عيد وحب ..
المدينة نيوز- سرى الضمور- روايات متعددة ومختلفة عن مناسبة الفالنتاين المسمى بـ\"يوم الحب\"، اذ غدا هذا التاريخ الاكثر تميزا وذكرا بين الأحبة فهو يرمز للولاء والاخلاص بين المحبوبين ، فتنوعت وسائل التعبير عنه ، فمنهم من يبتاع الازهار الحمراء ومنهم من ينشد الاشعار ويرسلها لمحبوبة ومنهم من يرتدي الملابس الحمراء احتفاءا بهذه المناسبة.
في الوقت ذاته نلحظ استهجانا من مجتمعنا على هذه العادة التي يرى كثير منهم مضيعة للوقت والمال في حين يتشجع عليها شبابنا وبلهفة على ممارسة طقوسها.
وعن حادثة \"الفالتاين\" يحكى ان \"أن القديس فالنتاين كان يعيش في أواخر القرن الثالث الميلادي تحت حكم الإمبراطور الروماني كلاوديس الثاني.
وفي 14 شباط من عام 270 م قام هذا الإمبراطور بإعدام هذا القديس فالنتاين الذي عارض بعض أوامر الإمبراطور الروماني.. و لكن ما هو هذا الأمر الذي عارضه القديس ليتوصل بالإمبراطور يدعوا باعتقاله واعدامه؟.
تقول الرواية أن الإمبراطور لاحظ أن العُزّاب أشد صبراً في الحرب من المتزوجين الذين يرفضون الذهاب لجبهة المعركة ابتداء فأصدر أمرا بمنع عقد أي قران، غير أن القديس فالنتاين عارض هذا الأمر واستمر يعقد الزيجات في كنيسته سراً حتى اكتشف أمره وأمر به فسجن.
وفي السجن تعرف على ابنة أحد حراس السجن وكانت مصابة بمرض فطلب منه والدها أن يشفيها فشُفيت - حسب الرواية- ووقع في غرامها، وقبل أن يُعدم أرسل لها بطاقة مكتوباً عليها (من المخلص فالنتاين). فارتبط هذا اليوم بالحب والرومانسية منذ العصور الوسطى وفكرة الحب.
حول هذا الموضوع التقت \"المدينة نيوز\" عددا من الشباب لاستطلاع آرائهم حول \"يوم الفالنتاين\"..
اذ ترغب أسماء سليم، عاملة في محل تجاري، بالاحتفال بهذه المناسبة مع من تحب وتفضل قضاء يومها معه ولا ترى في هذا مفسدة بل على العكس من ذلك تجده تعبيرا عن المشاعر والاحاسيس التي نشعر بها تجاه من نحب.
في حين تخالفها الرأي منار علي، وترى أن الاحتفال به ماهو الا مضيعة للوقت وهدرا للمال وبعدا عن الدين لكونه فكرة مستوحاه من الغرب الا انها انتشرت في السنوات الاخيرة بين كثير من شباب ذكوراً وإناثا.
وعبرت وسام رائد (25 عاما)، الموظفة في مؤسسة خاصة، عن الحب بأجمل كلمة، وأعذب لفظة، فكم تحتاج النفس إليه، و كم تتعطش القلوب له، بل هو نبض القلب وسعادة الروح، هو أروع وأنبل إحساس، ومن الجميل ان يحتقل به، ولا بأس من ان يتبادل الشباب والفتيات الهدايا تعبيرا عن مشاعرهم.
وترى سجى وليد، طالبة الأدب الإنجليزي في الجامعة الأردنية، ان الحب لا يتحدد بيوم و تاريخ معين انما الحب هو لكل وقت ومع كل من نحب وبامكاننا التعبير عنه متى نشاء، وان تخصيص يوم كهذا هو نوع من العبث والاستهتار بالوقت لا أكثر.
في حين اعتبر رامي عبدالله، الطالب في كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأردنية، الاحتفال والاعتراف بهذا الدين هو تقليد اعمى للغرب ولطقوسهم ويجب التنبه الى المضرات التي قد تصيبنا.
من جهته قال أستاذ الشريعة الدكتورعبدالله فاضل ان الحب \"فطرة في النفوس ومن دين الإسلام، وهدي الإسلام فيه معروف، أما ما يسمى عيد الحب فليس من مبادىء شريعتنا من شي، بل هو خارج عن مبادئنا، ومقاصده فاسدة\"..
ويضيف: \"واحتفال بعض شبابنا بعيد الحب، أو ما يسمى بيوم \"فالنتاين\" سببه الجهل بدينهم، واتباع سنن الأمم السابقة\".
ويتابع: \"نلحظ من الشباب في هذا اليوم يتبادلون الورود ورسائل الحب وبطاقات المعايدة، وغير ذلك مما يعد مظهراً من مظاهر الاحتفال بهذا اليوم في الوقت لم يقر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعياد الامم الغابرة وأعياد الجاهلية لكوتها توقع في اللغو واللهو المحرم\".
وبين فاضل أن هذا العيد ليس من أعياد المسلمين، وأنه \"لا يجوز أن يحتفل به، أو تكون له مظاهر تدل عليه في عالمنا الاسلامي، ولايجوز بيع مايكون وسيلة لإظهاره، فإن فعل ذلك فهو تعاون على الإثم، والرضا بالباطل وإقراره حرام، لذا الواجب على شبابنا أن يمتازوا بدينهم، وأن يعتزوا بشعائره\".