هل نرد على انتخاباتهم بالعودة لشعار الدولة الواحدة؟
اعادتنا نتائج الانتخابات الاسرائيلية الى المربع الاول الذي انطلقنا منه وهو شعار دولة واحدة من البحر الى النهر لشعبين وليس دولتين لشعبين الفرق اليوم انهم هم الذين ينادون بهذا دون ان يقصدوا.
ان الاغلبية اليمينية التي يقودها نتانياهو وليبرمان يعلنون صراحة انهم ضد الانسحاب من اي جزء من الضفة الغربية وبصورة خاصة القدس الاقلية النسبية التي يمثلها كاديما بزعامة ليفني والعمل المهزوم هزيمة تاريخية بزعامة باراك، ليست افضل تفكيرا من الاغلبية، الا انهم يدعون الى حل الدولتين ويقبلون به من ناحية مظهرية على الاقل ومستعدون للتفاوض حوله مائة عام.
نتانياهو يدعو الى «الحل الاقتصادي»، اي تحسين اوضاعنا المعيشية وبقاء الاوضاع الجغرافية كما هي لتكون مرتعا للاستيطان والتهويد.
ليبرمان ينكر حتى حقوقنا ويصف النواب الفلسطينيين في الكنيست بالمخربين ويهدد بضربهم كما يضرب حماس وهذا القادم من اصقاع روسيا منذ سنوات قليلة يتحدث عن المواطنة والولاء، وهو اخر من يحق له ذلك لانه طارىء هنا دون جذور او امتداد تاريخي ، النائب آرييه ايلداد امسك افعى باحدى يديه خلال حملته الانتخابية وهو يقول لم اعد اخشى الافاعي بعد ان عاشرت العرب واعيش معهم.
وقد حاولوا منع القوائم العربية من الترشح لهذه الانتخابات، وأفتى احد كبار رجال الدين لديهم شلومو افنر بعدم قانونية وجود نواب عرب في كنيست الدولة اليهودية وبالمناسبة فانهم يطلقون اسم العرب وليس الفلسطينيين على الاهل والاخوة داخل الخط الاخضر، ويدعون ان اسم الفلسطينيين جاء متأخرا وربما ايام الرومان، ذلك لانهم يحاولون نفي التسمية فلسطين وفلسطينيين التي تحدثت عنها التوراة حيث جاء في سفر التكوين الاصحاح 22 الاية 34 ما يلي حرفيا: «وتغرب ابراهيم في ارض الفلسطينيين طويلا» او سنوات طويلة.
لقد كنا هنا منذ فجر التاريخ، وكما رد فلاح فلسطيني بسيط على احد المستوطنين قائلا: يا خواجا 00 لقد استضفنا آدام وحواء في بيوتنا حين طردهما الله من الجنة وحاولت غولدا مائير حين كانت رئيسة الوزراء و «الرجل» القوي في اسرائيل، انكار وجودنا وتساءلت اين هم الفلسطينيون .. واين هو الشعب الفلسطيني لكنها مضت واكتشف من جاء بعدها اين هو الشعب الفلسطيني.
مأزق ليبرمان وامثاله انهم لم يحتلوا ارضا بلا شعب كما ادعوا، ولكنهم احتلوا ارضا وشعبا يتكاثر تكاثرا غير اعتيادي ويتمسك بارضه ووجوده تمسكا قويا، كان يسمى شعب فلسطين وصار يسمى شعب فلسطين وسيظل كذلك، والدولة اليهودية التي ينادون بها لن تكون يهودية محضة ابدا، وسيطوي التاريخ هذه الظاهرة المتقوقعة داخل نفق من جنون القوة وهذه العقلية المتغطرسة التي تنفي الاخر وهو الاصل وتنكر وجوده وحقوقه، كما طوى غيرها.
لقد فاوضنا دون جدوى سنوات طويلة، ووصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم من ابواب مغلقة وتهويد مستمر وممارسات معروفة لا تتوقف. وربما يكون الوقت قد حان فعلاً مرة اخرى ، لتبني شعار الدولة الواحدة للشعبين ليس انسجاماً مع الواقع الذي نعيشه فقط، ولكن للرد على هذا التطرف المتصاعد في اسرائيل، ايضاً.
وسيواجه شعار كهذا، عقبات لا حدود لها ورفضنا مطلقا، لانهم يريدون دولة يهودية ويتمنون ان يناموا ليستيقظوا وقد اختفينا كلنا، الا ان احلامهم هذه صارت كوابيس ، نحن نتساءل ماذا علينا ان نفعل لنواجه هذه المعادلة الجديدة وهي ان الاغلبية في اسرائيل تدعو علنا الى عدم الانسحاب، والاقلية التي توافق، نظرياً، على حل الدولتين، لا تنوي تنفيذ هذا الحل او هي تريده للتخلص من شعبنا فقط لاقامة الدولة اليهودية التي يحلمون بها.
قد يكون من المناسب الدمج بين الحالتين، اي جعل شعار الدولة الواحدة يسير جنباً الى جنب مع شعار الدولتين: واذا كان كلا الحلين صعبا، فلماذا لا نجعل خياراتنا السياسية غير مغلقة؟ ولماذا لا تكون مواقفنا السياسية تماماً مثل مواقفهم بين رفض الانسحاب اي حل الدولة الواحدة، او قبولهم الكاذب بحل الدولتين؟ ان الشيء الوحيد المؤكد هو أننا يجب ألا نظل نركض وراء سراب الدولتين ونحن نراه يبتعد وتحاول أغلبيتهم تجاوزه مع التأكيد ان الحكومة الاسرائيلية القادمة ستمارس كل اشكال الاستيطان والتهويد وستكون معركتنا معها اصعب مما عرفناه بالطبع وسيكون للادارة الاميركية دور ومعركة اخرى مختلفة معها ويجب ان نكون مستعدين لذلك.
ملاحظتان
< العاملون في الوظيفة العمومية يضربون، وكذلك المعلمون والمعلمات وطلاب بعض الجامعات والسبب هو الرواتب المتأخرة أو المتدنية والاقساط المرتفعة والوضع المعيشي الصعب ، السؤال هو كيف نستطيع إعادة اعمار غزة أو المساهمة الفعالة في ذلك ونحن بالكاد نجد ما نطعم به أهل الضفة؟
< تستطيع الامة العربية ان تستبشر خيراً، ولو قليلاً، حين نجد رئيساً وليس ملكاً، ينهي مدة رئاسته ويقول وداعا دون تمديد حتى نهاية العمر وتعديل للدستور لضمان التمديد «وخدمة» الشعب، أو على الاقل حين نجد رئيساً لا يعد احد أبنائه لخلافته..
<نحن نتساءل ماذا علينا ان نفعل لنواجه هذه المعادلة الجديدة وهي ان الاغلبية في اسرائيل تدعو علنا الى عدم الانسحاب، والاقلية التي توافق، نظرياً، على حل الدولتين، لا تنوي تنفيذ هذا الحل او هي تريده للتخلص من شعبنا فقط لاقامة الدولة اليهودية التي يحلمون بها.
القدس المقدسية