على ورق. فمشروع البنيلوكس الثلاثي (مركز اسرائيلي ومحيط اردني - فلسطيني) مشروع ينفذ كل يوم ويستهدف تمرير الترانسفير الناعم وتحويل الاردن وبقايا الضفة الغربية الى مجال حيوي للعدو.
6- قاسم الحفاظ على الدولة (صمام الامن والامان امام كل فوضى صهيونية - امريكية) ويستدعي الحفاظ عليها مواجهة البنك الدولي وسياسات التخاصية والتفريط في الاراضي العامة والثروات الاستخراجية كما يستدعي صياغة استراتيجية جديدة ضد كل اشكال التبعية, من المافيات المالية الى احتكار القرارات والوصاية والتغول على الارادة العامة.
7- بهذا المعنى ووفق الثوابت والقواسم المشتركة المذكورة, تدار معركة اصلاح ديمقراطي شامل تغربلها وتفرزها وتميزها عن الطبقات الامريكية للاصلاح وادواته المشبوهة.(العرب اليوم)