نحو مشروع مارشال عربي

في أول جلسـة مفتوحة من جلسـات منتدى الاقتصاد العالمي المنعقد في البحر الميت، أجاب رئيس بنك الكويت الوطني إبراهيم دبـدوب على سؤال لمدير الحوار حـول وسائل تمويل النمو الاقتصادي في البلـدان العربية لخـلق فرص العمل التي يحتاجها الشـباب.
اسـتبعد المصرفي العربي المخضرم أن يأتي العون من أميركا التي تعاني من أزمة عجز في الموازنة وارتفاع في المديونيـة وخلافات لا تنتهي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ذلك أن حالة أميركا الراهنة لا تسـمح لها بأن تقـدم دعماً حقيقيـاً للدول العربية التي تعاني من صعوبات ماليـة غير النصائح التي تضر أكثر مما تنفع وتؤدي لأسـوأ النتائج.
واسـتبعد أيضاً أن يأتي العون من اوروبا التي تعاني بدورها من ازمة مالية خانقة، انفجرت في اليونان، وتهـدد بالانفجار في بلدان أخـرى كبيرة توسعت جميعاً في الإنفاق العام، وتوغلت في المديونية، وأصبحت تحت الضغط للخضوع لسياسات تقشـفية قاسـية لتصويب أوضاعها مما يجعلها مصدراً غير محتمل لتقديـم المنح المالية ودعم الاقتصاديات العربية.
وهنا يمكـن إضافة اليابان أيضاً التي تعاني من أزمة تفجـر مفاعلاتها الذرية وتسـرب الإشعاع وإخلاء السكان وتلوث الهـواء والماء والغذاء، مما يفرض استبعادها كمصدر هام يمكن للاقتصاديات العربية الفقيرة أن تتطلع إليـه.
تحـول المصرفي العربي من تأكيد هذه السلبيات التي تغلق أبواباً لينطلق إلى إيجابيات تفتح الباب لتحرك اقتصادي كبيـر، فقد طالب بمشروع مارشال عربي، تقـدم بموجبه الدول العربية المصدرة للنفط دعماً ماليـاً كبيراً لاقتصاديات الدول العربية، سـواء بشكل معونات طارئـة لمواجهة الظروف الصعبة أو اسـتثمارات اقتصادية كبرى تحرك الاقتصاديات الراكـدة وتعطي مردوداً وعوائد لرأس المال.
لم ينسَ صاحب الاقتراح أن يربط مشـروع مارشال العربي بشـروط تشبه اشتراطات صندوق النقـد الدولي والبنك الدولي، فالمقصود ليس شراء الوقت وإقالة المأزومين من عثرتهـم، بل تحقيق نهضة اقتصادية كبيرة، تخلق فرص العمل لملايين الشـباب العربي الذين يحتاجون إلى 85 مليـون فرصة عمل خلال عشـر سنوات، لا يمكـن أن تأتي إلا من نمو اقتصادي حقيقي وسياسات مالية واقتصادية حصيفـة.
لكي ينجح مشـروع مارشال العربي يجب أن يحقق مردوداً جيداً ومنافع ملموسـة ليس للطرف الممنوح فقـط بل للطرف المانح أيضاً.
(الرأي)