قبل أن يغادرنا البخيت
لم يسألني أحد عن رأيي, ولكن لو حصل وسألني أحد عن رأيي لفضلت أن يبقى البخيت إلى أن تتم الإجابة بوضوح على سؤال: مَنْ أو ما الذي سيستقيل باستقالة البخيت? ذلك أنه يوجد لدينا طرفان أو جهتان: البخيت الشخص وفريقه الوزاري من جهة, والبخيت البرنامج من جهة أخرى.
جاء البخيت إلى الوزارة محمولاً على حركة شعبية, اعني بذلك جوهر الحركة الشعبية التي طرحت بالأساس مطالب تتصل بالعدالة الاجتماعية وترفض مجمل النهج الاقتصادي والاجتماعي السائد منذ عشر سنوات بما فيها السنتان اللتان كان فيهما البخيت رئيساً للوزراء في المرة الأولى.
لندع جانباً الهتاف بسقوط حكومة البخيت الذي ظل يتردد في مظاهرات المعارضة وفي صالونات السياسيين منذ لحظة استلام البخيت لمنصبه, فهذا الهتاف يخص المعارضة بصفتها أحزاباً وهيئات, كما يخص الموالاة من صف الجيل الأخير (شباب الموالاة). إن سقوط البخيت لم يكن -في الفترة الأولى على الأقل- مطلباً شعبياً.
اليوم هناك أسئلة كبيرة تتعلق بمصير برنامج حكومة البخيت, ماذا مثلاً عن مشروع هيكلة القطاع العام, الذي يعد ثورة اجتماعية وإدارية كانت الحكومة أضعف من أن تقودها, ولو كان البخيت وفريقه حاملين بجدارة لهذا المشروع فقط, لوجدنا الشارع يتحرك اليوم للمطالبة ببقائهم.
من المؤسف أن حكومة البخيت كانت أضعف بكثير من برنامجها, وسيكون من المؤسف أكثر إذا كان ما سيطاح به ليس البخيت ووزرائه على المستوى الشخصي, بل أيضاً البرنامج الذي وعدونا به.
ما الذي فشل خلال الأشهر الماضية, الرئيس أم برنامجه? إن الإجابة الرسمية سيوضحها التشكيل خلال الساعات القادمة, أما الإجابة الشعبية فستحتاج لبعض الوقت.(العرب اليوم)
