ها قد عادوا يا صلاح الدين

لا العيون الزرق ولا الوجوه الباردة ولا ثقالة الدم هي ما يميز الغزاة الامبرياليين الاجانب عندما يهبطون على بلادنا مثل كائنات فضائية من دون ملامح ..
فالقواسم والملامح المشتركة لهم اوضح من ذلك وصارت مثل ودروس الحساب الاولى:
1- البداية مع مجلس حقوق الانسان ثم مع مجلس الامن الدولي ثم مع الفصل السابع.
2- ومن البلبلة حول الاشكال الملائمة لتوحيد المعارضة الهرمة والشابة, التقليدية والمفاجئة, الى نسخة كربون مكررة "المجلس الانتقالي" كما حدث في العراق ثم ليبيا ثم سورية ولا بد من وشم لهذه الطواطم يغذي الحنين الى القوة الاستعمارية الأم "بريطانيا في الحالة العراقية وايطاليا في الحالة الليبية وفرنسا في الحالة الفرنسية" ولا افضل "أسوأ عمليا" من البيارق: علم السنوسي في ليبيا وعلم الانتداب الفرنسي في سورية .. وهكذا ..
3- لا بد من غطاء لكل ذلك حتى تكون الخيانة مرفوعة الرأس على حد تعبير الصادق النيهوم. وهنا يأتي دور المثقفين وقدرتهم على التبرير والتضليل ... الحق ان ما قاله غليون في تركيا التي تحتل اجمل قطعة في سورية "الاسكندرون" يعود لمثقف عراقي "لا للتدخل العسكري وألف لا من دون مشاورتنا "مشاركتنا في الواقع" واحيانا لا بأس من تدنيس السماء دون الارض.
4- وفي طريق طائرات الناتو الديمقراطية المدججة بالبسكويت وقوارير الدموع والعاب الاطفال بخلاف الفرقة السورية الرابعة, تتدرج الطلعات الانسانية لهذه الطائرات الجميلة, من الحظر الجوي لحماية المدنيين الى الحظر الجوي لابادتهم بالخطأ عشرات المرات.
5- هذا عن السماء, أما على الارض, فالبداية مع رجال المخابرات الامريكية والاطلسية المدربين على إعداد فرق الاغتيال والتخريب والفتن المذهبية والجهوية .. ولا يدخلون خلسة او تسللا بل كسفراء او دبلوماسيين او رسل للنوايا الحسنة او السيئة على حد سواء ومن نماذجهم: نيغرو بونتي سفير امريكا في العراق ابو الجرائم الجماعية وفرق الموت والفتن الاهلية التي تدرب عليها في امريكا الجنوبية وتابعها في العراق .. ومثله تلميذه السفير الامريكي الحالي في سورية روبرت فورد, على ما جاء في مقال مهم للزميل نقولا ناصر في "العرب اليوم" ومثلهما سفير امريكا السابق في لبنان فيلتمان صديق جعجع والسنيورة والمستقبل, وآخرهم سفراء ومبعوثو جلاد العرب والفقراء الفرنسيين في ضواحي باريس الذي صار رئيسا لفرنسا على خلفية عائلة يهودية من عملاء المخابرات الامريكية شرق اوروبا اضافة لعارضة الازياء, فقد كان " نجمه المفضل" الجنرال غورو الذي اول ما فعله بعد مذبحة ميسلون ضد احرار سورية والعرب 1920 هو تدنيس قبر صلاح الدين بقدمه وهو يكرر (ها قد عدنا يا صلاح الدين).(العرب اليوم)