سلطة العقبة تستقطب 15 مليار دولار العام الماضي

المدينة نيوز- استطاعت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة العام الماضي جذب استثمارات جديدة والتوقيع على اتفاقيات استثمارية بقيمة قاربت 15 مليار دولار أميركي على الرغم من الأزمة المالية العالمية التي تلقي بظلالها على المشروعات التنموية في العالم .
وقال رئيس السلطة المهندس حسني أبو غيدا في لقاء خاص مع وكالة الانباء الاردنية (بترا)ان أكثر القطاعات تأثرا بالأزمة العالمية هي القطاعات المصرفية والتي تشكل محركا لعمليات الاستثمار وتسهم في تمويل مختلف المشروعات المقامة في المنطقة الخاصة .
وشدد على ان تجاهل الأزمة العالمية غير مقنع كما ان تضخيمها والتذرع بحدوثها أيضا غير مجد، مشيرا الى تشكيل لجنة من الجهات المعنية بالاستثمار في العقبة لدراسة أوضاع جميع الاستثمارات وتذليل أي صعوبات قد تواجهها وتشخيص الواقع على حقيقته .
وحول ما يريده المجتمع المحلي في العقبة وما يتطلبه تطويره لينسجم مع الحراك التنموي المتزايد في المنطقة أكد أبو غيدا ان تطوير المجتمع هو التحدي الأكبر الذي تواجهه السلطة لذلك عملت وفق خطتها الإستراتيجية على معالجة هذا البعد من خلال تبني خطط مرحلية تستهدف رفع سوية أبناء المجتمع المحلي بالتدريب والتطوير والتأهيل العالي لإشغال فرص العمل التي تنشأ بشكل متزايد في المنطقة الخاصة، مشيرا الى رصد مبلغ مليون دينار سنويا لتنفيذ برامج تدريبية تطال ألف شاب وشابة من أبناء العقبة المتعلمين لتأهيلهم لإشغال فرص عمل متقدمة ونوعية في منشآت استثمارية تتطلب مهارات عملية وعلمية عالية .
وأشار الى إنشاء صندوق لدعم التعليم الجامعي وفر العام الماضي 31 بعثة دراسية لأبناء المحافظة كما وفر 120 بعثة جامعية أخرى هذا العام إضافة لدعم أكثر من 150 طالبا وطالبة في كليات المجتمع .
وحول الواقع السياحي في العقبة نوه أبو غيدا الى ان مشروعات السياحة في المنطقة الخاصة تجاوزت نسبة 60 بالمئة من إجمالي عدد المشروعات الاستثمارية وهذا يستدعي خطة سياحية طموحة من ضمنها العمل على توفير مناطق شاطئية مخدومة بشكل لائق لفنادق العقبة غير الشاطئية وهو ما بدء بتنفيذه حاليا ومن المتوقع الانتهاء منه في العام القادم إضافة الى إيجاد حوافز للمكاتب السياحية التي تسوق المنطقة عالميا وتجلب السياح وفق اتفاقيات مع بلدان العالم المختلفة وإعداد برامج سياحية منافسة من شأنها زيادة قدرة المنطقة على جذب السياحات المختلفة وغير التقليدية كسياحة التسلق والمغامرات والرياضات المائية والصحراوية التي تزخر بها المنطقة .
وأكد رئيس سلطة المنطقة الخاصة ان المنطقة استقطبت منذ إنشائها ما يزيد على 20 مليار دولار وهو ما يفوق بثلاثة أضعاف الرقم المستهدف تحقيقه في خطة السلطة الإستراتيجية التي تنتهي عام 2020 ،مبينا ان المشروعات التي سيتم التركيز عليها حاليا هي مشروعات ذات صبغة صناعية ولوجستية ذات قيمة اقتصادية مضافة عالية من شأنها رفد الاقتصاد الوطني والخزينة وتوفير فرص عمل محلية كبيرة .
وحول الشراكة مع القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار العربي في المنطقة أكد أبو غيدا ان القطاع الخاص شريك مهم في عملية التطوير وان السعي دؤوب ومستمر لتعزيز هذه الشراكة مشيرا الى وجود العديد من الاستثمارات المهمة الممولة برأسمال عربي من عدة دول عربية شقيقة .
وبين ان مشروع إنشاء ميناء العقبة الجديد في مراحله النهائية وسيتم اختيار العرض الأفضل ماليا وفنيا حسب الشروط المرجعية والمعلنة للائتلافات نهاية شهر أيار المقبل وسيتم توقيع اتفاقية التطوير والتشغيل نهاية حزيران المقبل وان السلطة تعتبر مستوى الاهتمام من قبل ائتلافات دولية ضمت جميع الاختصاصات للتنافس على هذا المشروع الاستراتيجي مريحا ومبشرا خاصة في ظل ما يشهده العالم حاليا من أوضاع اقتصادية صعبة استطاع هذا العطاء تجاوزها.
وعزا أبو غيدا ضعف النشاطات الصناعية في العقبة إلى طبيعة المنطقة السياحية إلا ان مدينة العقبة الصناعية الدولية التي أنشئت بكلفة 23مليون دولار ستسهم بشكل كبير في دفع عجلة التنمية الصناعية الخفيفة في المنطقة .
واشار الى قيام عدة صناعات خفيفة فيها فيما ستوفر المرحلة الثانية من تطويرها فرصة لإدخال صناعات الأجهزة الكهربائية والالكترونيات والخدمات اللوجستية والتخزين، اضافة الى توفر صناعات على الشاطئ الجنوبي للعقبة يبلغ حجم الاستثمار فيها ما يقارب مليار دولار وتختص في صناعة الأسمدة ومنتجاتها .
وأبدى رئيس سلطة المنطقة الخاصة تفاؤله بمستقبل العقبة ومسيرتها مؤكدا أن السنوات القادمة ستحمل المزيد من التعزيزات لرؤية العقبة كما أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني درة من درر البحر الأحمر وجامعة للعمل العربي الاقتصادي المتميز وقبلة للزوار تجمع ما بين العمل والترفيه والسياحة والاقتصاد تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزز من مسيرة التقدم والبناء التي يشهدها الوطن .