أسئلة الصدمة المعلقة

تم نشره الجمعة 14 تشرين الأوّل / أكتوبر 2011 12:52 صباحاً
أسئلة الصدمة المعلقة
فهمي هويدي

إذا استفقنا من حالة الحزن والصدمة المخيمة في مصر هذه الأيام وحاولنا أن نفهم ما جرى، فسوف نفاجأ بأن كل المعلومات الأساسية المتعلقة بالموضوع غائبة ولا يعرف الناس عنها شيئا. بل إن بعض المسؤولين أنفسهم لديهم صورة عما جرى مختلفة عما هو شائع بين الناس فيما خص بعض الوقائع.
أرجو ألا يجادل أحد في أن من حقنا أن نعرف ونفهم ما جرى، ليس إشباعا للفضول وإنما لأن وقائعه تتعلق بمستقبل كل واحد فينا، وبأمن واستقرار البلد الذي نعيش فيه، ومن ثم بمصير الحلم الذي ظننا أننا قبضنا عليه بالثورة، وصرنا بصدد نسج ملامحه وتنزيله على أرض الواقع، ولأن الأمر كذلك فإننا لن نستطيع أن نفهم وأن نحدد موقفا من عناصر المشهد المختلفة إلا إذا حصلنا على إجابة وافية لقائمة من الأسئلة في مقدمتها ما يلي:
ما هي حقيقة قصة كنيسة قرية الماريناب التي أطلق هدمها شرارة الغضب الأخير، وهل حصلت على ترخيص بالبناء أم لا، وهل صحيح ما قيل من أن ثمة تلاعبا وتدليسا في إصدار الترخيص. ذلك أنه إذا ثبت صحته وسلامة إجراءاته فإن المحافظ الذي اعترض على البناء يكون مخطئا قطعا، ويجب أن يحاسب على تعنته.
أما إذا تبين أن ثمة تلاعبا في الترخيص، فإن موقف الرجل يكون سليما، ويكون الآخرون هم الذين أخطؤوا. علما بأنني أعارض بشدة لجوء بعض أهل القرية إلى هدم مباني الكنيسة، حتى إذا كان البناء بغير ترخيص، لا هذه مسئولية السلطة وليست مسؤوليتهم.
كيف يمكن أن يعلن عن خروج مظاهرة احتجاجية للأقباط من منطقة ما في حي شبرا، يوم الأحد 9/10 الساعة الثالثة بعد الظهر، ويحدد الإعلان وجهة المظاهرة السلمية مشيرا إلى أنها تستهدف الوصول إلى مبنى التلفزيون (في ماسبيرو) لإشهار الاحتجاج والغضب، ثم لا تتخذ أي تدابير من قبل الشرطة لتأمين المسيرة التي قطعت نحو عشرة كليومترات مشيا على الأقدام لتبلغ مرادها؟
لماذا سارع التليفزيون المصري إلى الإعلان عن أن الأقباط هم الذين بادروا إلى إطلاق الرصاص على جنود القوات المسلحة، وإذا تبين أن المعلومة كانت خاطئة كما تدل على ذلك قرائن عدة، فلماذا لا يحاسب المسئول عن ذلك، خصوصا أن ذلك الإعلان أدى إلى استنفار بعض المسلمين للتصدي للأقباط «المعتدين».
< بعدما تبين أن المظاهرة كانت سلمية، فمن الذين أطلقوا الرصاصة على المتظاهرين والقوات المسلحة، هل تم ذلك بمبادرة شخصية أم بناء على أمر وتوجيه، وفي الحالة الأخيرة فإن تحديد الجهة التي أصدرت الأمر يصبح أمرا لا غنى عنه.
من هم «الغرباء» الذين اندسوا وسط المتظاهرين وأشار إليهم بيان المجمع المقدس، وألا توجد وسيلة للتعرف على مخزون البلطجة الذي لا ينفذ، بعدما تحول البلطجية إلى كائنات أشبه بالعفاريت التي تظهر وتضرب كل مكان، لكن أحدا لا يستطيع أن يمسك بها. وهل يعقل أن يظل هؤلاء يرتعون في البلد طول الوقت دون أن تتمكن أجهزة الأمن من إحباط جهودهم وتجفيف الينابيع التي تفرزهم.
ما هي الملابسات التي حركت المدرعات ودفعتها إلى دهس المتظاهرين هل تم ذلك بأمر من أحد الضباط الميدانيين، أم أن الجنود الذين كانوا يقودون تلك المدرعات قد انتابهم الفزع حينما وجدوا سيارات أخرى يتم إحراقها، وحينما حاولوا الهروب من ذلك المصير. فإنهم اصطدموا بالكتل البشرية المحاصرة وخاضوا فيها مما أوقع القتلى والجرحى. ونسب الأمر إلى الجيش في نهاية المطاف.
انني أحد الذين ينزهون المجلس العسكري عن أن يكون له يد فيما حدث أمام مبنى التليفزيون، ولا أشك في أن خطأ ما أو مجموعة أخطاء (لا نعرفها) هي التي أدت إلى وقوع الكارثة. لكن فظاعة الحدث أثارت عديدا من الشكوك والتساؤلات حول مثل هذه المسلمات، الأمر الذي وضع الجيش في موضع الاتهام، على الأقل فيما تتبعته من انطباعات وتعليقات تحفل بها مواقع التواصل الاجتماعي. لذلك رجوت المشير طنطاوي أمس أن يوضح الأمر للرأي العام، وان يعتذر للمصريين عما جرى، رغم اننا نعلم أنه ليس هناك خطأ يمكن أن يحسب عليه أو على المجلس العسكري، لكنهم يظلون مسئولين عن مصر هذه الأيام. على الأقل حتى يتم نقل السلطة إلى المدنيين. وإلى أن يحدث ذلك فإن ما جرى في مصر يظل معلقا في رقابهم. بما في ذلك دماء الشهداء الذين سقطوا يوم الأحد الحزين.(السبيل)


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات