الخيانة الزوجية.. زلزال

المدينة نيوز - تتحدث بعض المعطيات عن إحصائية أن %64 من الرجال المتزوجين و%42 من النساء المتزوجات يعيشون خلال حياتهم قصصا غرامية ولذلك فان مرور هذه العلاقات بهدوء وسرية وتلاشي تداعياتها على الحياة الزوجية من دون إشكالات يعتبر حظا كبيرا أما في حال الكشف عنها بشكل مقصود أو عفوي فان ذلك يقلع بعملية تجعل الحياة أمام الشريك الحياتي المغدور به تنهار.
الأطباء النفسيون ينبهون إلى أن تأثيرات الكشف عن الخيانة الزوجية تمثل زلزالا نفسيا بالنسبة للشخص الذي ارتكبت الخيانة بحقه أي للرجل أو المرأة على حد سواء مشيرين إلى أن تداعيات الكشف عن الخيانة تظهر على 3 مستويات:
الأول: تغيرات بدنية
تظهر من خلال خفقان القلب وفقدان الشهية، والشعور بالحاجة إلى التقيؤ والعجز الجنسي ونقص التوق الجنسي وحدوث اضطرابات في الدورة الشهرية للمرأة ووجع في الرأس وظهور إشكالات جلدية وتزايد سقوط الشعر وحدوث اضطرابات في النوم وتنامي الشهية للطعام أو على العكس من ذلك فقدان الشهية للطعام.
الثاني : تغيرات نفسية
تغيرات حادة في المزاج، المبالغة في التقوقع، الحد من العلاقة مع العالم الخارجي، التحسر على الذات، الشعور بالتوتر والضيق، تنامي المخاوف على الصحة، الانفعال بسرعة، الكآبة، استنفاد القوى.
الثالث: تغيرات في ردود الفعل
عدم المقدرة على اتخاذ القرار، ازدياد حالات الحوادث التي يتعرض لها، تراجع الأداء في العمل، الإكثار من التدخين وتعاطي الكحول، تنامي استخدام الأدوية للتهدئة وللنوم، تغيرات في وتيرة الحياة اليومية.
زلزال نفسي كبير
مع مرور الوقت يبدأ الشريك الحياتي الذي تعرض للخيانة بمعالجة المعلومة التي عرفها وهي تعرضه للخداع، أما الهدف من هذه المعالجة فهو الحاجة في اللاوعي لمعرفة سبب الخيانة الزوجية التي تعرض لها وإيجاد المذنب في هذه المسألة ولذلك يكثر من توجيه الأسئلة لنفسه مثل من يتحمل ذلك؟ ما هو قسطي من المسؤولية؟ لماذا حصل ذلك؟
الدكتورة ياناتشكوفا تنبه إلى أن الخيانة لا تعكر فقط العلاقة العاطفية المحددة وإنما تحمل معها حالة عدم الاستقرار إلى الأمان أو الضمان الاقتصادي لنظام العائلة ولهذا يقوم الرجل المخدوع أو المرأة المخدوعة بمحاولة تقييم الوضع الجديد القائم والبحث عن المذنب فعدم وجود الطمأنينة يضعف الثقة بالنفس ويؤدي إلى اتهام الذات.
ويؤدي الكشف عن الخيانة الزوجية إلى رد فعل عنيف وعدواني لدى الذين تعرضوا للخيانة وهذا الرد قد لا يقتصر على مرتكب الخيانة وإنما يطال أحيانا الأطفال وحتى جميع المقربين منه لان العدوانية هي نظام دفاعي للإنسان لأنه خلال الهجمات الكلامية تحدث عملية تحرر وانفراج للتوتر النفسي الداخلي.
وعلى العكس من رد الفعل العنيف يمكن أن يحدث رد سلبي متطرف وهو السلبية الكاملة التي يرافقها عدم توافر الرغبة بالقيام بأي نشاط وفي مثل هذه الأوضاع تظهر حالات الكآبة على الأشخاص الذي يتبنون هذا الموقف.
تغيرات في التفكير
مع مرور الوقت يبدأ الجسم بالدفاع عن نفسه أمام التوتر والشعور بالحزن والأسف والغضب ويستبدل به وضعا جديدا يسمى «مشاعر التقلص الوهمي» حيث يستخف فيه الشخص بالوضع القائم وفي هذه الحالة يقوم الشخص باتهام نفسه بان لاشيء عمليا يحصل وان الحياة مستمرة بشكلها الطبيعي المريح، ومع هذا التصور بالتقلص الوهمي يبدأ الشخص بالتحول إلى وضع أكثر نشاطا ويتواصل مع الأصدقاء والصديقات بشكل اكبر ويبحث عن المجتمع والجلسات والمناسبات والنشاطات الجديدة.
ويبدو الأمر ظاهريا كما لو أن هذا الإنسان قد نجح في تجاوز الإشكالات الحياتية التي حدثت له غير أن الأمر في الحقيقة في هذه المرحلة لا يتجاوز المظاهر وانه على الرغم من بحثه عن الكثير من النشاطات الأخرى فان لاشيء عمليا يحقق له السعادة الداخلية.
ومع تنامي نشاطاته في هذه المرحلة تظهر في الكثير من الأحيان تغيرات في تصرفاته حيث يزداد تدخينه وتعاطيه للكحول ويمارس الجنس من غير علاقة عاطفية ومع ذلك فان كل هذه الأمور لا تجعله قادرا على النسيان أو الشعور بالراحة والسعادة.
الزمن هو الدواء الأفضل
تؤكد الدكتورة ياناتشكوفا ان التفسير العقلاني وفهم أسباب الخيانة لا يساعد كثيرا في تجاوز ما حصل وأنه على الرغم من أن بعض الإحصائيات تقول ان ثلاثة أرباع حالات الزواج تواجه ظاهرة الخيانة الزوجية ورغم تنبيه أطباء الجنس إلى وجود توق مستمر لدى الرجال للتعرف بنساء أكثر فانه ليس بالامكان تخفيف المعاناة النفسية المتأتية من الخيانة بناء على أمر، كما أن الذرائع التي تقدم لا تستطيع أن تلجم الضرر الحسي والمشاعري الذي لحق بالشخص المخدوع.
وتضيف أن احد المظاهر الرئيسية لقيام الشخص الذي تعرض للخيانة الزوجية بتجاوز هذا الأمر هو عودته التدريجية إلى الحياة العادية والتأقلم مع الوضع الجديد، أما لدى النساء فان الأمر النمطي لديهن الذي يشير إلى حدوث تحسن لتجاوز خيانة شريكهن يكمن في ظهور الرغبة بالتغيير حيث يقمن مثلا بتغيير تسريحتهن وصورتهن وتغيير ملابسهن أو التزام الحمية الغذائية والتردد إلى مراكز التدريب الرياضي والعودة إلى ممارسة هواياتهن المنسية منذ فترة طويلة وأيضا إلى زيادة الأداء في العمل.
إن الفترة التي يحتاجها الإنسان لإنجاز التسوية الداخلية له مع الخيانة تختلف من شخص إلى أخر وترتبط بوجود العديد من العوامل مثل طول الفترة الزمنية للحياة الزوجية ومدى كثافة العلاقة التي كانت بين الزوجين وفيما إذا كان هناك أطفال في العائلة أم لا وما أعمارهم والوضع لاقتصادي السائد، وبشكل عام يمكن القول حسب الدكتورة النفسية ياناتشكوفا ان الوضع الأكثر صعوبة ومأساوية هو فترة الأشهر الثلاثة الأولى بعد ظهور الخيانة الزوجية ثم فترة العام التي تلي ذلك حيث تحدث خلاله محاولات ناجحة أو اقل نجاحا للتأقلم مع الوضع الجديد.
(انترنت)